من جرجا للباباوية.. من هو البابا يوساب الثاني؟
13.11.2025 11:41
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
من جرجا للباباوية.. من هو البابا يوساب الثاني؟
حجم الخط
الدستور

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم بذكرى البابا يوساب الثاني، بابا الكنيسة القبطية رقم 115.

ومن جهته، قال ماجد كامل، الباحث القبطي وعضو لجنة التاريخ الكنسي في تصريح له: إن البابا يوساب الثاني وُلد في قرية دير الشهيد فيلوثاوس بالنغاميش من أعمال مركز البلينا بمحافظة سوهاج عام 1876.

وعندما بلغ عمره 18 سنة، توجه إلى دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، وسمَّى نفسه "الراهب إقلاديوس الأنطوني". في الدير، عكف على القراءة ودراسة المخطوطات والكتب بشغف كبير.

ولما كان الأنبا يوأنس، مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية (الذي أصبح البابا يوأنس التاسع عشر فيما بعد)، مهتمًا بتعليم وتثقيف الرهبان، ألحَقه بمدرسة الرهبان اللاهوتية بالإسكندرية.

سفره في بعثة دراسية إلى اليونان:

وتابع: ولما لمس نبوغه الزائد، أرسله في بعثة على نفقته الخاصة إلى مدرسة ريزاريس في أثينا. وكان معه في نفس الدفعة الراهب إغريستوفروس الذي صار فيما بعد مطرانًا للروم الأرثوذكس في الزقازيق، ثم انتُخب بطريركًا للروم الأرثوذكس في 25 يونيو 1939.

عودته إلى مصر ورئاسته لدير للأقباط في يافا:

وأضاف: ثم عاد إلى بلاده، وعندما علم الأنبا تيموثاوس، مطران القدس (1899-1925)، استدعاه هناك وعينه رئيسًا لدير الأقباط في يافا. ثم رُقي إلى منصب رئيس عام أديرة القدس وسائر بلاد فلسطين.

ونظرًا لتميزه في اللغات والعلاقات المسكونية، تمكن من حل المشاكل المتعلقة بالنزاع بين الكنائس المختلفة حول كنيسة القيامة، وجعل كل كنيسة تحتفظ بتقاليدها الخاصة حول القبر المقدس. الأمر الذي نال إعجاب الجنرال ستورس، حاكم مدينة القدس وقتها، فأرسل خطابًا إلى صديقه مرقس باشا سميكة (1864-1944) يشيد فيه بفضل القمص إقلاديوس وحسن تصرفه في معالجة الأمور.

رسامته أسقفًا على كرسي البلينا وجرجا:

وتابع: عندما خلا كرسي جرجا، رشحه كهنة المدينة ووجهاؤها أسقفًا عليها، ورفعوا الطلب إلى قداسة البابا كيرلس الخامس (1831-1927) الذي وافق على الفور. فقام باستدعاء القمص إقلاديوس الأنطوني، وسامه أسقفًا على البلينا وجرجا باسم الأنبا يوساب، وكان ذلك في 5 نوفمبر 1920.

احتجاج أقباط البلينا على الرسامة لرغبتهم في الانفصال عن كرسي جرجا:

وأضاف: لقد احتج أعيان مدينة البلينا على هذه الرسامة ليس اعتراضًا على شخص الأنبا يوساب، ولكن لرغبتهم في الانفصال الإداري عن مدينة جرجا.

وبالفعل، استجاب البابا كيرلس الخامس لطلبهم، وقام بفصل جرجا عن البلينا، ورسم لها القمص فيلوثاوس المقاري، سكرتيره الخاص، أسقفًا على البلينا.

أهم إنجازاته في جرجا:

وتابع: في جرجا، اهتم الأنبا يوساب بالتعليم، فأنشأ المدارس الأولية والثانوية، وشيد كنيسة فاخرة مع دار للمطرانية. ولم يتقاعس مطلقًا عن افتقاد شعبه في المدن والقرى، مما اكتسب محبة الجميع له.

