"السيسي" في اليونان: اتفقنا على التصدي لأي انتهاكات في "شرق المتوسط"
12.11.2020 04:26
اهم اخبار مصر Egypt News
الوطن
حجم الخط
الوطن

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن مشاوراته مع رئيس وزراء اليونان، تناولت التطورات فى منطقة شرق المتوسط، بالنظر لما تشهده فى الفترة الأخيرة من تصعيد على خلفية الاستفزازات والتصرفات الأحادية المخالفة لقواعد القانون الدولى، وانتهاج سياسات تدعم جماعات الإرهاب والتطرف.

وأضاف الرئيس، خلال كلمة له فى مؤتمر صحفى عقده مع رئيس الوزراء اليونانى على هامش القمة المصرية اليونانية التى عقدت فى أثينا، أمس، أنه تم التوافق مع الجانب اليونانى على مواصلة التضامن بين الدولتين، إلى جانب كافة البلدان الصديقة، من أجل التصدى لكل ما من شأنه تهديد الاستقرار والأمن الإقليمى، وعلى نحو يحافظ على متطلبات الأمن القومى من ناحية، ويسمح بالاستفادة بالموارد الطبيعية المتاحة من ناحية أخرى.

وتابع: «وفقاً لهذه الرؤية أكدنا إبرام مصر واليونان اتفاقية تعيد المناطق الاقتصادية الخالصة، استناداً لقواعد القانون الدولى، واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، لفتح المجال للاستفادة فى المجالات العديدة فى البحر المتوسط جنباً إلى جنب مع تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، الهادف لتعظيم مصالح دول المنتدى، وذلك مع احتفاظ كل دولة بحقوقها السيادية فى التنقيب عن تلك الثروات فى المنطقة الاقتصادية الخالصة وفق قواعد القانون الدولى، والترحيب بالتعاون مع شركائنا الدوليين فى هذا الإطار».

الرئيس: الإرهاب ظاهرة عالمية ونرفض توجيه إساءات للرموز الدينية

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن الإرهاب ظاهرة عالمية لا يجوز ربطها بأى دين أو حضارة أو منطقة جغرافية، مشدداً على أهمية إعلاء قيم الاعتدال وثقافة التسامح فى ظل ضرورة احترام المعتقدات. وأشار إلى أنه اتفق مع الجانب اليونانى على الرفض الكامل لتوجيه أى إساءات أو إهانات بحق الرموز الدينية المقدسة، أو تأجيج المشاعر حول بث الكراهية والتعصب.

الحل السياسي في ليبيا السبيل الأوحد للاستقرار

وقال «السيسى» إن مصر جددت دعمها لمبدأ الحل الشامل والعادل للقضية القبرصية استناداً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتم التطرق لتأثير الوضع الليبى على كامل الجوار، مشددين على أن شمولية الحل السياسى فى ليبيا، هى السبيل الأوحد لتحقيق الاستقرار فى هذا البلد. وأضاف أنه تم الاتفاق أيضاً على الالتزام الكامل بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالوضع فى ليبيا، وخلاصات مسار برلين، وإعلان القاهرة، وبالأخص فيما يتعلق بتوحيد الأراضى الليبية، وتفكيك الميليشيات المسلحة، وإعادة توحيد المؤسسات الدولية، وضرورة التصدى الحاسم للتدخلات الخارجية التى تزعزع الاستقرار بها عبر نقل المقاتلين الإرهابيين والأجانب والسلاح للميليشيات المتطرفة.

وتابع أنه تم الاتفاق أيضاً على الحاجة الماسة لمضاعفة الجهد الدولى لمجابهة خطر الإرهاب بما فى ذلك التصدى للدول الداعمة له، وانتهاك سياسات ومواقف حاسمة لمحاسبة أنظمة الدول، التى تنتهك قرارات مجلس الأمن بدعم تلك الجماعات بالتدريب والتمويل والتسليح، وتوفير الملاذ الآمن لهم، واستخدام المنابر الإعلامية للتحريض على الإرهاب.

وأضاف الرئيس أن الجميع يقدر حجم الروابط المميزة بين الشعبين والدولتين، والتفاعل الثقافى والمجتمعى الفريد، وهى الروابط التى أسست علاقة استراتيجية بين الدولتين، ونجحت الإرادة السياسية والعزم المشترك فى تطويرها بصورة غير مسبوقة فى السنوات القليلة الماضية، سواءً فى الأطر الثنائية، أو آلية التعاون الثلاثى التى تجمع البلدين مع جمهورية قبرص، والتشاور حول مختلف القضايا الدولية.

وتابع: «لقائى اليوم مع رئيس الوزراء اليونانى فرصة مهمة لتبادل الرؤى حول عمل نقلة نوعية فى علاقات التعاون الثنائى فى كافة الأصعدة، خاصة الدفع قدماً بكافة أوجه التعاون الاقتصادى، لا سيما فيما يتعلق بتيسير وتشجيع تدفق الاستثمارات اليونانية، وتنمية التعاون والتبادل التجارى، وتكثيف التعاون فى قطاع السياحة والطاقة، مع توظيف الزخم الناتج عن القمة الثامنة لآلية التعاون الثلاثى التى عقدت فى أكتوبر الماضى».

