«حسام حسن مديرًا فنيًا لمنتخب مصر».. خطوة تأخرت كثيرًا، وقرار انتظرته طويلًا الجماهير، بعد الحالة التى وصل إليها منتخب مصر خلال الفترة الأخيرة، وكان آخرها الظهور بمستوى متواضع للغاية فى بطولة كأس الأمم الإفريقية «كوت ديفوار ٢٠٢٣»، التى ودّعها «الفراعنة» من دور الـ١٦ بركلات الترجيح، بعدما خاض ٤ مباريات دون تحقيق فوز واحد، ليسجل أسوأ مشاركة فى «كان» منذ نسخة ١٩٩٢.

لذا جاءت إقالة البرتغالى روى فيتوريا وتعيين حسام حسن مديرًا فنيًا للمنتخب، محاولة لإعادة أمجاد «الأكثر تتويجًا بالأميرة السمراء»، الذى تنتظره تحديات عديدة خلال الفترة المقبلة، أولها مواصلة مشوار التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال ٢٠٢٦ فى أمريكا وكندا والمكسيك، إلى جانب خوض غمار التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الإفريقية، التى تحتضنها المغرب فى صيف ٢٠٢٥.

تكرار إنجازات «الجنرال» و«المعلم»

سيكون على «التوأم حسن» مسئولية كبيرة خلال قيادتهما منتخب مصر، وهى إعادة هيبة المدرب المحلى، وإثبات جدارته فى تولى تدريب منتخب مصر، بعد النجاحات الكبيرة التى حققها كل من محمود الجوهرى وحسن شحاتة.

ونجح «الجوهرى» فى التأهل بمنتخب مصر لبطولة كأس العالم عام ١٩٩٠، والفوز معه بالبطولة العربية عام ١٩٩٢، وبطولة الأمم الإفريقية عام ١٩٩٨. بينما أحرز «شحاتة» الثلاثية التاريخية، وهى الفوز بـ٣ ألقاب متتالية من بطولة كأس الأمم الإفريقية «٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و٢٠١٠»، والتى لم يحققها أى منتخب داخل القارة.

وسيسعى «حسام» و«إبراهيم» إلى محو الصورة السيئة التى تكونت عن المدرب المحلى، بعد النتائج الكارثية التى حققها منتخب مصر تحت قيادة شوقى غريب فى ٢٠١٣، وفشله فى التأهل لبطولة الأمم الإفريقية وقتها، وكذلك فشل حسام البدرى، الذى تولى مهمة تدريب المنتخب فى ٢٠١٩، وصولًا إلى إيهاب جلال، الذى أُقيل بعد ٣ مباريات فقط مع «الفراعنة».

كسب ثقة الجماهير لمؤازرة المنتخب

ابتعدت الجماهير المصرية عن مؤازرة منتخب مصر فى المباريات الأخيرة بسبب تباين أداء لاعبيه وتراجع نتائجه، حتى إن لاعبى «الفراعنة» طالبوا أكثر من مرة بعودة الجماهير لمؤازرتهم، لكن بلا أى جدوى.

ومما يؤكد هذا خلو مدرجات استاد القاهرة خلال المباراة الودية لمنتخب مصر أمام تنزانيا، فى «البروفة» الأخيرة قبل السفر للمشاركة فى بطولة الأمم الإفريقية الأخيرة.

وستكون المسئولية كبيرة على حسام حسن لـ«توحيد» الجماهير بمختلف ألوانها خلف منتخب مصر، ولن يحدث ذلك إلا من خلال عودة «الفراعنة» لتقديم نتائج مميزة مع فرق من التصنيف الأول أوروبيًا أو إفريقيًا، عكس الفترة السابقة، التى مال فيها مدربو منتخب مصر لمواجهة منتخبات بعيدة كل البُعد عن التصنيف الأول.