ويفصل مجدي جرانت كيرلس إنجازات الأنبا يوساب في مطرانية جرجا فيما يلي: (بناء دار للمطرانية في جرجا، بناء كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بجرجا، توسيع وإعادة بناء كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بجرجا، وتجديد كنيسة السيدة العذراء مريم، إنشاء وافتتاح مدرسة الأقباط الأولية بجرجا، تشييد كنائس في قرى جرجا، القيام بمشروعات إنشائية في بهجورة وفرشوط، افتقاد الشعب القبطي روحيًا وتعليميًا ودينيًا، إصلاح العلاقات بين العائلات المتخاصمة).

وأضاف: كما قام نيافته باستقبال الزعيم الوطني سعد زغلول (1859-1927) أثناء رحلته الثانية إلى الصعيد في 18 أكتوبر 1921، واستقبال العلامة الأنبا إيسيذوروس (1897-1942)، أسقف ورئيس دير البراموس لجرجا خلال رحلته للصعيد عام 1925.

اصطحاب البابا كيرلس الخامس له في أثيوبيا:

وتابع: في عام 1930، قام البابا يوأنس التاسع عشر بزيارة تاريخية إلى أثيوبيا، فأصطحب معه في الرحلة بعض المطارنة المعروفين بالاستنارة. فكان من بينهم الأنبا لوكاس، مطران قنا وقوص، والأنبا يوساب، مطران جرجا. هناك، تعرف الأثيوبيون على الأنبا يوساب وأعجبوا به جدًا.

وعندما تم تنصيب الملك تفري إمبراطورًا للحبشة بعد وفاة الإمبراطورة زوديتو في 12 أبريل 1930، أوفد البابا يوأنس الأنبا يوساب للقيام بهذه المهمة. فسافر نيافته على رأس وفد كبير من الكهنة والشمامسة، وقاموا بتتويج الملك تفري إمبراطورًا على أثيوبيا في 2 نوفمبر 1930 باسم "الإمبراطور هيلاليسلاسي الأول إمبراطور أثيوبيا".

اختياره قائمقام للبابا يوأنس التاسع عشر:

مضيفًا: عندما سافر البابا يوأنس التاسع عشر إلى أوروبا في شهر يونيو 1935، قام بتعيين الأنبا يوساب نائبًا بابويًا له. وعندما تنيح البابا يوأنس في 21 يونيو 1942، اجتمع المجمع المقدس والمجلس المللي، واتفقا على اختيار الأنبا يوساب قائمًا مقامًا للبطريرك. فظل يدير الكنيسة من هذا المنصب لمدة سنة وسبعة أشهر وستة وعشرين يومًا.

ويذكر مجدي جرانت كيرلس في كتابه أنه طالب المجمع المقدس ألا تقبل الأديرة طالبي الرهبنة إلا بعد الحصول على شهادة المدرسة الإكليريكية.

ترشيحه للكرسي البابوي للمرة الأولى:

وقد تم ترشيحه للبطريكية مع الأنبا مكاريوس، مطران أسيوط، ولكن جاءت نتيجة الانتخابات لصالح الأنبا مكاريوس، فتم تنصيبه بطريركًا في 13 فبراير 1944.

ترشيحه للكرسي البابوي للمرة الثانية:

بعد نياحة البابا مكاريوس الثالث في 31 أغسطس 1945، رشح الأنبا يوساب للبطريكية للمرة الثانية، وكان معه في نفس الترشيح الراهب القمص داود المقاري (1894-1954). ولكن جاءت نتيجة الانتخابات لصالح الأنبا يوساب بأغلبية ساحقة.

تنصيبه بطريركًا للكنيسة القبطية باسم "البابا يوساب الثاني":

فتم تنصيبه بطريركًا في 26 مايو 1946 باسم البابا يوساب الثاني في الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية. وشارك في حفل التنصيب كل مطارنة وأساقفة المجمع المقدس، كما حضر الحفل كبار رجال الدولة ورؤساء الكنائس.

وقد قام الملك فاروق الأول (1920-1965) باستقبال قداسته في القصر الملكي. وبادر الملك فاروق بسؤال غبطته: "في أي عهد من الملوك كان معاصرًا للبابا يوساب الأول (831-849م)؟" فأجاب على الفور: "الخليفة المأمون (786-833م)".

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.