
كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، عن أنه في ظل تزايد الضغوط الدولية على حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو لوقف حرب غزة، واشتعال الجبهة الداخلية بقيادة اليمين المتطرف لإطالة أمد الحرب، تناقش أوروبا طرد إسرائيل من اتفاقية الشراكة الأوروبية.
وأضافت الصحيفة أن الخوف الإسرائيلي من القرار الأوروبي المقرر التصويت عليه يوم الثلاثاء المقبل، دفع وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر للسفر إلى بروكسل للمرة الثالثة خلال أسبوعين، في محاولة يائسة لإقناع الوزراء الأوروبيين بمعارضة الاقتراح، الذي يتطلب تنفيذه موافقة بالإجماع.
تحركات إسرائيلية مكثفة لمنع أي قرار أوروبي
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن وزارة خارجية الاحتلال قدمت مؤخرًا سلسلة من "اللفتات" للاتحاد الأوروبي، بالتنسيق مع منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق اللواء غسان عليان، تمثلت بإدخال شاحنات وقود إلى غزة، وتوسيع نطاق إدخال المساعدات إلى شمال القطاع.
وتابعت أنه يبدو أن ما قدمته إسرائيل لم يكن كافيًا للاستجابة الأوروبية، حيث لم تمنع هذه الخطوات تفاقم الوضع الإنساني وانتشار مشاهد المجاعة في غزة واستهداف الأطفال والمدنيين.
وأشار مصدر عسكري إلى أن كل شاحنة وقود أو مساعدات تدخل القطاع يتم المصادقة عليها من المستوى السياسي الأعلى، بهدف إطالة أمد العمليات العسكرية دون التعرّض لعقوبات دولية قد تعرقل التحرك الإسرائيلي.
انقسامات غير مسبوقة في إسرائيل
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأوساط السياسية الإسرائيلية، أثارت هذه التوجهات انقسامًا عميقًا، حيث عبر إيتمار بن جفير، الوزير المتطرف، عن معارضته الصريحة لهذه الخطوات، محذرًا في محادثات مع مقربين منه من أن الصفقة المقترحة قد تعني نهاية الحرب، مشددًا على أنه بدلًا من مواصلة سحق حماس خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، فإن إدخال المساعدات والانسحاب الجزئي من محاور معينة مثل محور موراج سيؤديان إلى إعادة إنعاش الحركة الفلسطينية، وأن أي انسحاب سيجبر الجنود الإسرائيليين لاحقًا على "إعادة احتلال ما خسروه، وهذا سيُدفع ثمنه بالدم".
أما وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، فقد طالب من جانبه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإصدار تعليمات للجيش لمواصلة التحضيرات لإقامة المدينة الإنسانية حتى في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار، مبررًا أن الأمر لا يتعلق بنشاطات عسكرية بل بتجهيزات لوجستية لاستيعاب المدنيين.