الصوم الكبير فرصة للتقرب من الله بالصلاة والصوم، وبحيث نكون مقدسين في هذه الرحلة التي نسير فيها مع الله، في هذا السياق، عظات الصوم الكبير، قال أبونا الراهب القمص موسي البراموسي، المشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا وكاهن كنيسة الملاك ميخائيل والقديس أبي سيفين مورقوريوس في لافال بإقليم الكيبيك الكندي خلال عظته في القداس الإلهي صباح اليوم : كل سنة وانتوار طيبين وصلنا للأحد الرابع من الصوم الكبير المرأة السامرية والذي يوافق عيد الصليب. والآحاد “بتخلص”، زي ما العمر “بيخلص”، والكنيسة رتبت لنا الصوم الكبير كأنه رحلة حياة نسير فيها مع الله. بدأت لنا بأحد الاستعداد، لنستعد لهذه الرحلة، ثم أخذتنا إلي أحد الكنوز لكي نفهم تذكرتنا في هذه الرحلة سيكون ثمنها أرضيا أم سمائيا، وعلي كل منا أن يختار، ممكن واحد يختار الأرض والرحلة الأرضية، بينما شخص آخر يفهم أن الحياة علي الأرض فانية، ومن ثم الاختيار هو للحياة الأبدية فيختار السماء، ولهذا يبدأ في أن يكنز له كنوز لا يفسدها سوس ولا صدأ. والشخص الذي يختار الأرض لا تفرق معه أبديته. لكن الشخص الذي يختار السماء، سيقابله بعد ذلك أحد التجربة أو التجارب كالمرأة السامرية، ولا توجد رحلة إلي السماء بدون تجارب، والإنسان الشاطر هو الذي يطلع التجربة علي الجبل، ولا يأخذ التجربة بعيدا عن السيد المسيح له المجد.
= الإرادة وحرية الاختيار بين الكنز الأرضي الفاني والكنز السماوي:
أضاف: والأحد الثالث هو أحد الابن الضال، وكأن الذي خرج مع السيد المسيح للتجربة علي الجبل، لم يهتم، واختار الكنز الأرضي الفاني، ومثل الابن الضال، لم يكن المقصود منه الابن الصغير، ولكن المقصود منه الابن الكبير، كلنا فبنا الابن الكبير، يهتم بأنه في الكنيسة لوحده، دون أن يهتم بخلاص الآخرين، وهذا الأحد الثالث يبدأ من العشية، والابن الكبير كان يظن نفسه داخل الكنيسة، وكتير منا يظنون أنهم داخل الكنيسة، ولكن واقع الأمر أنهم ظاهريا داخل الكنيسة، لكنهم يبحثون عن الكنز الأرضي، وليس السماء كان السيد المسيح يجلس مع العشارين والزناة، ثم في باكر نري أنه يقول يشبه ملكوت السموات واحد أخذ ناس للعمل في الكرم الذي يملكه، وبدأ يدخل الناس تعمل في الحقل، والكل يظن أنه يعمل وينتج وأنه الابن الكبير، وأنني أنا من أخدم في الحقل، لكن صاحب الحقل له فكر آخر، لأنه يري قلوبنا، لا تظنوا أن الله قلوبكم مخفية علي الله، وأن الله لا يري قلوبكم وما يوجد بداخلها، سواء كان كنزا أرضيا أو سمائي، إن الله يري قلوبكم وأعمالكم، حتي أن وصل لأصحاب الساعة الحادية عشر، هل الله ظلم من بدأ مبدأ ومن بدأ في الساعة الحادية عشر، في الحقيقة أن من بدأوا في الساعة الحادية عشر هم من قاموا بالعمل. لا تظنوا أنكم “قاعدين داخل الكنيسة.. وفاكرين أنفسهم شغالين .. ما في قلوبكم يرضي الله ويبحث عن الكنز السمائي.. من المهم أن تبرهنوا على هذا في قلوبكم وأعمالكم مثل أصحاب الساعة الحادية عشر. ولهذا جعل الله الآخرون أولين، والأولون آخرين.
= اجعلوا من فضائلكم مصدر بركة لكم ولمن حولكم .. تصالح مع من حولك قبل تناول الذبيحة المقدسة:
أوضح أبونا الراهب القمص موسي البراموسي: لأنهم كانوا “فاكرين” أنهم “شغالين” وينفذون إرادة الله، ويبحثون عن الكنز السماوي، ولكن هذا لم يكن حقيقيا، وكانت الطامة الكبري أنهم اجتمعوا عليه ليتهموه بالظلم لأنه ساوي بينهم وبين أصحاب الساعة الحادية عشر في الأجر، وكأنهم اجتمعوا علي الشر، يتهمون الله اتهامات خاطئة وشريرة، ياما اتهمنا الله أنه لا يرانا، ولا يسمعنا، وأنه ظالم، لا تظنوا أنفسكم داخل الكنيسة، اشتغلوا باتضاع، لتكونوا مع الآخرين، الذي وضعهم الله في مرتبة الأولين. لا تتكبروا علي الله لأنه يري قلوبكم.
