سر "الزيجة" كنيسة جديدة تجمع الزوجين ويباركها الله
"التناول" تذكير للعشاء الذي أعده المسيح لتلاميذه يوم خميس العهد
"مسحة المرضي" السر الخامس لشفاء المرضى
للكنيسة القبطية عدد من الأسرار المقدسة التي من خلال يثبت الشخص في العقيدة المسيحية ويكمل إيمانه، وبدون تلك الأسرار لا يصبح الشخص مسيحيا.
وتشمل تلك الأسرار المقدسة للكنيسة القبطية 7 وهم: سر المعمودية، سر الميرون المقدس، سر التناول، سر التوبة والاعتراف، سر مسحة المرضى، سر الزيجة "الزواج" وسر الكهنوت.
وهناك 4 أسرار من ضمن الأسرار الـ 7 إلزاما لجميع المسيحيين لإثبات إيمانهم وخلاصهم في المسيحية، وهم "المعمودية - الميرون - التناول - التوبة والاعتراف" ورغم تعدد الطوائف المسيحية إلا أن جميعهم يؤمنون بتلك الإسرار لأنها تعد أساس الديانة المسيحية ولكنها تختلف من طائفة إلى أخرى في طريقة التنفيذ فقط.
ومن ضمن تلك الأسرار المقدسة، سر المعمودية وهي أول سر مقدس للكنيسة وهو بمثابة الباب الوحيد الذي من خلاله يدخل الشخص إلى الإيمان المسيحي وتتم المعمودية باغتسال المعمّد بالماء بطريقة أو بأخرى، كما أن الشخص الذي يجري تعميده يصبح تابعًا ليسوع المسيح وتابعًا للكنيسة المسيحية.
والعماد يمثل موت يسوع المسيح وقيامته في الحياة الجديدة، أيضًا الطفل المعمد يخلّص من الخطيئة الأصلية التي هي خطيئة آدم وحواء ويدخل الحياة مرة أخرى كإنسان جديد وبحسب الاعتقاد المسيحي، فإن أول عماد في التاريخ كان عماد المسيح على يد يوحنا المعمدان.
وكان يوحنا المعروف باسم "يوحنا المعمدان" يعيش فى البرية، حياة التقشّف والزهد، يلبس وبر الجمال، ويضع على وسطه قطعة من الجلد، أما طعامه فكان الجراد والعسل البرى، أما دعوته فكانت حث الناس إلى التوبة، والتبشير بقرب ظهور المسيح المنتظر، بقوله إنه يعمد التوابين بالماء، أما المسيح فسيعمدهم بـالروح القدس.
ويتم التعميد بتغطيس الطفل أو أى معتنق للمسيحية فى الماء 3 مرات، فى إشارة إلى الثالوث المقدس، كأنه يموت عن حياة الخطيئة وتحل عليه الروح القدس، ويحيا حياة جديدة.
ويتم تعميد الأطفال وهم فى الشهور الأولى من ولادتهم، وينقله كاهن الكنيسة من ناحية الشمال إلى اليمين، فى إشارة للحياة الجديدة ويتلو الكاهن صلوات لإخراج الروح الشريرة والخطيئة من الطفل، وهى صلوات: تقديس الماء، صلاة الشكر، قانون الإيمان، صلاة تطهير الأم ثم يتم مسحه بزيت الميرون المقدس.
أما سر الميرون المقدس وهو يعد السر الثانى من الأسرار المقدسة للكنيسة القبطية، والميرون يعني حلول الروح القدس ويتم تثبيت المؤمن في المسيح بواسطة الروح القدس الذي نأخذه في الميرون، وتعني كلمة ميرون طيب مقدس أو دهن مقدس.
وقال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن إعداد الميرون المقدس هو أحد الطقوس الرئيسية فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويعادل فى أهميته طقس إقامة وتنصيب البطاركة والأساقفة ولا يتكرر كل عام ويسمى عيد التدشين والتكريس.
وأضاف بابا الإسكندرية أن "الزيت المقدس" له قيمة كبيرة بالكنيسة ويتم إعداده وتجهيزه كل فترة حسب تاريخ الكنيسة وتم إعداده 39 مرة.
وأشار مصدر كنسي إلي أن سر الميرون ارتبط مع سر المعمودية لأن بسر المعمودية نولد الولادة الثانية وهذه الولادة الجديدة تحتاج إلى تثبيت وحفظ للسر ولنموه في الحياة الروحية وسر الميرون له مسميات كثيرة منها "سر المسحة المقدسة أو سر حلول الروح القدس أو سر التثبيت أو ختم الروح القدس".
وثالثا: سر التناول وهو السر الثالث من أسرار الكنيسة ويسمى أيضا الأفخارستيا، وهو تذكير للعشاء الذي أعده السيد المسيح لتلاميذه الاثني عشر يوم خميس العهد.
