طلاب المعهد المسكوني العالمي يزورون عددًا من المعالم الدينية والثقافية والسياحية في مصر
21.10.2025 16:05
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
طلاب المعهد المسكوني العالمي يزورون عددًا من المعالم الدينية والثقافية والسياحية في مصر
حجم الخط
الدستور

في إطار البرنامج الدراسي لمعهد (GETI) المعهد اللاهوتي المسكوني العالمي التابع لمجلس الكنائس العالمي (WCC)، قام طلاب الدفعة الحالية بجولة دراسية ميدانية إلى عدد من أهم المعالم الدينية والثقافية والسياحية في مصر، شملت مكتبة الإسكندرية، والكاتدرائية المرقسية الكبرى بالإسكندرية، والكلية الإكليريكية القبطية، وقلعة قايتباي، والمتحف اليوناني الروماني، وأهرامات الجيزة بالقاهرة.

تأتي هذه الزيارات المتنوعة، في إطار رسالة معهد GETI التي تهدف إلى تعميق الحوار المسكوني والتلاقي بين الكنائس والثقافات المختلفة، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب اللاهوتيين لاكتشاف ثراء التنوع الإيماني والحضاري في العالم المسيحي

كما تُعدّ هذه الزيارات جزءًا من تجربة تعليمية حيّة تجمع بين البعد الأكاديمي والمعايشة الواقعية، إذ يعيش الطلاب لقاءً مباشرًا مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في موطنها الروحي العريق، ويتعرّفون إلى عمق الطقوس والليتورجيا القبطية وجذورها الرسولية الممتدة إلى القديس مرقس الإنجيلي.

وفي إطار الزيارة، شارك الطلاب بالحضور في القداس القبطي الإلهي الذي ترأسه نيافة الأنبا إبراهام في كنيسة قانون الإيمان بـالمركز البابوي بلوغوس في وادي النطرون، حيث كانت تلك المشاركة لحظة روحانية مميزة أتاحت لهم اختبار عمق الصلاة والعبادة في التقليد القبطي الأرثوذكسي.

وقالت ألبرتِه ماير فيند، من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الدنمارك، عن هذه التجربة: "هذا اللقاء مع الأرثوذكسية كان مدهشًا بحق، أن نراها كما هي فعلًا، ونفهم من أين تنبع، ونقدّر عمق استمراريتها التاريخية، لقد كان ذلك مُلهِمًا للغاية. من الرائع أنه في عام 2025 ما زلنا نستطيع أن نلمس هذا الخيط الحيّ الذي يصلنا مباشرة بآباء الكنيسة الأوائل."

وأضافت فيند عن المعنى الأعمق لهذه الزيارة: "هذا اللقاء مع تجارب وثقافات ولغات مختلفة كان تحوّليًا بكل معنى الكلمة. عندما جئت إلى هنا، ظننت أن الأمر سيكون مجرد برنامج أكاديمي، لكنه تَحوّل إلى شيء أعمق بكثير. فالمسيحية كيان حيّ يتنفس ويتشكّل من خلال الحوار، ومن خلال لقاء أشخاص جدد، وتجاوز حدود المألوف الخاصة بنا. نحن نتعلّم الكثير عن بعضنا البعض ومن بعضنا البعض."

وتابعت مؤكدة أن الهدف ليس الاتفاق الكامل بل التعلم من التنوع: "لسنا هنا لنتّفق على كل نقطة لاهوتية، فهذا أمر مستحيل، وشكرًا لله على ذلك... لأن تنوّعنا هو الذي يسمح لنا بالنموّ والتقدّم."

ومن جانبه، قال ديماريوس ووكر من الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة، الذي نشأ في التقليد المعمداني، إنه يعيش مسيرة تحول إيماني مميّزة: "أخدم حاليًا في لجنة تعمل على تحقيق الشركة الكاملة بين الكنيسة الأسقفية والكنيسة الميثودية المتحدة، وهي عملية جميلة أشهدها عن قرب. كما أنني في طريقي نحو الكهنوت، بمرافقة إخوتي من الكويكرز (جمعية الأصدقاء، وهي جماعة مسيحية نشأت في إنجلترا وتؤمن بالصلاة الصامتة والسلام الداخلي والمساواة بين الجميع) في ولاية إنديانا الذين يسيرون معي في هذا الطريق."