في الفكر اليهودي، الابن الكبير له ميراث اثنين، وعندما قسم الأب، اعطي الكبير نصيبي الصغير، وأبونا السماوي يعطينا فضائل وليس أموال، وكانت فضائل الابن الكبير مثلي فضائل الابن الصغير، التي بدا يصرفها، والابن أخذ ميراثه وجلس بعض الوقت في بيت والده، وكان الأب خلال هذه الفترة يتحدث بدموع. كما نتحدث مع من يخرج من الكنيسة، لكي يكشفوا قلوبهم بأمانة أمام الله، وندعوهم ونحفزهم للمجيء والصلاة في الكنيسة، بدون كبرياء، ولا تسيروا في الحياة وأنتم تغلقون عيونكم، وكثيرا ما قلنا هذا الكلام للناس قبل أن تترك الكنيسة، ومن خرج من الكنيسة لم يجد أمامه إلا حقل الخنازير، تاركين حقل البركة. الله اعطانا حرية الإرادة، وأن أبونا السماوي، السيد المسيح، يعطينا حرية القرار، وعلينا الاختيار من أول الرحلة، الكنز الأرضي سيفني وينتهي مثل الأرض، لكن الكنز السماوي هو الحياة الأبدية. الابن الكبير، خلع مجده وحلته وبهاءه وخلع الخاتم والحذاء، وقال لا أريد شيئا من بيت أبي، وهناك كثيرون يتعدون علي مجد الكنيسة ويخرجون منها. لا تتشاجروا مع بعض ولا تخلعوا حلتكم أو حذاءكم وتتركوا الكنيسة. الكنيسة تعني المصالحة، ولا تعني الشجار، والسيد المسيح قال من يريد الكنز المساوي لا يجب أن يتشاجر أو يخوض في سيرة الآخرين أو يكره الآخرين لا يجوز له أن يدخل يتناول من الأسرار المقدسة والذبيحة المقدسة، يجب أن يتخلص من كل هذه الشرور أولا. وقال اترك ذبيحتك واذهب تصالح مع من أنت متخاصم معه. من قلبه ليس نقيا، من يلف ويدور، من متشاجر مع الآخرين، لن يستطع خداع الله، وإلا ستجدون أنفسكم في حقول الخنازير، حيث ترك البركة وأخذ اللعنة.
معرفة أول طريق الحياة الأبدية بعيدا عن الغيرة والكذب .. ابحثوا عن أب اعتراف:
وقال أبونا الراهب القمص موسي البراموسي المشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا وكاهن كنيسة الملاك ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال بإقليم الكيبيك الكندي: والبركة التي كانت في بيت أبيه، خسرها، وهناك ناس تدخل أماكن تعطيها بركة، وناس أخري تدخل أماكن تعطيها حزن وكآبة ومشاجرة لأنها ليس معها بركة، ولعنتها تصيب من حولها. كونوا سبب بركة، مثل السيد المسيح، أينما ذهب حلت البركة، كونوا مثل تلاميذ المسيح، لا تتركوا البركة، حتى لا تصيبوا من حولكم بالجوع. اذهبوا إلى آباء اعترافكم ليرشدوكم، اتركوا الكنيسة تعمل مجدها بنفسها، خدوا بركة واعطوها لمن حولكم، كانت حرية إرادة الابن الضال مخربة، وليست بناءة. وبعد عن شعر بالجوع رجع، وهذا يعني أن قلبه لم يكن رديا، وهنا يكشف لنا أن الصغير رغم غلطه، كان قلبه نقيا عكس الابن الكبير. مهم أن يكون لكل منا أب اعتراف، الابن الكبير كانت عنده ضعف فضائل الابن الصغير، لكنه كان يغير، هناك ناس ضعيفة نهتم بها لأنها تحتاج من يسير معها ويسندها حتي لا تتوه أكثر، وهذا يحتاج أن نسد مع الآباء هذه الحالات، والغيرة أحيانا تقود للشجار وترك الكنيسة. ساعدوا آباء اعترافكم انها تسند وتقف مع الحالات التي تعاني الضعف بدلا من أن تصيبها الغيرة. مثل يوسف الذي غار أخوته منه فرموه في البئر، لكن الله يبحث عمن ترك، ويرفعه في مكانة أعلي. والابن الكبير سيطرت عليه الغيرة، بعد أن عاد أخوه الصغير من الضياع، المشكلة أن الابن الكبير كان يعتبر نفسه أجيرا، وليس صاحب مكان. نحن أبناء ملك الملوك، ولسنا أجراء، والغيرة تقود للكذب. اطلبوا تجدوا، إلي الآن لم تطلبوا شئيا باسمي. والفقر هنا، كونوا سبب بركة لمن حولكم. وابحثوا عن أب اعتراف يعرفكم أول طريق الحياة الأبدية، الابن الكبير ابن ضال، ربنا يعطينا الكنز السماوي ونصعد الجبل مع السيد المسيح، الله يعطينا بركة في بيوتنا ولكل من حولنا.