ذكرت صحيفة "الأهرام" أن قضية الوعي العام للمصريين تمثل إحدى أهم القضايا التي شغلت اهتمام الدولة المصرية في السنوات الأخيرة، ويؤكد ذلك حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي- خلال لقاءاته وكلماته في المناسبات العامة- على تبديد الشائعات ونشر الحقائق، وترسيخ نمط تفكير الدولة على مستوى القواعد الشعبية وفي أدنى المستويات، بهدف إجلاء الصورة، وتعميق المفاهيم التي تشكل أسسا للتفكير المنضبط الذي يعزز الوعي الوطني، وتصويب تلك التي تصبح مثل سحب الدخان، وتتراكم حولها بقع كثيفة للتلوث السياسي والفكري.
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحية عددها الصادر، اليوم الإثنين، تحت عنوان "الوعي العام في فكر الرئيس السيسي"- أنه في كل مرة يتدخل فيها الرئيس بالحوار فإنه يصحح معلومات، ويجلي التوجهات، ويعمل على تصحيح مناهج وطرق التفكير الفردية، التي تتسم أحيانا بالاجتزاء، ليقرب المصريين من مستوى تفكير الدولة، بعقلها الشامل وأجهزتها المختصة، التي تبني موقفها وفق أوسع قدر من المعلومات الصحيحة، وتؤسس تقديراتها على مفاضلات معقدة بين الأولويات، لتخلص إلى بناء سيناريوهات منضبطة، تتمكن من رسم صورة صحيحة للمستقبل بعد سنوات وربما عقود.
وأضافت الصحيفة أن ذلك بالتحديد ما شدد عليه الرئيس السيسي خلال افتتاح مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، حين تناول بالتحليل العميق قضايا كثيرة، تنهشها وسائل التواصل والإعلام الدعائي المغرض بالشائعات والتحليلات الكيدية والانتقادات العشوائية؛ فعلق الرئيس، على سبيل المثال، على حديث البعض عن الإنفاق على الكهرباء وعدم إيلاء التعليم القدر الكافي من الرعاية "رغم ضرورته"؛ فدعا المصريين إلى تصور الوضع الآن، إذا لم تكن مشروعات الكهرباء والبنية الأساسية قد نفذت، مع دولة تنمو بنسبة مليوني نسمة سنويا، وازداد فيها التعداد السكاني بنسبة 20 مليونا في السنوات العشر الأخيرة، وأوضح أن تطوير الكهرباء لم يكن فقط لأجل حل مشكلة الكهرباء، وإنما أيضا لأجل التوسع في الإنتاج الزراعي، الذي تمكنت به مصر من إضافة ما يعادل 25% من مجمل الأرض الزراعية، التي وجدت على مساحتها بالكامل، على مدى آلاف السنين.
ونوَّهت الصحيفة بأن هذه الرؤية الشاملة للدولة تواجه الكثير من العراقيل في توصيلها وتوضيحها، في ظل أنماط جديدة من الدعاية والإعلام الأيديولوجي القادر على تشويه الحقائق، والذي يراكم الجهل بمزيد من الشائعات، التي لا يبقى هناك من سبيل لتبديدها سوى عبر نشر الحقائق من قمة هرم الدولة، بمعاونة جهاز إعلامي مهني عالي المستوى؛ فكما قال الرئيس فإن المشكلة مع التطور الكبير في الإعلام ومواقع التواصل، هي كيف تحافظ على وعي الناس، والقصة هي قصة المعرفة والحكاية، التي يصعب توصيلها دون أحاديث مفصّلة من القمة.