مدد يا أُم النور».. الأقباط يبدأون «صوم العدرا»: قداسات ونهضات روحية لمدة 15 يومًا
06.08.2024 06:03
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
مدد يا أُم النور».. الأقباط يبدأون «صوم العدرا»: قداسات ونهضات روحية لمدة 15 يومًا
حجم الخط
الدستور

تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى صوم السيدة العذراء مريم غدًا ولمدة ١٥ يومًا، بعد أن بدأته الكنيستان «الكاثوليكية» و«الروم الأرثوذكس» الخميس الماضى.

وتقيم الكنائس القبطية فى صباح أيام الصوم صلوات القداسات الإلهية، وفى المساء نهضات العذراء مريم وصلوات العشية، وسط إقبال كبير من الأقباط على زيارة الأديرة والكنائس التى تحمل اسمها طوال فترة الصوم، وأبرزها دير السيدة العذراء بدرنكة بأسيوط، لنيل البركة وتقديم النذور والعطايا. ويعد صوم العذراء صومًا من الدرجة الثانية، يمتنع فيه الأقباط عن أكل اللحوم ويسمح لهم بتناول الأسماك، ما عدا يومى الأربعاء والجمعة، وهناك بعض الأقباط يمتنعون عن أكل الأسماك ويكتفون بالمأكولات النباتية، كما أن هناك من يكتفى بالماء والملح فقط، خاصة أصحاب النذور، الذين يزهدون الطعام ويترجون العذراء لتشفع لهم عند الله ليلبى طلباتهم.

إقبال كبير على «دير درنكة» لنيل البركة.. والأنبا يؤانس يترأس «الزفة» 

يشهد دير السيدة العذراء بدرنكة بأسيوط خلال فترة «صوم العدرا» من كل عام إقبالًا كبيرًا من الأهالى لنيل البركة وتقديم النذور والعطايا، الذين يصل عددهم، وفق بعض التقديرات، إلى نحو مليونى زائر، من الأقباط والمسلمين، من مختلف المحافظات.

ويشهد محيط الدير وجودًا أمنيًا مكثفًا، مع تثبيت بوابات تفتيش إلكترونية بجميع المداخل، وإصدار تنبيهات لزوار الدير، من أهمها إبراز بطاقة إثبات الهوية عند الدخول قبل المرور على بوابات التفتيش، فيما تتولى فرق الكشافة وخدام الدير عمليات التنظيم والمرور بالداخل.

وتقيم كنائس الدير قداسات يومية، يحضرها مئات الآلاف من المصريين، إلى جانب عدد ضخم من الزوار الأجانب، الذين يحرصون على زيارة الدير سنويًا باعتباره إحدى محطات مسار العائلة المقدسة.

وعلى مدار ١٥ يومًا، يترأس الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، احتفالات صوم السيدة العذراء بجبل أسيوط، التى تبدأ فى الرابعة من عصر الغد، فى أول يوم للصوم، عبر «زفة السيدة العذراء مريم»، التى تنطلق فى موكب كبير من كنيسة المغارة الأثرية، الموجودة بـ«دير المحرق»، وهى المغارة التى مكثت فيها العائلة المقدسة خلال زيارتها إلى الدير.

ويتوسط الأنبا يؤانس الموكب، الذى يضم لفيفًا من الشمامسة والكهنة، وحملة صور العذراء مريم، تتقدمهم الأيقونة الأثرية للسيدة العذراء، التى يرجع تاريخها إلى ١٥٠٠ عام، ويطوف الموكب أرجاء الدير بأكمله، وسط التراتيل والتهاليل والزغاريد.

وعقب انتهاء «زفة العدرا»، يلقى أسقف أسيوط عظته بالمسرح المنصوب بالقرب من كنيسة المغارة بدير درنكة، الذى نُصب خصيصًا لاحتفالات صوم العذراء مريم بالدير، على أن تبدأ بعد ذلك التسبحة الليلية، ثم صلوات القداسات الإلهية.

وحول خصوصية أسيوط، قال الباحث القبطى جوزيف ممدوح إن هذه المدينة تباركت بزيارة العائلة المقدسة لها، ما جعلها من الأماكن الأثرية التى تحمل أهمية خاصة فى التاريخ القبطى.

وأوضح أن الوثائق التاريخية سجلت المرحلة الأولى لرحلة عودة العائلة المقدسة عبر جبل أسيوط الغربى، حيث أقيم دير السيدة العذراء مريم، ثم الطريق من مدينة أسيوط إلى فلسطين، مرورًا بمنف والمعادى ومصر القديمة والمطرية ومسطرد، مع مواصلة السير فى نفس طريق المجىء.

وأشار إلى أن دير العذراء يقع فى الجبل الغربى لمدينة أسيوط، حيث المغارة التى حلت بها العائلة المقدسة، على ارتفاع ١٠٠ متر من سطح الأرض، التى أحاط الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط الأسبق، قسمًا منها بسياج وخصصه للصلاة منذ أربعينيات القرن الماضى.

البابا يقضى خلوته بين القاهرة ووادى النطرون

من المخطط، وفق مصادر كنسية، أن يقضى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خلوته خلال فترة الصوم بين القاهرة والإسكندرية ودير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، كعادته أثناء هذا الصوم، مع الالتزام بإلقاء عظات الأربعاء طيلة هذه الفترة من مدينة الإسكندرية، حيث يترأس بها أولى عظات «صوم العدرا» مساء الأربعاء، الموافق الـ٧ من أغسطس ٢٠٢٤، بكنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك.

