أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول "كنيسة الصين الأرثوذكسية".
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن شفيع ومؤسس كنيسة الصين الأرثوذكسية هو الرسول الإنجيلي لوقا، وهي كنيسة تابعة لبطريركية موسكو وسائر روسيا الأرثوذكسية، يرأسها حاليًا المتروبوليت إيلاريون.
وأضاف: "وصلت المسيحية الأرثوذكسية إلى الصين عام 1685، حين انخرطت جماعة من "الكوزاك" في الحرس الامبراطوري الصيني، وكان كاهنهم الأرثوذكسي معهم. وخلال المائة والخمسين عام التالية لم ينجذب الكثير من الصينيين لاعتناق هذا المذهب.
وتابع: "في عام 1715م تأسست البعثة المسيحية الأرثوذكسية الروسية- الصينية في بكين، حيث أرسل للبلاد الكثير من رجال الدين والوعاظ الروس، إلا أن العمل التبشيري المنظم لم يبدأ قبل نهاية القرن التاسع عشر، حيث يعتقد أنه في عام 1860 لم يكن عدد الأرثوذكس في بكين يتجاوز 200 شخص، بما فيهم المنحدرين من أصل روسي".
وأكمل: "بين عامي 1899 و1901م اندلعت في الصين ما عرفت بـ"ثورة الملاكمين"، وهي ثورة أطلق شرارتها غضب الصينيين من النفوذ الأجنبي الذي كان يتنامى في البلاد من جميع النواحي (التجارية، السياسية والدينية)، أدى ذلك إلى هجمات عنيفة شنها الثوار ضد أتباع الديانة المسيحية ولم يستثنى من ذلك الأرثوذكس. ففي عام 1900م تم قتل مجموعة كبيرة من الأرثوذكس.
واستطرد: "بعد انتهاء الثورة عام 1902م بقي للكنيسة الأرثوذكسية الصينية 32 كنيسة وستة آلاف فرد من أتباعها. في عام 1914م لم يكن هناك أكثر من خمسة آلاف مهتد جديد، على الرغم من وجود عدد من الكهنة الصينين ومدرسة اكليريكية، وقد كانت سياسة بعثات التبشير الأرثوذكسية تعتمد على الدوام جعل الاكليروس من أهل البلاد حالما تسنح الفرصة.
وأضاف: "عقب بدء الثورة البلشفية الروسية في عام 1917م فرّ الكثير من الروس، من سيبيريا خاصة، إلى الصين بينهم الإكليروس، وقد ساهم ذلك بزيادة تفعيل العمل التبشيري، وفي عام 1939م وصل عدد الأرثوذكـس في الصين ومنشوريا إلى أربعمائة ألف أرثوذكسي يرعاهم خمسة أساقفة وكان لهم جامعة أرثوذكسية في "هارين"، وفي عام 1945م طردت الحكومة الصينية الشيوعية جميع المبشرين غير الصينيين من البلاد، ولم تستثن الروس الأرثوذكس من هذا الأمر، فأعيد كل الاكليروس الروسي مع معظم المؤمنين إلى الاتحاد السوفياتي فيما عدا الذين فروا إلى أميركا وكندا. وبذلك تقلص عدد الأرثوذكس".
وتابع: "في عام 1949م بلغ عدد الكنائس الأرثوذكسية 106 كنيسة. وفي الخمسينات كان يوجد في الصين عشرون ألف أرثوذكسي نصفهم من الصين يرعاهم أسقف واحد، ولكن خلال الثورة الثقافية الصينية (1966-1976) دمرت تقريبا جميع الكنائس الأرثوذكسية في البلاد، وفي منتصف الثمانينات أُطلقت جهود إحياء الكنيسة الأرثوذكسية الصينية، وأُعيد افتتاح كنيسة "هاربن". وفي عام 1986 سُمح لعدد صغير من الصينيين والروس بالصلاة فيها. وتم تأسيست أول متروبوليس (مطرانية) أرثوذكسية في "هونغ كونغ" والشرق الأقصى عام 1996م".
واختتم: "تعترف السلطات الصينية بعدد محدد من الأديان في البلاد، كالبروتستانتية، الإسلام، الطاوية والبوذية؛ ولكنها ترفض الاعتراف بالأرثوذكسية والكاثوليكية، مما يشكل عائق كبيرا للأرثوذكس من ممارسة طقوس عبادتهم بحرية، هذا فضلا عن صعوبة التبشير بإيمانهم بين الصينيين. بينما يسمح لأتباع الكنيسة الأرثوذكسية الصينية في "هونغ كونغ" و"تايوان" بممارسة عباداتهم بحرية كبيرة، والآن يوجد عدد من الصينيين الأرثوذكس يدرسون في المعاهد الاهوتية بروسيا بغرض العودة لبلادهم لخدمة كنائسهم".