كما سيحدث ذلك بقيادة منتخب مصر للصعود إلى بطولة كأس العالم بأمريكا وكندا والمكسيك ٢٠٢٦، والمنافسة بقوة على لقب بطولة الأمم الإفريقية، التى تحتضنها المغرب فى صيف العام المقبل.

التأهل إلى مونديال 2026 بعد الغياب عن قطر.. ودورة الإمارات الودية «أول اختبار»

تسلّم حسام حسن قيادة المنتخب وهو فى المركز الأول بالمجموعة الأولى للتصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم ٢٠٢٦، والتى تضم إلى جانبه كلًا من بوركينا فاسو وغينيا بيساو وسيراليون وإثيوبيا وجيبوتى.

وجمع «الفراعنة» ٦ نقاط فى المجموعة، من الفوز على جيبوتى بنصف دستة أهداف، ثم على سيراليون بهدفين نظيفين، ليحتل المركز الأول بفارق نقطتين عن بوركينا فاسو، أبرز منافسى منتخب مصر على تذكرة التأهل لكأس العالم.

وسيكون حسام حسن مطالبًا بمواصلة النتائج المميزة للمنتخب فى التصفيات، لحجز تذكرة التأهل للمونديال، بعد غياب «الفراعنة» عن النسخة الأخيرة فى قطر، جراء الفشل فى انتزاع تذكرة التأهل خلال المباراة الفاصلة أمام منتخب السنغال.

وستكون أول مباراة رسمية لـ«العميد» هى مواجهة بوركينا فاسو، فى القاهرة، خلال يونيو المقبل، ضمن منافسات الجولة الثالثة من التصفيات، ثم يخرج بعدها بأيام لمواجهة غينيا بيساو، فى مباراة الجولة الرابعة، وحال تحقيق الفوز فى المباراتين سيقطع «الفراعنة» نصف الطريق نحو انتزاع تذكرة التأهل للمونديال.

لكن يسبق مباراتى بوركينا فاسو وغينيا بيساو خوض مباراتين وديتين، خلال الأجندة الدولية فى النصف الثانى من مارس المقبل، التى تشهد مشاركة منتخب مصر فى دورة ودية دولية بالإمارات.

وتضم الدورة الودية منتخبات كرواتيا وتونس ونيوزيلندا، ويلعب منتخب مصر مع أحد المنتخبات الثلاثة يوم ٢٢ مارس المقبل، وفى حال فوزه يلعب مع الفائز من المباراة الثانية، وفى حال الخسارة يلعب مع الخاسر من المباراة نفسها.

وحال نجاح حسام حسن وشقيقه «إبراهيم» فى قيادة منتخب مصر للتأهل لبطولة كأس العالم ٢٠٢٦، سيكونان أول مصريين يشاركان فى المونديال كلاعبين ومدربين، بعدما نجحا فى قيادة «الفراعنة» للتأهل لمونديال إيطاليا عام ١٩٩٠، بعد غياب دام أكثر من ٥٦ عامًا. وقدم منتخب مصر فى مونديال ٩٠ مباريات قوية أمام هولندا وإنجلترا وأيرلندا، تحت قيادة الراحل محمود الجوهرى، الذى يعد الأب الروحى لحسام حسن، الذى يرغب فى السير على دربه فى قيادة منتخب مصر، وتحقيق حلم المصريين فى الظهور بمونديال ٢٠٢٦.

وحملت تصريحات حسام حسن وشقيقه «إبراهيم»، خلال الأيام القليلة الماضية، رسالة طمأنة لكل اللاعبين المصريين، مفادها أن باب «الفراعنة» مفتوح لأى لاعب يقدر فانلة المنتخب، معتبرًا أن هناك لاعبين ظُلموا خلال الفترة الماضية بعدم ضمهم إلى الفريق القومى، مثل حسين الشحات ورمضان صبحى.

وأكد التوأم تقديره كل اللاعبين المصريين المحترفين، على رأسهم محمد صلاح، الذى يعد أيقونة اللاعبين المصريين وفخرهم فى المحافل الأوروبية.