ويتم سر التناول في الكنيسة عن طريق تناول قطعة صغيرة من الخبز القربان حيث تمثل جسد السيد المسيح، مع ملعقة صغيرة من الخمر عصير عنب حيث يمثل دم السيد المسيح، ويأتي ذلك بواسطة الكاهن.
وقال القس متي صليب ساويرس كاهن كنيسة مارجرجس لـ "صدى البلد" إن سر التناول يمثل الثبات في الرب مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيَّ وأنه فيه، كما أن التناول هو الخبز الروحي من يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير.
رابعا: سر التوبة والاعتراف وهو سر إلهي يحصل به التائب بقوة الروح القدس على الصفح عن جميع خطاياه التي اقترفها بعد المعمودية واعترف بها بواسطة الكاهن فيتجدد تبريره ويتقدس ثانية ويتصالح مع الله من جديد لهذا يعتبر سر التوبة بمثابة معمودية ثانية أي سر مصالحة الإنسان مع الله بعد المعمودية.
وقال القس متى صليب إن سر التوبة هو حياة جديدة من الخطية إلي طريق الله، ولهذا فالتوبة تخص الذين خطئوا وابتعدوا عن الرب كما تخص كل الذين يعيشون مع الرب، وهي دعوة قائمة دائمة حتى الموت لكل مؤمن.
وتابع أنه عقب اعتراف الشخص بخطايا يطلب الكاهن إلى الله أن يغفر له خطايا ويصلي من أجله.
وبالنسبة لمسحة المرضي فهو السر الخامس والذى أسسه السيد المسيح في العهد الجديد وهو شفاء من أمراض النفس والجسد والروح بمغفرة الخطايا.
والزيت المستخدم في سر مسحة المرضى عبارة عن زيت نقي زيت الميرون ثم يصلي عليه الكاهن ويوضع فيهم سبع فتائل من القطن ويصلي عليهم سبع صلوات مرتبه منذ عهد الرسل ومتفق عليها من جميع الكنائس الرسولية ويوقدون سبع فتائل رمز لكمال حلول مواهب الروح القدس لشفاء المريض.
بينما يمثل سر الزيجة "الزواج" السر السادس للكنيسة ويتمثل في الزواج حيث يتمثل الزواج في المسيحية في علاقة ثنائية تجمع الزوج وزوجته بوجود الله ليبارك بيتهم الجديد ويصبح بذلك سرا مقدسا بمباركة الله للحياة الجديدة.
والزواج هو الارتباط برابط المحبه وشريعة سمائية تدخل للإنسان حياة مرضية أمام الله والعدالة والقانون كى ينتظم المجتمع الإنساني من ناحية والروحى من ناحية أخرى.
"تاج الأسرار" هكذا يسمى سر الكهنوت فى المسيحية وهو السر السابع والأخير من الأسرار المقدسة للكنيسة القبطية لأن شخص الممثل فى الكاهن يقوم بعمل الأسرار المقدسة الأخرى للكنيسة وهم "سر المعمودية، والميرون، والتناول، والاعتراف" وبدون سر الكهنوت لا يمكن للكنيسة أن تستمر ولا يمكن لأحد أن ينال مواهب الروح القدس.
ويعد الشخص الذى يرسم كاهن يتحول من شخص عادى إلى شخص قادر على دعوة الروح القدس ويكون هذا الشخص لديه معرفة كافية بطقوس الكنيسة وله دور بارز فى الخدمة الكنسية، ويتم اختياره بناء علي طلب الشعب وأن يكون لديه الرغبة في ذلك.
ودور الكاهن فى الكنيسة القبطية يشمل فى إقامة القداسات الإلهية وإحضار الروح القدس لإتمام سر التناول وتقديمه للشعب القبطي عقب انتهاء القداس المقدس، كما يقوم بتلقى اعترافات المصلين وهو ما يسمى بـ "سر الاعتراف".
وتحدث البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال إحدى عظاته عن سر "الكهنوت" قائلا إن الكاهن في الكنيسة يلقب بـ "أبونا" وهي كلمة قوية فى معانيها فى التقليد الكنسي، ففي شخصه تتوحد كل الرعية فى صفة الأبوة التى يحملها فالأبوة هى العنصر الفاعل فى حياة الخادم الكاهن وهي جهاد روحي كل يوم لطلب نعمة الله فيحترس فى كل كلمة وتصرف لحفظ هذه الأبوة، والشعب يطلب الأبوة التى تظهر فى معاملاته وكلماته وخدمته وصلاته وستر على خطايا الشعب.
وأضاف أن الله يمنح الكاهن مواهب وعطايا كثيرة لكي ما يخدم بها شعب الكنيسة وهناك كاهن يتميز عن الآخر لديه موهبة فى الوعظ وآخر في الاعتراف وآخر في الافتقاد وغيرها.