تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم 8 مايو 2023، بعيد استشهاد مارمرقس الرسول الذي أدخل المسيحية إلى مصر.
نشاة المسيحية في مصر؟
ووفقًا لموقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: انه كان دخول المسيحية إلى الإسـكندرية عاصمة مصر وقتذاك، بواسطة القديس مار مرقس الرسول وهو كاروز الديار المصرية ومؤسس كنيستها، وهو أحد الرسـل السـبعين، وأحد الانجيليين الأربعة، ويلقب فى طقوس الكنيسة القبطية بـ ناظر الإله (ثيؤريموس)، الإنجيلي، وكاروز مصر ومدبرها الأول، وضياء كورة مصر، ومبدد الأوثان، وتلميذ المسيح الطوباوى، والكارز العظيم الذى تباركت به كل قبائل الأرض وبلغت أقواله إلى أقطار المسكونة
وتابع: كان تأسيس كنيسة الإسكندرية في منتصف القرن الأول ، وبحسب تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى كان مجئ مار مرقس للإسكندرية فى السنة الثالثة من حكم كلوديوس قيصر (41 - 54م) أى ما يعادل سنة 43م تقريباً، وبحسب تاريخ البطاركة كان مجيئه فى السنة الخامسة عشر بعد صعـود الرب (أى حوالى سنة 43/44م )، أى أنه بحسب يوسابيوس القيصرى وتاريخ بطاركة الكنيسة القبطية كان تأسيس مار مرقس لكنيسة الاسكندرية حوالى سنة 43م، إلا أن مراجع أخرى ترجح سنة 61م على أساس أن مار مرقس استشهد سنة 68م وأن مدة خدمته بالاسكندرية كانت حوالى سبع سنوات.
وأضاف: وكانت الاسكندرية لأكثر من ستة قرون، هى ثاني أكبر مدينة في العالم القديم. وكانت فى بداية الأمر مدينة صغيرة تسمى راكوتيس (راكوتي)، ثم فى سنة 332 ق.م اختارها الإسكندر الأكبر عاصمة للبلاد وقام بتطويرها وتوسيعها وأطلق اسمه عليها ،واستمرت عاصمة للبلاد لأكثر من 970 سنة حتى تأسست مدينة الفسطاط سنة 641م . وكانت الاسكندرية في أول الأمر ميناءاً بحرياً هاماً. فجذبت إليها كثيراً من اليونانيين واليهود وجنسيات أخرى. ونشطت فيها الحركة الفكرية والفلسفية والثقافية نشاطاً ملحوظاً. وكانت مكتباتها أشهر مكتبات الإمبراطورية. والتقى فيها الشرق بالغرب وفيها ازدهرت الفلسفة اليونانية وانتشرت الحضارة الهللينية. وتجاورت الجاليات اليهودية بأصحاب الثقافات الشرقية. وفيها تُرجمت أسفار العهد القديم إلى اللغة اليونانية في الترجمة المعروفة بالترجمة السبعينية فى القرن الثالث قبل الميلاد فى عهد بطليموس الثاني فيلادلفيوس ( 283 ق.م - 246 ق.م)، والتي أتاحت قراءة وفهم أسفار العهد القديم أمام الناطقين باليونانية.
وتابع موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: وقد استمرت مدة خدمة القديس مار مرقس بمصر حوالى سبع سنوات (61 - 68م)، تخللتها جهـود كرازية له فى بلاد أخرى . وأنشأ خدمة رعـوية متكاملة بالإسكندرية، تشمل نظاماً كهنوتياً متكاملاً بدرجاته الثلاثة الأسقفية والقسيسية والشماسية : حيث قام بسيامة أنيانوس (حنانيا) أسقفاً، وكان هو أول من آمن بالمسيحية على يديه فى مصر، ورسم معه أيضاً ثلاث كهنة، وسبعة شمامسة، وكتب مار مرقس إنجيلاً، وقد تبين من خلال الأكتشافات والدراسات الحديثة أن أنجيل مار مرقس كان فى التداول خلال أثنى عشر عاماً من زمن صلب السيد المسيح، ويرجح العلامة اكليمندس الاسكندرى (150 - 215م)، والقديس يوحنا ذهبى الفم (347 ـ 407م)، أن الإنجيلى مار مرقس كتب انجيله فى الإسكندرية، كما وضع مار مرقس قداساً (ليتورجيا) يعتبر من أقدم القداسات فى العالم، وهو القداس الذى دونه البابا كيرلس الأول الـ 24 (412 – 444م)، وصار يعرف بالقداس الكيرلسى، وكتب جيروم (342 - 420م) أن مار مرقس بنفسه هو مؤسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التى تعتبر أول أكاديمية لاهوتية فى العالم المسيحى، وتم تعيين يسطس مديراً لها.
واختتم: وكان للقديس مرقس الرسول جهوداً كرازية مسكونية شملت قارات العالم القديم : إفريقيا وآسيا وأوروبا، وبعد أن غرس مار مرقس بذار الإيمان المسيحى فى أرض مصر الخصبة، رواها بدمائه الزكية، إذ فى مناسبة الاحتفال بعيد القيامة والذى توافق فى تلك السنة مع عيد الإله سيرابيس، ثار عليه الوثنيون وربطوه بالحبال، وجروه بالخيل فى طرقات وشوارع مدينة الإسكندرية حتى تمزق جسده وتهرأ لحمه، ثم ألقوا به فى السجن ، ونال إكليل الشهادة يوم30 برمودة سنة 68م فى السنة الرابعة عشر من حكم نيرون.