وقع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على بيان مشترك لرؤساء الكنائس الشرقية على بيان مشترك في لبنان.كما وقع كل من البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والكاثوليكوس أرام الأول كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا وذلك في المقر البطريركي للسريان الأرثوذكس بالعطشانة، في لبنان.
وبحسب بيان، الخميس، يعد هذا هو الاجتماع الرسمي الثاني عشر لرؤساء الكنائس منذ عام 1997م في إطار شركتنا الإيمانية القائمة منذ القرون الأولى للمسيحية.
وتناول البيان الوجود المسيحي في الشرق، حيث أكد رؤساء الكنائس على «دراسة سبل تقوية الوجود المسيحي في المنطقة التي انبثقت منها المسيحية، وذلك خدمة لأبناء مشرقنا من مسلمين ومسيحيين، إذ أن الوجود المسيحي هو ضرورة حتمية لتعزيز روح الانفتاح والعيش المشترك بسلام بين جميع مكونات هذا المشرق العزيز، كما أن هذا الوجود المسيحي الفعال يمثل سندا قويًا للكنيسة في بلاد الانتشار».
وأضافوا في البيان المشترك: «بسبب التطورات الأخيرة الأليمة في المنطقة، والتي نشأ عنها تشريد واقتلاع مئات آلاف المسيحيين من أوطانهم خاصة في العراق وسوريا، واستهداف الكنائس وأماكن العبادة كالتي تم تفجيرها في مصر “القاهرة، والإسكندرية، وطنطا”، ارتقى عدد كبير من شهداء الإيمان الحقيقي بالمسيح الذين هم شهداء للكنيسة الجامعة، نطلب من الله القدير ليقوي إيمان شعبنا، مقدمين التعازي لأسر الشهداء والدعاء من أجل شفاء الجرحى والمصابين، إننا نصلي بشكل خاص من أجل لبنان الحبيب الذي طالما جسد فكرة العيش المشترك بين مختف مكوناته وهو اليوم يرزح تحت ثقل مئات الآلاف من النازحين بكرامة إلى أوطانهم».
وذكر البيان «صلاة رؤساء الكنائس من أجل أبناء أوطاننا المتألمين بسبب الأزمات والحروب وخاصة في مصر وسوريا والعراق والأراضي المقدسة، سائلين الله أن يعيد إلى ربوع بلادنا الأمن والسلام والى قلب المؤمنين والفرح والرجاء، وتظل قضية مطراني حلب المخطوفين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي غصة في قلوبنا، هذه القضية التي لا تخص فقط المطرانين الجليليين وكنيستهما بل هي قضية مسيحية المشرقية عمومًا».
وتابع: «هنا نطلب من أبنائنا الروحيين في كل مكان وإخوتنا المسيحيين من كل الكنائس مواصلة الصلاة من أجل عودتهما سالمين مع سائر المخطوفين من كهنة وعلمانيين. كما نناشد المجتمع الدولي من حكومات ومنظمات ومنها منظمة الأمم المتحدة، ومن أفراد أصحاب قرار أن يبذلوا كل ما في استطاعتهم من أجل هذا الموضوع».
وثمن البيان زيارة صاحبي القداسة البابا فرنسيس والبطريرك المسكوني برثلماوس يوم 28 أبريل 2017 إلى الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة والصلاة المسكونية من أجل الشهداء المصريين الجدد في كنيسة القديسين “بطرس وبولس” بجوار المقر البابوي في العباسية بالقاهرة والتي كان قد تم تفجيرها، وذلك بحضور رؤساء جميع الكنائس في مصر.
ورحبوا بدعوة قداسة البابا فرنسيس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية، أصحاب القداسة والغبطة رؤساء الكنائس في الشرق الأوسط إلى يوم صلاة وتأمل في مدينة باري في إيطاليا في اليوم السابع من شهر يوليو المقبل.
كما أكدت الكنائس أنها استمعت إلى تقرير حول وضع الكنيسة السريانية في الهند مقدم من نيافة المطران مار غريغوريوس جوز، مطران كوشين وسكرتير المجمع الأسقفلى المحلي، واطلعنا على الجهود التي قام بها قداسة البطريرك ما إغناطيوس أفرام الثاني وخاصة الزيارة الأخيرة التي قام بها قداسته في مايو الماضي إلى الهند والتي سبقتها دعوة صريحة مكتوبة وموجهة إلى الكاثوليكوس مار باسيليوس بولس الثاني في كوتايم للاجتماع وبدء حوار من أجل المصالحة بروح مسيحية.
وتابع: «لكن لم تلق دعوات قداسته المتكررة إلى الحوار أي تجاوب من الجانب الأخر. وبناء على اقتراح من قداسة الكاثوليكوس أرام الأول، قررنا توجيه رسالة موقعة من صاحبي القداسة البابا تواضروس الثاني والكاثوليكوس أرام الأول ندعو فيها طرفي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الهند إلى إرسال ثلاثة ممثلين عن كل منهما إلى اجتماع تستضيفه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القاهرة، بحضور ممثلين من كنائسنا الثلاث وذلك بهدف بدء حوار جدي يؤدي إلى المصالحة وتخطى الخلافات حتى يعود السلام إلى الكنيسة في الهند».
وأكد البيان الاطلاع على تقرير اللقاء السنوي للجنة الدولية للحوار العقائدي المشترك بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، التي عقدت اجتماعات في: مصر 2016، روما 2017، اتشميادزين بارمينيا 2018، وكان الاجتماع الأخير بضيافة الكنيسة الأرمنية بإتشميادزين وقد استقبل قداسة الكاثوليكوس كاراكين الثاني الأعضاء في مقره البطريركي«.
وانتهت اللجنة المجتمعة في روما 2017 من إعداد ورقتها بعنوان «ممارسة الشركة في الحياة الكنسية في القرون الأولي وتأثيرها على سعينا نحو الشركة اليوم»، وتم رفعها إلى السلطات الكنسية للدراسة واتخاذ اللازم ثم تبنت اللجنة موضوعه «الأسرار الكنسية»، حيث قدمت أوراق من الجانبين في هذا الموضوع وفي اجتماع سنة 2018، استكمل الأعضاء البحث في موضوع الأسرار وقدمت أوراق عن سر التوبة والاعتراف وسر مسحة المرضي وسر الكهنوت.
كما أشار البيان إلى أن الحوار مع الكنيسة الأنجليكانية نتائج جيدة بخصوص طبيعة السيد المسيح وبخصوص انبثاق وعمل الروح القدس ونحن نتنظر موافقة المجامع المقدسة لكنائسنا على الاتفاقيتين، بعد انقطاع دام حوالي العشر سنوات بسبب موقف كنائسنا الأرثوذكسية الشرقية من بعض المستجدات في بعض الكنائس الأنجليكانية، تم استئناف الحوار اللاهوتي الدولي، فعقد الاجتماع الثاني في إنجلترا.
ربنا موجود