نقطة نظام:
قبل الخوض في طريقة تناول الجسد و الدم يجب أن نتفق على طريقة تناول أي موضوع .نحدد مصطلحاتنا و نميز بين ما هو جوهرى و ما هو ثانوى.لا نخلط بين ما نظنه و بين ما نؤمن به فالظن فكرة شخصية تحتمل أي خلاف و الإيمان مفهوم كتابي لا خلاف عليه.في تناول أي موضوع ليس من الأمانة ممارسة التخويف أو خلط المعانى و كذلك يجب إحترام الجميع للجميع.
- بالماستير و بغير الماستير يظل الجسد و الدم هما جسد و دم ربنا و يظل مفعول سر الإفخارستيا كما هو بغير تغيير و يظل إيماننا بحقيقة هذا الإتحاد و الثبات بغير تشكيك.
الماستير لا يعط الدم مفعوله بل هو أداة للتناول .
فلا ينبغى الخلط بين إيماننا بالسر و بين طريقة التناول.هذه مغالطة و ترهيب للبسطاء.
نحن نؤمن بالسر و نتناول أحياناً الجسد مغموس في الدم بغير إستخدام للماستير و أحياناً الجسد وحده و الدم وحده بإستخدام الماستير و أحياناً يمس الكاهن بطرف أصبعه شفتي الرُضع بالدم بدون ماستير طبعاً و كل هذا تناول لجسد و دم ربنا لا يختلف في مفعوله مهما تعددت الطرق.فلا خلط بين إستخدام الماستير و إيماننا بالسر العظيم.أى خلط يمكن أن نسميه تدليس في الروحيات و غش للضمائر.
- طبياً :
فيروس الكورونا يموت بالكحول والمادة المستخدمة في القرابين هي نبيذ معتق أي مختمر أي يحتوى بنسبة ما على الكحول مما يمنع وجود أي فيروس بشرط أن تكون نسبة الكحول عالية بدرجة كافية لقتل الفيروس.
طقسياً أثناء تقديم الحمل لابد أن يتأكد الكاهن و الشمامسة من تخمر النبيذ من خلال الشم أثناء تقديم القرابين و ألا تكون له رائحة غريبة و يسأل الكاهن الخديم الشمامسة عن صلاحية الخمر المستخدم فيقول كل واحد منهم جيد و كريم و هو تصريح بإستخدام الخمر للتقديس.
هذا التأكد من تخمر النبيذ كفيل بإستبعاد أي إحتمال يمكن أن يظنه إنسان فى أن الماستير ينقل العدوي .
فكونه مادة تحتوي علي كحول وتخمر يطمئن طبياً في عدم إحتواءه على الفيروس أو إحتمال نقله للفيروس الذي يموت بالكحول.طبياً فيروس الكورونا يعيش في الجهاز التنفسى و أما التناول فلا يدخل الجهاز التنفسي بل الهضمى حيث لا يوجد عائل للفيروس.
بالتالى لا مجال للكورونا فيه.من يظن أن الماستير الذى يغترف رشفة من مادة كحولية ينقل العدوي يتجاهل الحقيقة الطبية بأن الفيروس يموت بالكحول.
هذا طبياً و عقلياً و الأهم فى ثقتنا أن السر دواء و ليس داء .
شفاء و ليس علة.السر ممارسة إيمانية و ليس طعاماً جسدياً.
- طريقة التناول تغيرت عبر الزمان.
كانت باليد طوال أربعة قرون .
كان المتناول يضع يديه فوق بعضهما علي شكل صليب و يأخذ الجسد في كفه و أما الدم فكان الجميع يرتشف من نفس الكأس كما حصل عند تأسيس السر.
