استدعت إسرائيل فريق المفاوضات الخاص بها من قطر بعد 10 أيام من المحادثات حول صفقة رهائن محتملة وصلت إلى طريق مسدود، مما أثار للعبة تبادل اللوم بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
تضيف تداعيات جمود المحادثات حول القصفة المحتمله، إلى العلاقات المتصاعدة بالفعل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبذل المسؤولون الأمريكيون، إلى جانب الوسطاء القطريين والمصريين، جهودا حثيثة في الأيام الأخيرة للتوصل إلى اتفاق، مشددين على أن هذا هو السبيل الوحيد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع في غزة، حيث قُتل أكثر من 30 ألف فلسطيني.
بعد وقت قصير من استدعاء فريق المفاوضات الإسرائيلي من الدوحة، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً ألقى فيه باللوم على حماس في الوصول إلى الطريق المسدود في المفاوضات.
وقالت إسرائيل أيضًا إن قرار إدارة بايدن بعدم استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، أدى إلى تشديد حماس لموقفها.
وقال مكتب نتنياهو إن "موقف حماس يظهر بوضوح عدم اهتمامها المطلق باتفاق يتم التفاوض عليه ويشهد على الضرر الذي أحدثه قرار مجلس الأمن الدولي"، مضيفا أن "حماس رفضت كل العروض الأمريكية للتسوية، بينما احتفلت بقرار مجلس الأمن".
وقال البيان الإسرائيلي، أيضًا إن إسرائيل لن تتعامل مع "مطالب حماس الوهمية"، ولكنها "ستواصل وتحقق أهدافها في الحرب".
غضب البيت الأبيض
وردا على البيان الإسرائيلي، قال مسؤولان أمريكيان كبيران لموقع أكسيوس، إن البيان الإسرائيلي أثار غضب البيت الأبيض، الذي يعتبره محاولة من نتنياهو لمواصلة الخلاف الذي بدأ في اليوم السابق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال أحد المسؤولين لأكسويس: "هذا البيان غير دقيق في جميع النواحي تقريبًا وغير عادل للرهائن وعائلاتهم".
وأضاف المسؤول الأمريكي: "رد حماس تم إعداده حتى قبل إجراء التصويت في الأمم المتحدة، ولن نمارس السياسة مع هذه القضية الأكثر أهمية وصعوبة، وسنظل نركز على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين".
ورد أحد مساعدي نتنياهو على المسؤول الأمريكي قائلاً: "رحبت حماس بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتعثرت محادثات الرهائن - وهذا يخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته".
وقال المسؤولون إن الإسرائيليين: "وافقوا أيضًا على السماح بالعودة التدريجية لأكثر من 2000 مدني فلسطيني يوميًا إلى شمال غزة، وهي إحدى النقاط الشائكة الرئيسية في المحادثات وأولوية بالنسبة لحماس، بعد بدء إطلاق سراح الرهائن".
كما قال مسؤولون إسرائيليون آخرون لأكسيوس، إنهم ينتظرون رد حماس على تسوياتهم، وكانوا يأملون أنه حتى لو لم توافق الحركة على الشروط، فإنها ستقدم تنازلات من جانبها تسمح للمفاوضات بالمضي قدمًا.
بيان حماس
وأصدرت حماس بيانا عاما، يوم الاثنين، قالت فيه إنها أخطرت الوسطاء القطريين والمصريين بأنها حازمة بشأن شروط الرد الذي قدمته قبل أسبوعين على الصفقة التي اقترحها الوسطاء الأمريكيون والمصريون والقطريون.
وقالت حماس إن الموقف الإسرائيلي الأخير لا يلبي مطالبها المتعلقة بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وعودة المدنيين الفلسطينيين إلى شمال غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
وقالت حماس إن "مسؤولية فشل المفاوضات تقع على عاتق نتنياهو وحكومته المتطرفة".
وردا لعى بيان حماس، قال مسؤولون إسرائيليون لأكسيوس، إن إسرائيل لم تتلق بعد الرد الرسمي للحركة من الوسطاء، مضيفين أنها تلقت الرد في وقت لاحق من ليلة الاثنين.
كما قال مسؤول إسرائيلي كبير لاكسويس: "قرأ مدير الموساد برنيع رد حماس المكتوب وكان من الواضح أننا وصلنا إلى طريق مسدود، وأن حماس لا تريد المضي قدما بغض النظر عن استعداد إسرائيل للتسوية"، لافتا إلى أنهم يريدون فقط إطالة أمدها حتى يزداد الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحرب".
وبعد فترة وجيزة، أمر برنيع فريق المفاوضات الإسرائيلي بالعودة إلى إسرائيل.
توقف مؤقت
وفي الوقت الحالي، ترى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وقطر ومصر أن الوضع الحالي بمثابة "توقف مؤقت" في المحادثات، ويتوقعون استئناف المفاوضات في غضون أيام قليلة، بحسب مصدر مطلع على القضية.
وقال المصدر لأكسويس: "لقد عاد الإسرائيليون للتشاور، وما زال الجميع يريد مواصلة الحديث، لذلك لا نعتقد أن الأمر قد انتهى".
ولكن قال مسؤول إسرائيلي كبير آخر مشارك في المفاوضات، إن الموقف أكثر خطورة بكثير، مضيفا أن نتنياهو والوسطاء الأمريكيين والقطريين والمصريين أخطأوا في تقدير موقف حماس.
وأضاف: "اعتقد الكثير من الناس أن حماس لم تكن جادة في مطالبها، وأن الوسطاء يمكنهم الضغط عليهم للتوصل إلى تسوية، لم يحدث ذلك، وكان ينبغي أن يكون الأمر واضحًا منذ البداية لكن بعض الناس لم يرغبوا في رؤية ذلك.
وأشار إلى أن التفويض الذي حصل عليه فريق المفاوضات الإسرائيلي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يكن واسعا بما يكفي لإحراز تقدم حقيقي.
وقال المسؤول الإسرائيلي أيضا لاكسيوس، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والضغوط الدبلوماسية التي يمارسها الوسطاء، لم تغير المواقف الأساسية لـ حماس، وخاصة السماح بالعودة الكاملة للمدنيين الفلسطينيين إلى شمال غزة.
وتابع: "نحن عالقون بشكل كبير، وهذا ليس للاستعراض، ولكن هناك فجوة كبيرة، ويمكننا الدخول في لعبة تبادل اللوم، ولكنها لن تعيد الرهائن، وإذا أردنا التوصل إلى اتفاق علينا الاعتراف بالواقع".
لقاء جلانت وأوستن
وفي وقت سابق، التقى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، اليوم الثلاثاء، في واشنطن مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في محاولة لتهدئة التوترات.
وقال جالانت في بداية اللقاء، إن "التفاوض بشأن قضية الرهائن ومواقف حماس يتطلب منا أن نتكاتف في جهودنا العسكرية والدبلوماسية".
كما التقى جالانت، اليوم أيضا، مع مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز لمناقشة محادثات الرهائن.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، التقى بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير الموساد ديفيد بارنيا ومسؤولين مصريين كبار في الدوحة لمحاولة دفع المفاوضات إلى الأمام.
ووافقت إسرائيل على إطلاق سراح 700 أسير فلسطيني، من بينهم 100 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لقتلهم إسرائيليين، مقابل إطلاق سراح 40 رهينة تحتجزهم حماس في غزة، حسبما صرح مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس".
ويتعلق الاقتراح الجديد بحوالي ضعف عدد السجناء المدرجين في الاقتراح الأمريكي القطري المصري الذي خرج من المحادثات في باريس في أواخر فبراير