برعاية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران-، أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، نظمت أمس السبت الموافق 10 ديسمبر الجاري، الموافق أول أيام شهر كيهك المبارك، شهر التسابيح والصلوات، “عشاء الفقير”، الذي توجه إيراداته لمساعدة الفقراء في مصر، في مبادرة تقوم بها إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا وكنائسها المختلفة، في مقدمتها كنيسة مار مرقس مونتريال، للمشاركة في فرحة الفقراء في مصر في عيد الميلاد المجيد.

هذا ويقوم على خدمة كنيسة سان مارك مونتريال “كنيسة مار مرقس مونتريال”، أبونا الحبيب والغالي أبونا فيكتور نصر “القلب النابض – كاهن الكنيسة”، وأبونا الحبيب والغالي أبونا ماركوس كيرلس “ذو الأبوة الباذلة، كاهن الكنيسة”، وسط مشاركة عدد من شعب الكنيسة من مختلف الأعمار.

وتخلل “عشاء الفقير”، الذي تم تنظيمه في الكنيسة، فقرات للكورال ومسرحية قدمها كورال اسمو إفنوتي “سبحوا الرب”، التابع للكنيسة، وكذلك فريق “فيلوباتيم” لمسرح العرائس.

وقدم الكورال عددا من الألحان والتسابيح بالعربية والفرنسية والإنجليزية، في تناغم وجاذبية. كما قدم فريق “فيلوباتيم”، والذي يشبه “سيسم ستريت”، إذ يتكون من مجموعة من العرائس مسرحية دارت حول تبسيط وحدانية الآب عبر شرح فكرة الآب والإبن والروح القدس، من خلال أمثلة مبسطة، وكانت المسرحة باللغة الفرنسية.

كما تناول الجزء الثاني من المسرحية وجود بابا نويل “سانتا كلوز” مع الشخصية مقدمة المسرحية، والتي استقبلت كهدية “إنسان آلي – ريبوت”، لم يكن يعرف أي شيئ عن المسيحية والسيد المسيح، فقام بطل المسرحية بعمل “إعادة ضبط الريبوت – الإنسان الآلي” وفق قواعد وقراءات الإنجيل، ليكون شماسا، يصلي ويسبح للسيد المسيح له المجد. كما تم تقديم الجزء الثالث في صورة مسرحية أخري لمعمودية يوحنا المعمدان للسيد المسيح له المجد.

وكان الخدام والخادمات، الأمناء والأمينات في صورة جذابة يتواصلون مع الأطفال ويسألونهم أسئلة بسيطة ومبسطة وجذابة، يتجاوب معها الأطفال وعائلاتهم، وسط حضور ومشاركة الآباء الأجلاء كهنة الكنيسة أبونا الحبيب والغالي أبونا فيكتور نصر “القلب النابض للكنيسة”، وأبونا الحبيب والغالي أبونا ماركوس كيرلس “الأب ذو الأبوة الباذلة”، حيث كان الجميع يتهافتون لنوال بركتهم والحديث معهم، وتناول الصور التذكارية في هذه الأيام المباركة. ويعرف عن كنيسة سان مارك مونتريال، بأنها الكنيسة الأم، التي تعد نموذجا يحتذي به.

الشركة في المسيحية: “كينونيا” .. إخلاء الذات .. سهرات كيهك
وتحدث أبونا الحبيب والغالي أبونا فيكتور نصر “القلب النابض، كاهن كنيسة سان مارك مونتريال” عن مبدأ الشركة “كينونيا”، وهي كلمة يونانية بها كلمة أخرى “كينوس”، وتعني الإخلاء، حيث يعيش بإخلاء ذاته، فيحيا الآخر، بحيث يجحد الإنسان ذاته ويحمل صليبة، مثل السيد المسيح، يصبح تلميذا. والقديس كيرلس السكندري، المعروف بعمود الدين، إذ قال: لما أراد الابن الوحيد أن يدخلنا في وحدة مع الله ومع بعضنا البعض. وهناك شركتان، شركة مع الآب الله، وشركة مع بعضنا البعض، حيث يصيرنا ممتزجين بعضا ببعض على الرغم من أننا مختلفين ومفترقين الأجساد والأرواح. الله يجمعنا ونحن مختلفين، بواسطة التناول السري من جسده الواحد، حيث نصير كلنا في شركه مع يسوع، ومع بعضنا البعض، ولذا تدعي الكنيسة جسد السيد المسيح، ونحن أعضاءه. بحيث نكون خورس واحد، ونحن متآلفون في اتفاق الرأي، فتتناغم أصواتكم مع الله في الوحدانية، وتقدمون التسبيح بصوت واحد، ليسوع المسيح، الله الآب، حتي يسمعكم ويعترف بكم .. وأنكم حقا أعضاء أبنه، فمن النافع لكم أن تكون في وحدانية معه، حتي تكون على الدوام أيضا في شركة مع الله … كما قال القديس كيرلس السكندري “عمود الدين”.

أضاف: في أنطاكية دعي التلاميذ مسيحيين، يشتركون في التلمذة والطاعة وعمل الرحمة والمحبة، ولهم معلم واحد، والمسيحية بدون شركة، لا يمكن تسميتها كنيسة، فالكنيسة تصلي وتسبح وتعطي وتقدم القلب “الهيكل الذي يسكن فيه الله، والمذبح هو الجسد”. وسفر أعمال الرسل يقدم لنا أن التلاميذ كانوا يواظبون علي تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات، حيث كانوا مشتركين في كل حاجة، حيث كلنا أعضاء في جسد واحد، مجتمعين مع السيد المسيح، كلنا نأكل من نفس الجسد ونشرب من نفس الكأس “كأس البركة”، الذي هو جسد ودم الرب يسوع المسيح.

وبعد العظة الروحية، كانت صلاة عشية، التسبحة وتسبحة منتصف الليل، ثم القداس الإلهي، لليوم الأول من سهرات تسابيح وصلوات شهر كيهك المبارك بكنيسة مار مرقس مونتريال. ويتم صلاة القداس الإلهي في صباح اليوم الأحد في ميعاد، في تمام الثامنة صباحا.