فإذا خلط الناس بين التسليم و بين طريقة التناول نقول لهم أن الطريقة التي نتتناول بها الآن ليست تسليماً من الرسل و لا هي الإيمان نفسه بل هي وسيلة تتطور بتطور الحياة و إذا أردتم مطابقة التسليم فعليكم أن تناولوا الناس كما ناول السيد المسيح تلاميذه القديسين .هذا هو الأصل و لكننا لا نعبد الطريقة و لا نسميها تسليماً نحن نأخذ السر بأي طريقة و يبق مفعوله كما هو بغير تغيير.
-أما الإدعاء بأن الماستير أمر كتابي و أن الملاك أستخدم ملقط و أخذ جمرة من المذبح مس بها شفتي إشعياء النبي فتطهر و كأن هذا كان الماستير.فهذه مغالطة و خطأ لاهوتي و كتابي أيضاً.
فلا الجمرة جسد المسيح و دمه لأنه لم يكن قد تجسد بعد و لا بذل نفسه عنا في ذاك الوقت بعد و بالتالي فلم يكن هذا تناولاً و لا الملقط كان ماستيراً,لا يوجد في السماء ملاقط بل كلها رموز لمعان روحية صيغت هكذا لكي نفهمها.هذه رؤيا ترمز لسر العشاء الرباني الذى لم يتحقق في زمن إشعياء النبي أبداً.ما طهر إشعياء النبي كان نار الروح القدس .
المذبح عرش الله و الجمرة عمل روح الله الناري و الملقط ليس أداة بل إشارة لتقديس الملاك لهذه النار الإلهية حتى أنه لا يمسها ليس لأنها ستحرقه و إلا لكانت قد حرقت شفتي إشعياء النبي لكن من أجل أن نتعلم مهابة عمل تطهيرالروح القدس. اش 6:5 – 7.الملائكة لا تناول البشر.
- يظن الناس أن طريقة التناول تسليم آباء.على أنه يجب أن ينتبه الناس ألا نسمي كل شيء تسليماً من الآباء الرسل فنخيف الناس من تغييره كأننا إنحرفنا
عن الإيمان.
التسليم يتعلق بالإيمان وحده.لا يصح ان يتحول التسليم عند البعض إلى فزاعة نرهب بها من يفكر فى أي نوع من التغيير غير المتعلق بالإيمان.التسليم إيماننا .
تسليم الأسرار واقع إنجيلى تسلمناه من آباءنا الرسل.لكن طريقة ممارسة الأسرارلم نتسلمها من الآباء الرسل.فالتلاميذ القديسون لم يستخدموا الماستير و نجمة الصينية و كرسي الكاس الذي يوضع فيه الكاس علي المذبح.
بل و لا حتي مارسوا السر على مذبح.بل في المجامع التي كانت متاحة أو في بيوت يجتمع فيها المؤمنين معاً.
لم نختلف مع تسليم الإيمان مع الآباء الرسل لكن تغير الطقس بما تم وضعه بعد نقاشات و أحداث و مجامع.فالطقس نتاج التاريخ الكنسي و ليس تسليم الآباء الرسل.
-مثال المعمودية:
إختلفت حتي في زمن الآباء الرسل.فبعدما كان يتم التعميد ثم توضع اليد لحلول الروح القدسفإن طريقة سر التثبيت تغيرت و صارت بمسحة الميرون بدلاً من وضع اليد بعد الصعود من الماء لسبب كثرة المؤمنين.
و بينما كانت تمارس بالأساقفة وحدهم سمح فيما بعد للكهنة أن يعمدوا و يدهنوا.لم ينبري أحدهم و يصيح غاضباً كيف تغيرون طريقة سر التثبيت من وضع اليد إلى الميرون؟ حتي الرشومات بالميرون تختلف طريقتها حسب عمر الذي يعتمد و إذا كانت إمرأة و مع هذا فلا ينقص مفعول سر الميرون إذا نقص عدد الرشومات لظروف سن المعمد.
كانت المعمودية في الأنهار ثم صارت في أحواض بالكنائس.