رئيس وزراء اليونان: نرحب بمساهمة أمريكا فيما يجري بـ"شرق المتوسط" ومصر تحرس الإسلام المعتدل

وقال كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، إن بلاده ترحب بعودة أمريكا لدورها الرئيسى كعامل أساسى فى الناتو، وتقييم دور الرئيس الجديد بعودته إلى مبادئ باريس حول تغير المناخ، مؤكداً أن اليونان ومصر ترحبان بمساهمة أمريكا فيما يجرى فى منطقة شرق المتوسط، والشرق الأوسط. وأضاف «ميتسوتاكيس»، خلال كلمة له فى المؤتمر مع الرئيس السيسى: «فى هذه المنطقة المتوترة، قدمت مصر واليونان مثالاً للتعاون والسلام فى المنطقة، وظهر ذلك من خلال توقيع الاتفاقية الأخيرة فى ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين، ويوجد عزم على استمرار المشاورات، لافتاً إلى أن الدولتين تتناقشان منذ 15 عاماً حول الاتفاقية، ولم يتم التوصل إليها حتى الآن».

وتابع أن «هذه الاتفاقية أكبر مثال على أننا نحترم القانون الدولى، وعلاقات حسن الجوار بين الدولتين، والعمل من أجل مصلحة الشعبين والدولتين، وهذا النجاح الكبير للبلدين»، وعبّر رئيس الوزراء اليونانى، عن تقديره للرئيس السيسى وللدور المهم الذى تلعبه مصر كـ«حارس» للإسلام المعتدل الحقيقى، والدور الثابت الذى تقوم به فى مثل هذه الظروف الصعبة التى نمر بها حيث توجد قوى معينة تحاول استثمار ما يحدث من خلال الزى الدينى وتحويله لأهداف سياسية بحتة وهذا الدور، لا شك، صعب.

وأضاف «ميتسوتاكيس» أنه يجب التعايش السلمى والتواصل ما بين الشعوب والأديان والثقافات فى حوض المتوسط، موجهاً الشكر لمصر لأنها تعبر عن تضامنها الحقيقى مع منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامى لمحاولات قبرص واليونان من أجل إنهاء الاحتلال التركى وإيجاد حل مقبول وسياسى لقبرص لإشاعة الاستقرار والأمن.

واختتم رئيس وزراء اليونان حديثه قائلاً: «قبل 78 عاماً انتصر الحلفاء فى معركة العلمين الشهيرة وكانت بداية انتصار الأحرار ضد الفاشية والنازية وكان بينهم آلاف من اليونانيين، كما كانت مصر مضيافة وكنا بجانب بعض فى الحرب والسلم، نحن دائماً جنباً لجنب». وأضاف أن مصر تعتبر حليفاً كبيراً لأوروبا وعلى الصعيد الأفريقى، مشيراً إلى دور مصر فى إيقاف موجات الهجرة من أفريقيا لأوروبا، ونشر أسس السلام فى ليبيا، كل هذا بفضل مصر، مع ضرورة انسحاب كل القوات الأجنبية والتوصل لحل سياسى لليبيين، واليونان مستعدة لتقديم مساعدتها لدعم السلام.

والتقى «السيسى» نظيرته اليونانية كاترينا ساكيللاروبولو، ووجه الشكر لها على حفاوة الاستقبال، مؤكداً أن اليونان دولة تربطها علاقات قوية فى مصر، وأنه زارها ثلاث مرات فى 5 سنوات، ما يعكس قوة العلاقة بين الدولتين. وأضاف الرئيس، خلال لقائه مع رئيسة جمهورية اليونان، أن العلاقات بين الدولتين تتطور بشكل رائع وعظيم، وتتقدم بشكل كبير، وأتفق على أن ترسيم الحدود البحرية أمر يعكس حجم التفاهم وقوة العلاقات بين الدولتين.

وتابع أن مصر تقف بجانب اليونان ضد أى تصعيد أو عمليات استفزازية فى شرق المتوسط، وفى إطار احترام قواعد القانون الدولى، وأشار إلى أن الإرهاب والتطرف ليست مرتبطة بدين واحد، ولكن هى شكل من أشكال الانحراف الفكرى، وتؤدى إلى التطرف والإرهاب الذى يعانى منه الجميع، ومن المهم ألا يتحول هذا الأمر إلى إساءة للأديان أو مشاعر المؤمنين.

رئيسة الجمهورية لـ"السيسي": "كورونا" منعنا من استقبال يليق بكم

وقالت رئيسة الجمهورية اليونانية: «فخر كبير لليونان استقبال الرئيس السيسى، رئيس مصر صديقة اليونان، ورائدة العالم الإسلامى والعربى»، وتابعت: «أعبر عن أسفى الشديد لعدم استقبال الرئيس السيسى بقصر أثينا بشكل حافل، يليق به وبجمهورية مصر العربية بسبب أزمة كوفيد 19». وشددت على أنّ مصر ترتبط مع اليونان بأواصر صداقة عميقة على مر التاريخ، وتم تتويج العلاقة مع توقيع اتفاقية تحديد الحدود البحرية، وهو أمر مهم للبلدين بشكل عام، وليس فقط لليونان.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.