وصلت اليوم إلى ميناء اللاذقية سفينة إمداد تابعة للقوات البحرية المصرية محملة بمئات الأطنان من المساعدات الإغاثية، تضامناً مع سوريا وشعبها الشقيق ووقوفاً إلى جانبها في هذه المحنة الإنسانية الأليمة.
وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان لها أن ذلك يأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة تقديم الدعم والمساندة للشعب السوري الشقيق في مواجهة آثار زلزال ٦ فبراير ٢٠٢٣.
القوات المسلحة
وفي ذات السياقـ أصدرت القوات المسلحة المصرية بيانا أوضحت فيه أنه إستمراراً لدور مصر الفاعل تجاه الدول الشقيقة والصديقة وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بإرسال قافلة من المساعدات فى إطار الدعم والتضامن المصرى مع أبناء شعبى سوريا وتركيا فى أعقاب الزلزال المدمر بكلتا الدولتين.
أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها بتحرك القافلة من مناطق تحميلها بالقاهرة إلى الإسماعلية عبوراً بأنفاق تحيا مصر وكوبرى السلام مروراً بالطريق الدولى الساحلى وصولاً إلى ميناء العريش البحرى الذى شهد تطويراً كبيراً بكافة منشآته وأرصفته خلال الأونة الأخيرة.
زلزال تركيا
حيث غادرت سفينة إمداد مصرية من الميناء متجهة إلى دولتى سوريا وتركيا محمل عليها مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية إشتملت على كميات كبيرة من الخيام والبطاطين والمواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية المقدمة من وزارتى الدفاع والتضامن الإجتماعى والأزهر الشريف وجمعية الهلال الأحمر وصندوق تحيا مصر ، للمساهمة فى تخفيف الآثار الناجمة عن الزلزال المدمر بكلتا الدولتين، و ذلك فى إطار حرص القيادة المصرية على دعم علاقات التآخى بين الشعوب وبما يساعد الأشقاء على تجاوز الأزمات والمحن.
سيناء
في أعقاب أحداث عام 2011، وما صاحبها من مظاهر الفوضى المدمرة، التي طالت العديد من دول المنطقة، وتنامي ظاهرة الإرهاب، وانتشار التنظيمات المسلحة التي باتت تهدد الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة، كان للقوات المسلحة بتماسكها وتلاحمه بأبناء الوطن الدرع القوي الذي حافظ على بقاء الدولة المصرية في مرحلة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث.
وما لبث أن استتبعها ثورة شعبية في 30 يونيو 2013، استطاع خلالها الشعب المصري، بدعم من القوات المسلحة، فك ارتهان الدولة المصرية بقيمها وتاريخها الحضاري، من جماعات الإرهاب، التي استطاعت "خلال عام واحد" أن تبث سمومها وتشيع الظلام والألم في أوصال الدولة المصرية.
لذلك، كانت القوات المسلحة مُدركة لحجم التحديات والتهديدات المحيطة، ليس فقط بالأمن القومي المصري، بل بوجود مصر وكيانها ، تعرف تعلم أن الهدف هو إسقاط هذا الكيان الهائل، والكتلة البشرية الصلبة، وإخضاعها لنظرية التفتيت والتقسيم التي تجتاح عالمنا العربي، ومحوره الرئيسي وعموده الفقري هي مصر.
وقد واجهت مصر تحديات لم تمُر بها من قبل، خاصة خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وكان لزاما على الدولة المصرية بأن تتخذ العديد من الإجراءات سواء كانت سياسية أو أمنية أو عسكرية أو اقتصادية، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي المصرية وتماسك النسيج الوطني للشعب، لمواجهة تلك التحديات، وبعد نجاح ثورة 30 يونيو، ظهر واضحا مدى التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وكان على رأس تلك التحديات، هو تحدي مواجهة الإرهاب في مصر خاصة في سيناء.
