
شهد دير القدّيس الأمير دانييل في موسكو، مقرّ البطريركيّة، استقبال قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، أعضاء لجنة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.
وشارك في اللقاء من الجانب الروسي كلٌّ من:المطران إيسيذورس، متروبوليت سمولينسك، والرئيس المشارك للجنة، الأسقف جيناديوس الراهب الكاهن ستيفان (إيغومينوف)، مدير سكرتاريّة العلاقات بين المسيحيّين في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، والأمّ يوليانيا (كاليدا)، رئيسة دير الراهبات في موسكو،الكاهن بولس ليزغونوف، نائب عميد أكاديميّة موسكو اللاهوتيّة للشؤون الأكاديميّة، والسيد سيرجي ألفيروف، موظّف سكرتاريّة العلاقات الخارجيّة للعلاقات بين المسيحيّين.
أما من الجانب القبطي، فقد حضر:نيافة المطران سيرابيون، متروبوليت لوس أنجلوس، والرئيس المشارك للجنة، نيافة الأنبا كيرلّس، أمين اللجنة ونائب أبرشيّة لوس أنجلوس وعميد معهد القدّيسين أثناسيوس وكيرلّس اللاهوتي في الولايات المتحدة،الراهب الكاهن داود الأنطوني، ممثّل الكنيسة القبطيّة في روسيا، الدكتور أنطون ميلاد، المستشار البطريركي،السيّدة بربارة سليمان، رئيسة قسم تنفيذ المشاريع في البطريركيّة القبطيّة.
في مستهلّ اللقاء، رحّب قداسة البطريرك كيريل بالحضور، مشيرًا إلى أن الاجتماع يتزامن مع تذكار القدّيس بيمن الكبير، أحد أعلام الرهبنة المصريّة، الذي لطالما كرّمه المؤمنون في موسكو، لا سيّما أولئك الذين دافعوا عن المدينة، إذ كانوا يستشفعون به عند اقتراب الأخطار.
وفي كلمته، وجّه قداسة البطريرك تحيّة أخويّة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، طالبًا من المطران سيرابيون نقل محبّته وتقديره له.
ووصف قداسته العلاقة بين الكنيستين بأنّها "وديّة، أخويّة، ومبنيّة على الثقة".
وأشار إلى أن تأسيس اللجنة المشتركة للحوار بين الكنيستين قبل عشر سنوات جاء نتيجة اتفاق بينه وبين قداسة البابا تواضروس، خلال زيارته إلى روسيا بين 28 أكتوبر و4 نوفمبر 2014.
وقد تبع ذلك اجتماع تحضيري في القاهرة من 9 إلى 13 فبراير 2015، تلاه قرار المجمع المقدّس للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في 5 مايو 2015 بالموافقة على تشكيل اللجنة، ثم قرار مماثل من مجمع الكنيسة القبطيّة في يوليو من العام ذاته.
وقد ثمّن البطريرك كيريل الجهود التي تبذلها اللجنة، مؤكدًا أنها ساهمت بشكل فعّال في تعزيز التفاهم المتبادل وتوطيد العلاقات بين الكنيستين.
وأشار إلى أهمية الزيارات السنويّة المتبادلة بين الرهبان الروس والأقباط ضمن إطار اللجنة، موضحًا أن هذه اللقاءات تتيح للطرف الروسي التعرّف على الحياة الرهبانيّة والنسكيّة في الأديرة القبطيّة، وتُسهم في فتح القلوب أمام الروحانيّة العريقة للكنيسة القبطيّة وتاريخها المجيد، بما في ذلك آلامها وتحدّياتها.
كما أكّد قداسته على أهمية الحوار اللاهوتي باعتباره أحد أركان التفاعل بين الكنيستين، معربًا عن تفاؤله بنتائجه، ومؤملًا أن يسهم في التقارب اللاهوتي وتعزيز التعاون المشترك.
وخلال اللقاء، تطرّق قداسته إلى الأوضاع الكنسيّة في أوكرانيا، منتقدًا تصرّفات السلطات المحلّية التي تسعى إلى تقويض الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة القانونيّة.
وفي سياق كلمته، عبّر البطريرك كيريل عن تقديره للرعاية التي تُظهرها الكنيسة القبطيّة تجاه المواطنين الروس في مصر، ولا سيّما في القاهرة والغردقة، حيث تُتاح لهم فرص الصلاة والاطّلاع على الكنائس القبطيّة، مؤكّدًا على الامتنان لاستضافة الشعب الأرثوذكسي هناك، ومشيرًا إلى أن الكنيسة الروسيّة بدورها وفّرت أماكن عبادة مناسبة للأقباط في موسكو وسان بطرسبرغ، حرصًا منها على دعم الحضور الروحي لأبناء الكنيسة القبطيّة خلال إقامتهم في روسيا.
من جهته، نقل المطران سيرابيون تحيّات قداسة البابا تواضروس الثاني إلى قداسة البطريرك كيريل، وسلّمه رسالة شخصية من قداسته. وأعرب عن أمله في أن تتاح للبطريرك كيريل فرصة لزيارة مصر في الوقت المناسب.
كما عبّر المطران سيرابيون عن تضامنه مع الألم الذي يشعر به البطريرك كيريل حيال ما تتعرّض له الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، مؤكّدًا أن الكنيسة القبطيّة ترفع صلواتها من أجل جميع المتألّمين هناك.
وأشار نيافته إلى الأهميّة البالغة لعمل لجنة الحوار، مبيّنًا أن السنوات العشر الماضية شهدت تعاونًا مثمرًا، وشكر بطريركيّة موسكو على مساهمتها الفاعلة، سواء في المجال اللاهوتي أو في تبادل الزيارات الرهبانيّة.
كما ذكر أن وفدًا من الرهبان الأقباط أنهى مؤخرًا زيارة إلى روسيا، مؤكّدًا على أهميّة تبادل الطلّاب، خاصّة للدراسة في المؤسّسات اللاهوتيّة الروسيّة، إلى جانب تسهيل دخول الشباب القبطيّ إلى الجامعات الروسيّة.
وختم المطران سيرابيون كلمته بشكر الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة على دعمها لرعايا الكنيسة القبطيّة في روسيا، ورعايتها للجالية المسيحيّة المصريّة هناك.
وفي ختام اللقاء، قام قداسة البطريرك كيريل بمنح جوائز تقديريّة لعدد من أعضاء لجنة الحوار، تكريمًا لمساهماتهم في تعزيز العلاقات بين الكنيستين.