وتحدث ووكر أيضًا عن النقاشات التي دارت حول زيارة كنيسة القديس مرقس في الإسكندرية قائلًا: "خرجت من ذلك النقاش ممتلئًا بالحماس، فقد أُتيحت لي فرصة الاستماع إلى مشاركين من التقاليد الإصلاحية والأرثوذكسية والأنجليكانية، وكلٌّ منهم ينظر إلى الأمور من زاوية مختلفة، ومع ذلك اختبرنا جميعًا الحدث نفسه بمعانٍ متعددة وغنية. وعندما نتبادل الحديث بهذا الشكل، لا يكون الهدف أن نثبت من على حق، بل أن نفهم بعضنا بعضًا بصدقٍ واحترام."

وأبدى الطلاب فرحتهم الكبيرة بهذه الزيارة التي أتاحت لهم اكتشاف الحضارة المصرية العريقة عن قرب، والتعرّف إلى التراث القبطي والعمارة الروحية والفنية للكنائس والأديرة، إضافةً إلى التمتع بجمال الإسكندرية، ومشاهدة المتحف اليوناني الروماني وما يحمله من شواهد على تلاقي الثقافات القديمة في مصر.

كما أشار عدد من المشاركين إلى أن زيارة المعالم التاريخية مثل مكتبة الإسكندرية وأهرامات الجيزة وقلعة قايتباي لم تكن مجرد رحلة ثقافية، بل تجربة روحية تربط بين الماضي والحاضر، وتؤكد أن الإيمان والعلم والحضارة يمكن أن يلتقوا في أرضٍ واحدة تجمعهم: مصر.

وختمت "فيند" حديثها قائلة: "لقد اختبرنا أن المسكونية لا تنمو إلا عندما نتحلّى بالشجاعة لتجاوز المساحات المألوفة والانفتاح على آفاق جديدة. ففي هذا اللقاء اكتشفنا أن تنوّعنا ليس مصدر انقسام، بل هو عطية إلهية تُغني جسد الكنيسة وتمنحها حياة أعمق واتساعًا أكبر."

وفي ختام الزيارة، أعرب المشرفون على البرنامج عن تقديرهم الكبير للكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي فتحت أبوابها لاستقبال الطلاب ومنحتهم فرصة فريدة للتعرّف إلى روحانية الطقس القبطي وعمق لاهوته الليتورجي، مؤكدين أن مثل هذه اللقاءات تُجسّد الهدف الأساسي لمعهد GETI، وهو بناء جسور التفاهم والوحدة من خلال الحوار والتعليم المشترك بين أبناء الكنائس من مختلف التقاليد المسيحية في العالم.

 

3024ECA1-7EC2-4F8D-BDAB-22EC95B84DFB
3024ECA1-7EC2-4F8D-BDAB-22EC95B84DFB
A5694C07-D594-48A4-BAEC-5566D3DD5AC1
A5694C07-D594-48A4-BAEC-5566D3DD5AC1
D1A44A0F-74AD-40FE-8C24-80045D8C1C3F
D1A44A0F-74AD-40FE-8C24-80045D8C1C3F
9785D18B-FEC1-4FA0-8A1D-765978553F35
9785D18B-FEC1-4FA0-8A1D-765978553F35
DC919D1C-103A-4990-9F15-353B13E8663A
DC919D1C-103A-4990-9F15-353B13E8663A
855B5D48-BECF-48B5-AA0F-F37D5CD622FC
855B5D48-BECF-48B5-AA0F-F37D5CD622FC
C790102E-4A81-47A0-9DBB-06637A9BFB58
C790102E-4A81-47A0-9DBB-06637A9BFB58
45EB8630-F080-4394-8B94-492F3C728727
45EB8630-F080-4394-8B94-492F3C728727
B0850F96-F3D8-485E-B196-0BE0A2EDF6D3
B0850F96-F3D8-485E-B196-0BE0A2EDF6D3
BDFD2ED9-5732-4FDA-85A6-BCFC2D853B32
BDFD2ED9-5732-4FDA-85A6-BCFC2D853B32
712F1C2F-D395-427E-A5F6-CB11C3A5741F
712F1C2F-D395-427E
اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.