
تنطلق المبادرات الخيرية دائما من المواطنين، لكن في مركز جرجا جنوب محافظة سوهاج، أطلق الدكتور عماد الفرجاني، مدير إدارة الطب الوقائي، مبادرة لأهالي المنطقة، لتدريبهم على مكافحة العدوى، والوقاية من فيروس كورونا، وكذلك تدريبهم على كيفية دفن الموتى الذين أصيبوا بالفيروس، والمشاركة في دفنهم في المقابر.
أعضاء المبادرة غير ظاهرين للعلن، نظرا لتخوفهم من أن يحدث خوف وقلق لدى أسرهم، لمشاركتهم في دفن الموتى، ويبقي فريق الحملة، يقدم خدماته لأهالي المنطقة في سرية تامة.
قال الدكتور عماد الفرجاني، مدير إدارة الطب الوقائي، بمديرية الصحة بجرجا، إن فكرة المبادرة أطلقها منذ تفشي فيروس كورونا في البلاد، موضحا أنه مع زيادة أعداد المصابين، ووجود إمكانات بسيطة في المستشفيات، أطلق مبادرته، التي لاقت ترحيب من عدد من المتطوعين، لافتا إلى أن من يشاركون في أعمال التعقيم والتطهير ودفن الموتى 8 أشخاص، وهناك عدد كبير من الأهالي يساهمون بتبرعات عينية في عمليات التعقيم وتطوير المستشفيات.
وأضاف الفرجاني، أن أعضاء الحملة 2 من الصيادلة، و2 موظفين، و4 من المجتمع المدني، لافتا إلى أن الفريق تم تدريبه بشكل جيد على أعمال التعقيم والتطهير، وتم تدريبهم علي طريقة تغسيل ودفن الموتى المصابين بكورنا، مؤكدا أن الفريق يقدم خدماته ابتغاء وجه الله، وأعضاء الفريق أسمائهم غير معلنة، لعدم تخوف أفراد أسرهم.
وأكد أنه عندما يتم دفن الميت يتوجه الفريق إلى أقرب مسجد بالقرب من المقابر، ويتم ارتداء اللبس الوقائي، ويتم التوجه إلى المقابر ودفن الميت، ثم العودة مرة أخرى إلى المسجد وخلع الملابس، موضحا أن الفريق يقوم بتدريب أقارب الميت على كيفية الغسل، وفي حال عدم وجود من يقوم بعملية الغسل، يتولى الفريق تلك المهمة، لافتا إلى أن الميت من الصعب أن ينقل الفيروس، لكن يتم اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة.
وأضاف فرجاني، أن هاك تبرعات عينية تصل لأعضاء الحملة، لأن من سياسة الحملة، عدم قبول تبرعات مادية، والتبرعات تكون عبارة عن كلور ومعقمات، لافتا إلى أن أحد المواطنين، يدعى أحمد أبو خروف، ساهم في تطوير مستشفى الحميات بجرجا، وأنفق الشخص مبلغ مالي كبير في عملية التطوير.