تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بالذكري العاشرة لتولى البابا تواضروس الثاني كبطريركًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي في دراسة له اليوم الجمعة، إن البابا تواضروس الثاني تميز بعشقه الشديد بالكتاب المقدس، وظهر هذا العشق جليا وبوضوح في معظم كتبه ومحاضراته، ومن يتأمل قائمة مؤلفات  قداسته يجد أنها كلها لا تخلو من اقتباس أو أكثر من الكتاب المقدس.

البابا وفنون الكتاب المقدس

وتابع: لقد قدم قداسته للمكتبة القبطية كتابا بالغ القيمة بعنوان "الفنون الكتابية  الكتاب المقدس أعظم وثيقة جمالية" تناول فيها قداسته  كل ما يتعلق بالكتاب المقدس من فنون «الشعر القانون – القصص – النبوات – الرؤي – الرسائل»، كما تناول  أيضا كيف تناول الكتاب المقدس أمور «الطبيبعة والفلك – المملكة النباتية – المملكة الحيوانية – فنون الأرقام والأسماء – فنون الألوان – فنون الموسيقي – فنون الأشكال» كما قدم قداسته لهذه الموسوعة الخالدة بفصل تمهيدي فلسفي ؛ تناول فيه مفهوم الفن وملامح العمل الفني وسمات العمل  الفني. 

وتابع: ثم يبحر قداسته في رحلة جميلة تناول فيها  كافة  أشكال فنون الكتاب المقدس  فعن الفن الشعري والغنائي كتب يقول أن الشعر هو وسيلة مهمة للتعبير عن المشاعرومن بين  هذه الأسفار الشعرية  سفر أبوب – سفر المزامير – سفر الأمثال – سفر الجامعة – سفر حكمة سليمان – سفر يشوع بن سيراخ – سفر نشيد الأنشاد  ويقف قداسته وقفة خاصة عند سفر النشيد ؛ حيث تناول بالشرح والتحليل ستة  أناشيد.

واستطرد: ثم تناول قداسته بعد ذلك النوع الثاني من الفنون الكتابية وهو الفن التشريعي "القانون" وبعد أن يقدم قداسته تعريفا عاما بالقانون، قدم القانون السماوي الصادر من الله، ويذكر قداسته أن كلمة " شريعة " ذكرت 133 مرة في الكتاب المقدس منها مرة واحدة فقط في العهد الجديد والباقي  في العهد القديم وجمعها "شرائع" و ذكرت 6 مرات في  العهد القديم  أما كلمة "ناموس " فلقد ذكرت 143 مرة  منها 9 مرات في العهد القديم والباقي في العهد الجديد.

 وتابع: أما عن الحكم والأمثال في الكتاب المقدس، فرق قداسته بين الجانب الشرقي والجانب الغربي من العالم  ؛ فالجانب الشرقي يدرك الإنسان كل شيء بروحه وليس بعقله، ومن هنا تبدو الروحانية  مرتبطة بالفن، أما الجانب الغربي من العالم، فالإنسان يدرك كل  شيء بعقله لا بروحه ومن هنا المعرفة هناك مرتبطة بالعلم  ثم  أعطي قداسته تشريحا لغويا  لكلمة "الحكمة" ومشتثقاتها التي وردت أكثر من 300 مرة في العهد القديم أغلبها في أسفار أيوب والأمثال والجامعة، مستكملاً: ثم يغوص قداسته  في أسفار الحكمة فمن سفر الجامعة نجد هذا السفر يعالج مشكلة الحياة والعالم أما القسم الثاني من السفر فهو يتحدث عن خطة  الله وتطبيقها ليحيا المؤمنون في فرح.

وتابع: ثم ينتقل قداسته الي نوع آخر من الفنون الكتابية هو الفن القصصي وفيه يؤكد ان الكتاب المقدس يحتوي علي  مقدار من الأدب القصصي أكثر من أي نوع أدب آخر فأكثر من 40 % من أدب العهد القديم قصصي  ومن مكونات القصة يذكر قداسته «حبكة درامية، وشخصيات  سواء كانت بشرية أو حيوانية أو نباتية، لقصة أسلوب توزيع خاص للشخصيات». 

وأوضح: أما  عن مستويات القصة فهي علي ثلاثة مستويات «المستوي الخاص»، وهو خاص بالقصص الفردية مثل قصة «يوسف – هروب يعقوب»، أما المستوي الأوسط وهو المستوي الذي يتناول خطط الله وقصده من  إسرائيل كعينة من خلقته، المستوي  الأعلي أو العام وفيه تظهر خطة الله الشاملة .

واستكمل: ثم ينتقل قداسته إلي نوع آخر من أنواع الفنون الكتابية، وهو الفن النبوي«النبوات»، والنبوات تشمل  إما رسائل تحذيرية أو رسائل تعزية، والنبي هو الشخص الذي يقف في  حضرة الله حيث تنفتح عيناه وكل حواسه علي  مشيئة الله ورؤيته، فيقوم بنقلها  إلى الشعب وهو بذلك يختلف عن الكاهن الذي  ينقل رؤية الشعب  من حيث ظروفه ومشاكله  إلى الله ويؤكد قداسته  أن  الكتاب المقدس شمل نبواءت عديدة سواء عن الشعوب مثل نبوات عن مصر لعل أشهرها وأهمها ما جاء في سفر أشعياء.