ثم أضيفت بجوارها غلايات تسخين المياه و هذا كله ليس تسليماً بل فقط طريقة تتطور لتلائم الواقع الحالى دون أن تمس إيماننا مطلقاً..
إيماننا بحتمية المعمودية لم يتأثر سواء إعتمدنا في البحر أو النهر أو حوض للسباحة أو حوض بالكنيسة أو جرن المعمودية أو حتي في طبق فأياً كان نوع الوعاء الذى نستخدمه يبق إيماننا بالولادة من فوق بالماء و الروح.
التسليم يختص بالإيمان و ليس في الطريقة و لا في الطقس.الطريقة و الطقس ليسا وحياً إلهياً لكنه عمل بشري روحي مفيد و بناء يترجم معاني و مفاهيم روحية جوهرية و هو قابل للتغير و ليس كالإيمان.
-لا يصح ان نلصق كلمة التسليم في كل شيء بالكنيسة. يوجد ما هو تسليم المرتبط بإيماننا و يوجد ما هو ليس تسليماً علي الإطلاق و لا علاقة له بإيماننا لكننا نستخدمه لأننا نستحسنه.
ليس كل في الكنيسة تسليماً.هناك أموراً طبيعية أضيفت لسبب أحداث تاريخية و استحسان المؤمنين لها.مثل دمج قداس التعليم (وقت القراءات و العظة) بقداس التقديس بعدما كانا منفصلين كذلك الصوم قبل التناول و الإستعداد الجسدي و الروحي للسر و إستخدام اللفائف و صلوات ما بعد التناول و لقمة البركة والأغابي .لسنا عبيد للطريقة و الطقس بل نستخدم ما يلاءم واقعنا و يفيدنا روحياً دون تغيير مطلقاً في إيماننا.
-للقداس طقس نمارسه و نعيشه. بعد إنتهاء القداس و بدء التناول فطريقة التناول لا هي إيمان و لا حتي طقس.لم يتناول تلاميذ المسيح رب المجد بالماستير و لا من جاء بعدهم بأربعة قرون.
كان كسر الخبز يتم ببساطة بعد صلاتين جوهريتين الأولي صلاة شكر و الثانية صلاة طلب الروح القدس لتقديس القرابين.لم يكن قداس و لا نصوص مكتوبة إلا بعد إنتهاء القرن الثالث و قد خضعت لإضافات و تغييرات كثيرة.لكن أمراً واحداً بقي علي ما هو عليه منذ أسس الرب يسوع العشاء الربانى و حتى آخر الدهور و هو أن هذا جسد و دم ربنا يعطي لمغفرة الخطايا و حياة أبدية لمن يتناول منه.
به يثبت فينا المسيح و نثبت فيه.به نتحد بالمسيح و هو فينا.به ننال وساطة لدخول ملكوت الله.به نصير شركاء الطبيعة الإلهية .بالجسد نتحد ليس بالطقس الذي تم به السر لأنه طقس خضع لكل الظروف التي إجتازتها البشرية.
- هذا المقال لا يقرر هل نغير طريقة التناول و مبررات التغيير أم لا نغير و مبررات عدم التغيير.إنه فقط يشرح كيف لا نخلط المفاهيم.كيف نسمى الأمور بأسماءها و لا نخش التفكير و التغيير في ما هو غير خاضع للإيمان.كيف نتناقش دون ترهيب الناس بتلبيس الكلمات غير حقيقتها.كيف لا نحول كل فكرة إلى تهمة.كيف لا نستغل الآراء للهجوم لعيب ما في القلوب.كيف نكون محايدين حين نفكر و نقبل أن نتناقش بغير تحقير.كيف نكون قابلين للحوار بمحبة دون تجريح أو إتهامات بالتفريط في الإيمان.أنا بالماستير و بغير الماستير سأتناول وإيمانى بمفعول السر سيبق كما هو دون تغيير.