وضع الاتحاد الأوروبي اللمسات الأخيرة على اتفاق لتقديم ما يصل إلى مليار يورو من المساعدات المالية الكلية لمصر، كجزء من شراكة أوسع تهدف إلى الحد من الهجرة غير الشرعية وتعزيز الاقتصاد المصري.
وفقا لبوليتيكو، تم توقيع الاتفاقية خلال مؤتمر الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي ومصر في القاهرة، والذي حضره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
تعزيز العلاقات
"منذ مائة يوم، افتتحنا حقبة جديدة في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، بشراكتنا الاستراتيجية والشاملة. صرحت فون دير لاين: “اليوم، نقوم بالتوصيل”. وشددت على أن المساعدات المالية البالغة مليار يورو "ستحفز الإصلاحات التي تحتاجها الشركات ورجال الأعمال في القطاع الخاص".
تكرار النماذج الناجحة
يعكس هذا المبلغ صفقات مماثلة أبرمتها بروكسل مع تونس وموريتانيا وتركيا، وكلها تهدف إلى الحد من الهجرة غير الشرعية إلى الاتحاد الأوروبي. وقد أثار النهج الذي يتبناه الاتحاد الأوروبي انتقادات من جماعات حقوق الإنسان، التي وصفته بأنه "صفقة مالية أخرى للاتحاد الأوروبي مقابل السيطرة على المهاجرين".
حزمة مالية شاملة
تعد المساعدة المالية الكلية البالغة مليار يورو جزءًا من خطة أكبر تتضمن عمليتين للمساعدات المالية الكلية لمصر، بإجمالي يصل إلى 5 مليارات يورو في شكل قروض ميسرة. وتتمحور إجراءات السياسة المتفق عليها حول ثلاث ركائز رئيسية:
تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي
تحسين بيئة الأعمال والقدرة التنافسية
دعم التحول الأخضر في مصر
برنامج الصناعة المستدامة الخضراء
وبالإضافة إلى اتفاقية التعاون الاقتصادي، وقع الاتحاد الأوروبي ومصر على برنامج الصناعة المستدامة الخضراء، بدعم من منحة الاتحاد الأوروبي بقيمة 30 مليون يورو. وتهدف هذه المبادرة إلى مساعدة الصناعات المصرية على الاستثمار في الحد من التلوث، وإزالة الكربون، وكفاءة استخدام الطاقة والموارد. كما تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات تمويل إضافية بقيمة 36 مليون يورو لدعم برامج التعاون الثنائي.
تدابير الأمن الغذائي
كانت حزمة الدعم التي قدمها الاتحاد الأوروبي بقيمة 60 مليون يورو لتحسين تخزين الحبوب في مصر في إطار مرفق الغذاء والقدرة على الصمود عنصرًا مهمًا آخر في اتفاقيات المؤتمر. ويهدف هذا الإجراء إلى تعزيز الأمن الغذائي والقدرة على الصمود في مصر.
المنافع المتبادلة
قال الرئيس السيسي: "لقد أثبتت مصر أنها شريك موثوق به في مواجهة التحديات المشتركة وبما يحقق الأمن والاستقرار في جوارنا الإقليمي". وأكد أن الاستثمارات الأوروبية "ستعزز مكانة الاتحاد الأوروبي باعتباره الشريك التجاري والاستثماري الأبرز للاقتصاد المصري".
كانت حكومات الاتحاد الأوروبي قد اعتمدت اتفاق التمويل الأصغر قصير الأجل بقيمة تصل إلى مليار يورو في إبريل/نيسان. ومن المتوقع أن يعتمد البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي هذه العملية طويلة المدى، والتي تشمل ما يصل إلى 4 مليارات يورو من التمويل الأصغر، في وقت لاحق من هذا العام.
تؤكد هذه الشراكة الشاملة التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز الاستقرار الاقتصادي ومعالجة قضايا الهجرة من خلال الجهود التعاونية مع الشركاء الإقليميين الرئيسيين مثل مصر