القوات المسلحة وتطهير سيناء من الإرهاب
وضعت القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة العامة للقوات المسلحة فى تخطيطها لمكافحة الإرهاب، العديد من الاعتبارات، منها تنفيذ المهمة بالتوازى مع إعادة الحياة لطبيعتها، خاصة القرى المتاخمة لمناطق العمليات بوسط وشمال سيناء، وذلك بالتوازي مع منع قيام العناصر الإرهابية من تعطيل المشروعات التنموية فى سيناء.
وقد نجحت القوات المسلحة في إعادة الإستقرار وتوفير الأمن لأهالى سيناء، كذلك عودة الحياة لطبيعتها، وتدمير البنية التحتية للإرهاب من مخابئ وملاجئ ومخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات والعبوات الناسفة والأدوات المستخدمة فى تصنيعها، والقضاء على القيادات الرئيسية للعناصر الإرهابية وإلقاء القبض على العديد من المشتبه بهم، وذلك مع إستمرار تواجد القوات لملاحقة فلول العناصر الإرهابية قبل إستعادة نشاطها وقطع أى طرق إمداد لها.
خلق بؤرة إرهابية جديدة تكون في سيناء
كان من المُخطط أن يتم خلق بؤرة إرهابية جديدة تكون في سيناء، ويتم نقل العناصر الإرهابية لها عن طريق المشرق العربي، لكن نجاح قوات الأمن في تدمير البنية التحتية واللوجستية للعناصر الإرهابية والتكفيرية، ساهم في إحباط ذلك المخطط، وفي ذات الوقت، قامت الدولة المصرية ومؤسساتها ومنها القوات المسلحة، بعملية تنمية شاملة في جميع سيناء، لتصل للعالم رسالة، أن سيناء جزء من مصر وأساس الأمن القومي المصري.
الحفاظ على المعايير الخاصة بحقوق الإنسان
التزمت القوات المسلحة والشرطة المدنية بالحفاظ على القواعد والضوابط والمعايير الخاصة بحقوق الإنسان وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين من أبناء شعب مصر العظيم فى جميع المناطق التي شهدت عمليات مداهمات أمنية والالتزام الدقيق بقواعد الاشتباك المعمول بها دوليًا.
كما التزمت القوات بقواعد الاشتباك التي تم وضعها بدقة، مع اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد العناصر الإرهابية والمطلوبين جنائيا وإحالتهم إلى المحاكمة وفقا للمعايير والضمانات التي كفلها الدستور، كذلك الإفراج عن العناصر المشتبه بهم بعد استكمال مراجعة موقفهم الأمني.
عودة الحياة لطبيعتها إلى شمال ووسط سيناء
بعد نجاح كبير للعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 عادت الحياة إلي طبيعتها مرة أخرى إلى مدن وقرى شمال ووسط سيناء حين انتظمت الدراسة فى المدارس والجامعات كما أن الشوارع والميادين والأسواق فى العريش والشيخ زويد ورفح عادت تنبض بالحياة، كما انتظمت الدراسة بالمدارس والجامعات ودارت عجلة الإنتاج بالمصانع.
كما يظهر التواجد الأمني المكثف الذي انعكس بشكل إيجابي على حالة الهدوء والاستقرار، وكذلك تنفيذ خطط التنمية والتطوير، فيما تستقبل القرية الأوليمبية بمدينة العريش، بآلاف الرياضيين الموهوبين من شباب المدارس والجامعات.
800 مليار جنيه لتنمية سيناء
تولى القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ،اهتمامًا كبيرًا بتنمية سيناء، وتضعها على رأس أولوياتها في خطط التنمية والتطوير، حيث أن هناك عددا من المشروعات القومية الزراعية والصناعية التي يتم تنفيذها على أرض سيناء وفقًا لمخطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة بتكلفة تصل لـ 800 مليار جنيه.
ويتم تنفيذ كافة المشروعات بشركات وطنية مصرية مما يساهم فى توظيف العمالة فى سيناء وإستيعاب أعداد أخرى من باقى المحافظات وده فضلاً عن المشاركة الفعالة فى مبادرة حياة كريمة.