قام نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي بإلقاء كلمة خلال فعاليات الحفل الختامي لمؤتمر مئوية ميلاد قداسة البابا شنودة الثالث الذي ٱقيم بمركز المنارة بالتجمع الخامس.
وبدأ نيافته الكلمة قائلاً: بإسم الإله الواحد الذي نعبده جميعاً، نرحب بأصحاب المعالي والسعاده وأصحاب النيافة، وكل الحضور الكريم في “إحتفالية مئوية ميلاد مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث” قد تستطيع الإبحار بمهارة في أعماق كثيرين، أما الإبحار في حياة مثلث الرحمات “البابا شنوده الثالث” فتلك مغامرة ترتفع بك إلى علو السماء وتأخذك إلى العمق؛ إنها رحلة حياه تجذبك تفاصيلها من اللحظة الأولى في الطفولة إلى أن صار أباً وراعياً وبطريركًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية “يعلم ويرشد ويدبر أمورها” حتى إنتقل من هذا العالم، وكما إستمعنا من الزميل “جورج رشاد” أن البابا شنوده الثالث دائماً “راجل صلب، متفائل، شديد الذكاء، مصري عميق، عربي الوجدان، إنساني النزعة، عالمي الأفق” .
وأضاف: إن الحديث عن قداسة البابا شنودة الثالث ليس بالحديث السهل، إلا إنني سأتحدث في إيجاز عن صفتين هما: ” إنساني النزعة و عالمي الأفق”
– إنساني النزعة:
لأنه إنسان حمل في أعماقه رقة الحس و رقة المشاعر، حمل قلباً يتألم لآلام الناس ويتعب لأتعابهم؛ لذلك كان لا يتوقف عن العمل لراحة كل من يلجأ إليه أو من يجده في شدة أو ضيقة، مقدماً راحة الآخرين على راحته الشخصية؛ فزرع حباً جماً بينه وبين كل من عرفه؛ فأحبه الفقراء وأحبه الأغنياء البسطاء وغير المتعلمين والمثقفون والمفكرون.
وذكر: أن البابا شنودة كان يرى القوه في المحبة لا في تحقيق الإنتصار على الآخرين؛ فالانسان القوي هو من يستطيع أن يكسب أعدائه ويحولهم إلى أصدقاء مردداً: “ليس القوي من يهزم عدوه إنما القوي من يربحه”
ومن حبه لله إنطلقت مشاعره نحو كل إنسان إذ هو خليقه الله وصنعه يديه