كما يترأس البابا، عشية عيد العذراء مريم الذى يحل فى ٢١ أغسطس، العظات، بكنيسة السيدة العذراء مريم والثلاثة مقارات القديسين بالهانوفيل بالإسكندرية.ومن المقرر أن تتم إذاعة العظات عبر القنوات المسيحية، وصفحة المتحدث الإعلامى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

جبل الطير ومسطرد والزيتون «الأكثر زيارة».. وانتشار لخدمة «دق الصلبان»

طوال فترة الصوم، يستقبل العديد من الأديرة والكنائس، التى تحمل اسم السيدة العذراء، ملايين الزوار الذين يحرصون على زيارة تلك الأديرة والكنائس للتبرك بها. 

ويستقبل دير السيدة العذراء مريم بجبل الطير بالمنيا مئات الآلاف من الزوار، ويشمل برنامجه اليومى رفع بخور عشية فى الكنيسة الأثرية، التى تعد من أشهر الكنائس التى تشهد إقبالًا كبيرًا من الأقباط خلال فترة «صوم العدرا»، حيث يتوافد عليها كثيرون، باعتبارها إحدى محطات مسار العائلة المقدسة، التى مرت بها خلال زيارتها مصر.

كما يشهد دير العذراء ببنى سويف، الشهير بـ«بياض»، ودير العذراء بالجنادلة بأسيوط، وأيضًا كنيسة مسطرد وكنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون، توافد الملايين من الزوار خلال فترة الصوم، للتبرك وحضور النهضات الروحية بها.

وينشط العديد من الكنائس والأديرة فى تقديم خدمة «دق الصليب»، مع إقبال من الشباب على وشم صور بعض القديسين. وحول ذلك، قال ماركو الأمين، الباحث فى التاريخ الكنسى، إن عادة الوشم ودق الصلبان لا تعود لإجازة الكنيسة القبطية لها، وإنما تعد عادة شعبية مستمرة منذ عهود مصر القديمة، وقد ارتبطت بالموالد الدينية المختلفة، خاصة خلال الفترة العثمانية، وأصبح المسيحيون يحرصون عليها لإبراز هويتهم الدينية.

أقباط المهجر: الشباب والأطفال فى إيبارشية النمسا.. والاحتفالات مصرية أصيلة فى الولايات المتحدة

قال القمص الدكتور إبراهيم إبراهيم حنا، راعى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالنمسا، إن إيبارشية النمسا والقطاع الألمانى بسويسرا يستعدان لاستقبال صوم السيدة العذراء ونهضتها المباركة.

وأوضح أن الاستعدادات تجرى بكنائس مدينة ڤيينا فى كنيسة عذراء الزيتون بالحى ٢٢ وكنيسة العذراء المناصرة فى الحى الـ١٥، وكذلك فى كنائس محافظات النمسا، وكنيسة العذراء والقديس موسى بجراتس وكنيسة مار جرجس بلينز وغيرها، ومدن سويسرا الناطقة بالألمانية، مؤكدًا: «هذه الأيام المباركة لها أهمية روحية كبيرة».

وتابع: «تقام القداسات اليومية فى الكنائس، وفى المساء العشية والعظة والتمجيد، وتمتلئ الكنائس بالمُصلين، خاصة الشباب والأطفال، فهم الأكثر نشاطًا فى الصلاة والتسبيح، ويشترك الكثير من الشباب فى كورالات الكنائس فى هذه المناسبة».

وأضاف: «تقدم العظات بإشراف الأنبا جابرييل، أسقف إيبارشية النمسا، ويكون هذا المنهج تعليميًا كحائط صد على ما يدور من متغيرات فى السلوك الروحى والاجتماعى والإيمانى فى العالم ومردوده على الأقباط».

وأكد: «هذه الموضوعات تعتبر تحصينًا ضد السلوك والفكر الغريب عن مجتمعنا القبطى والمصرى، كما ترد هذه الموضوعات ردًا كتابيًا وكنسيًا على تساؤلات العصر الذى نعيشه، وتوفر وقاية روحية وفكرية للأقباط، وتكون العظات باللغتين الألمانية والعربية، ويقدمها آباء الإيبارشية والخدام من شباب الأقباط المولود فى النمسا، وتقدم القداسات والتمجيد بالثلاث لغات.. القبطية والألمانية والعربية».

من جهته، قال القمص ميخائيل إدوارد، راعى كنيسة القديس «مار مرقس» فى كليفلاند، وكيل إيبارشية «أوهايو ومتشيجان وإنديانا»، إن كل كنائس أمريكا تحتفل بصوم العذراء، والبعض يصوم ثلاثة أسابيع.

وأوضح القمص إدوارد: «تقام نهضات فى بعض الكنائس طوال الأسبوعين، وفى كنائس أخرى تمتد لأسبوع واحد، وفى النهضة تقام عشيات وعظات وتماجيد وقداسات».

وأضاف: «فى كنيسة مار مرقس فى كليفلاند، خلال عيد العذراء، نقيم كرنفالًا للعذراء، ونعرض فيه المأكولات المصرية والكتب والأيقونات القبطية والملابس الفرعونية، ويحضرها أكثر من ٣ آلاف من الأمريكان وجنسيات أخرى، ونوزع عليهم كتيبات فيها نبذة عن الكنيسة القبطية عامة، والكنيسة فى كليفلاند بشكل خاص، ونقود الزوار فى رحلة لمعالم الكنيسة».

اترك تعليقا
تعليقات
31/12/1969 19:00:12

prst1z