صورة وتعليق.. لوحة العشاء الأخير ليوناردو دافنشى
01.05.2023 06:39
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
صورة وتعليق.. لوحة العشاء الأخير ليوناردو دافنشى
حجم الخط
الدستور

علق الباحث ماجد كامل، عضو اللجنة الباباوية للتاريخ، على لوحة العشاء الأخير للفنان ليوناردو دافنشي، قائلا إن من أشهر اللوحات العالمية تأتي لوحة العشاء الأخير للرسام الإيطالي العالمي ليوناردو دافنشي "1452- 1519"؛ ولقد بدأ دافنشي العمل بها ابتداءً من عام 1495 واستمر في العمل حتى انتهي منها في عام 1498.

 

 أي أنه استمر في العمل بها حوالي 4 سنوات. وهي محفوظة حاليا في قاعة الطعام بأحد الأديرة في ميلانو. ومن القصص الطريفة التي رويت عن هذه اللوحة أن ليوناردوا دافنشي كان يذهب كل صباح إلى الدير للعمل في اللوحة، فكان يتأمل الصورة لمدة نصف ساعة ثم يضيف بريشته نحو عشر لمسات وبعدها ينصرف إلى عمل آخر؛ فأخذ  رئيس الدير يلح عليه كثيرا في سرعة إنهاء العمل؛ فأجابه دافنشي أنه يحاول أن  يخلق تعبير الدناءة على وجه يهوذا في أوضح صورة ممكنة؛ فإذا كان رئيس الدير متعجلا من أمره فهو في إمكانه أن يضع صورته هو مكان صورة يهوذا.

ولقد قسم دافنشي في هذه اللوحة التلاميذ الحواريين إلى مجموعتين على اليمين ومجموعتين على الشمال وكل مجموعة مكونة من ثلاثة تلاميذ؛ ولقد ظهرت علامات الفزع على وجوهم عندما أخبرهم بأن واحدا منهم سوف يسلمه؛ فحزنوا جدا وأخذ كل واحد يسأل: هل أنا يا رب؟ (مت 26: 21-22 ). أما التلاميذ فهم حسب الترتيب من اليسار إلي اليمين: 
1- المجموعة الأولى وتضم: بارثلماوس-  يعقوب بن حلفي- أنداروس. 
2- المجموعة الثانية وتضم: يهوذا الأسخريوطي- بطرس- يوحنا بن زبدي. 
3- المجموعة الثالثة وتضم: توما الرسول- يوحنا بن حلفي- فيلبس. 
4- المجموعة الرابعة وتضم: متي الرسول- تداوس- سمعان القانوي. 
ونلاحظ التقسيم الثلاثي واضحا جدا في هذه اللوحة؛ فالتلاميذ كما ذكرنا يجلسون كل ثلاثة مع بعضهم وخلف السيد المسيح توجد ثلاث نوافذ. ولقد وضع دافنشي السيد المسيح في مركز الصورة تماما؛ في وضع به تناسق Symmetry. بحيث يتساوي عدد التلاميذ الذين عن يمينه بالعدد الذي عن يساره؛ ولقد ميز وجه يهوذا الأسخريوطي باللون الأسود كرمز للشر؛ ووضع تحت يده علبة ملح مقلوبة، ويده اليسري تشرف على التقاط الخبز، رمز إشارة إلى أنه خان العيش والملح.

 كما ميزه بوجود كيس النقود في يده "باعتبار أنه كان أمين الصندوق". كذلك نلاحظ أن بطرس الرسول قد وضع يده بالقرب من يوحنا وكأنه يريد أن يسأله من عسي أن يكون الذي قال عنه أنه سوف يسلمه (يو 13 :- 23؛24).  والجدير بالذكر أنه ظهرت تفسيرات أخرى للوحة تشير إلى أن مريم المجدلية هي الشخص الذي ظهر بدون لحية وليس  يوحنا الحبيب، وهو التفسير الذي بنيت عليه رواية دان براون الشهيرة "شفرة  دافنشي". ولكن الترميمات الحديثة التي حدثت باللوحة أظهرت أن دافنشي كتب اسم كل تلميذ بالقرب من رأسه، مما  دحض كل هذه التفسيرات من جذورها. 

وليونادردوا دافنشي روائع أخرى، لعل من أشهرها لوحة "الموناليزا " أو "الجيوكاندة"، وقد رسمها عام 1503؛ وهي صورة امرأة من نابولي كانت زوجة موظف أو تاجر من أثرياء فلورنسا؛ والأبداع في لوحة موناليزا أنك حيثما تنظر إليها من أي زاوية تجدها كما لو كانت تنظر إليك. ولم يكن دافنشي فنانا مبدعا فقط؛ بل كان أيضا عالما كبيرا ترك لنا في مذكراته دراسات في الحركة قبل أن يضع العالم الإنجليزي إسحق  نيوتن (1643- 1727) قوانينه المشهورة؛ كذلك كانت له دراسات في تخطيط المدن وبناء الكباري .كما وضع تصميمات مختلفة للمدفع والغواصة والطائرة والباراشوت تتشابه إلى حد كبير مع الاختراعات الحديثة. كذلك ترك لنا دراسات في الطب والتشريح وعلوم البصريات. باختصار لقد كان عبقرية فذة متنوعة المواهب سبق عصره بزمان.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.