أزمة الحرب مع الهند.. هل ستكون باكستان مستعدة للرد أم تتطلع للسلام؟
02.05.2025 07:42
اهم اخبار العالم World News
الدستور
أزمة الحرب مع الهند.. هل ستكون باكستان مستعدة للرد أم تتطلع للسلام؟
حجم الخط
الدستور

تناول تقرير عبر صحيفة نيويورك تايمزالأمريكية، تصاعد التوترات بين  الهند وباكستان، مشيرة إلى أن القادة يتحدثون بحذر بينما الحرب هي آخر ما يريده الشعب الباكستاني، وبالنسبة للكثيرين في أنحاء باكستان، أصبحت الصراعات الاقتصادية، والركود السياسي، وخوفهم من الصراع مع الهند تشعر وكأنها جزء من نفس العبء الثقيل الذي يواجهونه.

التوترات على الحدود تتصاعد 

وأفادت الصحيفة، في تقرير صادر لها، أن التوترات على الحدود مع الهند تتصاعد، والأنباء تتحدث عن قوافل عسكرية متوجهة إلى الحدود، وطائرات مقاتلة تشق السماء، وتليفزيونات مليئة بالتحذيرات من اندلاع الصراع.

كما يطلق القادة وعودًا باتخاذ رد حاسم في حال حدوث أي عمل عسكري، ولكن في الوقت الذي تتصاعد فيه تصريحات باكستان الحازمة ضد الهند، يرى الشعب الباكستاني أن الحرب هي آخر شيء يحتاجه البلد.

ووفقًا لما أورده التقرير فإن الهوة بين التصريحات الرسمية والإرهاق الشعبي تكشف عن عمق المشاكل التي يعاني منها البلد، فبينما يواجه الشعب صعوبات اقتصادية وأزمة سياسية، يسود الحديث عن التضخم، والبطالة، ونظام سياسي يراه كثيرون غير ممثل بشكل حقيقي لاحتياجاتهم، ومستقبل غارق في الغموض.

وتقول تهسِين زهرا، طالبة جامعية في إسلام آباد: "أنا أفهم أن القادة يريدون إظهار القوة، ولكن الحديث عن الحرب يبدو مبالغًا فيه، ولدينا بالفعل العديد من المشاكل، ونحتاج إلى السلام، لا المزيد من المتاعب، وتضيف أنها، مثل كثيرين، تجد أنه حتى شراء الطعام أصبح عبئًا كبيرًا، بسبب ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 30% في السنوات الأخيرة.

حتى أولئك الذين ما زالوا متمسكين بحب الوطن يعترفون بالتحديات الكبيرة التي يواجهها البلد. 

ويقول إنام الله، طالب في إسلام آباد: "أشعر بأن البلد أصبح أضعف اليوم بسبب الصعوبات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي". 

وعلى الرغم من ذلك، يبقى الباكستانيون مرنين، حيث تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي الميمات الساخرة التي تهزأ من فكرة الحرب، وهي نوع من الفكاهة السوداء التي يرى الكثيرون أنها آلية للتكيف مع الواقع القاسي.

إلا أن الوضع ليس سهلًا، فقد شهدت السنوات الماضية زيادة في مشاعر القلق واليأس بسبب القمع السياسي وتدهور الاقتصاد، وفي هذا السياق، تتحدث المعالجة النفسية جافيريا شحزاد عن أن الناس أصبحوا يعانون من القلق المستمر، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العميقة التي يمر بها البلد.

 

دور مركزي في الحياة السياسية للبلاد 

وكان الجيش الباكستاني يلعب دورًا مركزيًا في الحياة السياسية للبلاد، ليس فقط في الدفاع عن الحدود، بل أيضًا في التأثير على السياسة خلف الكواليس، ويمتلك الجيش تقليديًا ولاءً عميقًا من الشعب، وغالبًا ما يظهر كقوة موحدة في أوقات الأزمات الوطنية، بما في ذلك الحروب المتكررة مع الهند.

لكن في الوقت الحالي، ومع تنامي الأزمة السياسية في البلاد بعد إقالة رئيس الوزراء عمران خان في 2022، تراجع الولاء الشعبي للجيش، فقد أدى القمع الواسع ضد مؤيديه إلى ترك آثار عميقة في المجتمع، حيث يتساءل الكثيرون الآن: "إذا لم يكن لديك دعم شعبي، فماذا سيحدث؟".

ومع تزايد الانقسامات السياسية، يواجه الجيش تحديًا كبيرًا في الحفاظ على دعمه الشعبي في أوقات الأزمات الوطنية، في الوقت ذاته، تظل التوترات مع الهند تهدد استقرار المنطقة، في حين أن الأزمة الاقتصادية العميقة تزيد من حدة المخاوف لدى المواطنين.

على الحدود الغربية لباكستان، تتصاعد الهجمات من قبل جماعات مسلحة مثل طالبان باكستان وطالبان أفغانستان، مما يزيد من تعقيد الوضع الداخلي. 

وتستمر البلاد في مواجهة العديد من التحديات الاقتصادية، حيث يحاول المسئولون تحسين الوضع من خلال قروض من صندوق النقد الدولي، لكن العديد من المواطنين يرون أن الحلول الاقتصادية تبقى بعيدة المنال.

 

ويبدو أن الصراع المسلح مع الهند، في الوقت الحالي، ليس في قائمة أولويات الشعب الباكستاني، الذين يشعرون أن أولوياتهم هي معالجة القضايا الاقتصادية والسياسية التي تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.