أعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أشار فيها إلى أن روسيا يمكن أن تزود كوريا الشمالية بالأسلحة.
وفقا للجارديان، يأتي ذلك بعد أن وقع بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على اتفاق دفاعي يعد بتقديم دعم عسكري فوري في حالة تعرض أي من البلدين لهجوم.
صرح ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن مثل هذه الخطوة لن تؤدي إلى زعزعة استقرار شبه الجزيرة الكورية فحسب، بل قد تنتهك أيضًا قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي دعمتها روسيا سابقًا.
الرد من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية
ووصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزارة الخارجية الكورية الجنوبية المعاهدة بين روسيا وكوريا الشمالية بأنها “تهديد خطير” للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
ذكر بلينكن أن الولايات المتحدة ستنظر في اتخاذ تدابير مختلفة ردًا على الاتفاقية، التي جعلت الدولتين الخاضعتين للعقوبات أقرب مما كانت عليه منذ الحرب الباردة.
اتخذت كوريا الجنوبية خطوات دبلوماسية باستدعاء السفير الروسي للاحتجاج على المعاهدة. كما تمت مناقشة إمكانية قيام كوريا الجنوبية بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، مما أثار رد فعل غاضب من السفير الروسي جورجي زينوفييف، الذي اعتبر أي محاولات لابتزاز روسيا غير مقبولة.
تبرير بوتين وتحذيره
خلال زيارة دولة إلى فيتنام، دافع بوتين عن احتمال إمداد كوريا الشمالية بالأسلحة الروسية كإجراء مضاد لشحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا. وحذر كوريا الجنوبية من إمداد أوكرانيا بالأسلحة، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون "خطأً كبيرًا" وأن روسيا ستتخذ قرارات قد تجدها كوريا الجنوبية غير سارة.
تزايد التوترات في شبه الجزيرة الكورية
عززت المعاهدة التكهنات بأن كوريا الشمالية قد تزود روسيا بالصواريخ والذخيرة لاستخدامها في الصراع الأوكراني. وتصاعد الخلاف بشأن شحنات الأسلحة، حيث تفكر كوريا الجنوبية في تقديم الأسلحة إلى أوكرانيا للمرة الأولى. لقد تجنبت سياسة كوريا الجنوبية تقليديا توريد الأسلحة إلى الدول التي تخوض حربا.
مخاوف الناتو وردود الفعل الإقليمية
أعرب ينس ستولتنبرج، رئيس حلف شمال الأطلسي، عن مخاوفه من أن روسيا قد تساعد كوريا الشمالية في تطوير برامجها الصاروخية الباليستية والنووية. وأشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى استعداد بوتين للحوار مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الأمنية، لكنه أكد على أهمية مناقشة الحرب في أوكرانيا أيضًا.
العواقب المحتملة لعمليات نقل الأسلحة
يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن كوريا الشمالية تسعى للحصول على معدات عسكرية متقدمة من روسيا، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمواد اللازمة لإنتاج الصواريخ الباليستية. وتزعم كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن هناك أدلة على أن كوريا الشمالية زودت روسيا بالفعل بموارد عسكرية كبيرة، وهو ما تنفيه كوريا الشمالية.
زيادة التوترات الحدودية
تدهورت العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، مع استئناف كوريا الشمالية تكتيكات الحرب النفسية مثل إرسال بالونات محملة بالقمامة عبر الحدود. وردت كوريا الجنوبية ببث دعائي مناهض لكوريا الشمالية. تشمل الحوادث الحدودية الأخيرة عبور جنود كوريين شماليين إلى كوريا الجنوبية وإرسال نشطاء كوريين جنوبيين منشورات دعائية وأجهزة USB إلى الشمال.
بناء الحواجز الحدودية
تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن كوريا الشمالية تقوم ببناء جدران على طول أجزاء من الحدود، ربما لمنع الانشقاقات. يأتي هذا التطور في أعقاب تقارير عن مقتل أو إصابة جنود كوريين شماليين بسبب الألغام الأرضية أثناء تطهير المناطق الحدودية.
التحركات الدبلوماسية الأمريكية
كما أثارت زيارة بوتين إلى فيتنام، التي شهدت إطلاق 21 طلقة تحية، مخاوف في واشنطن. وردا على ذلك، من المقرر أن يزور دانييل كريتنبرينك، كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون شرق آسيا، فيتنام لتعزيز التزام واشنطن بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ "الحرة والمفتوحة".