
خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، في كلمة متلفزة إلى الشعب الروسي، احتفالاً بيوم المدافع عن الوطن، وهو اليوم الذي جاء متزامنا مع تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، واعتراف روسيا رسميا بجمهوريتي الدونيستك لوغانسك المنفصلتين من طرف واحد عن أوكرانيا، وهو ما آثار حفيظة وغضب عدد كبير من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكيين، معلنين قيامهم بفرض حزمة من العقوبات الاقتصادية على «موسكو».
بوتين: موسكو مستعدة للتفاوض
وقال «بوتين» خلال كلمته المتلفزة، إن مصالح روسيا وأمنها ليست قابلة للتفاوض، مؤكدا على أنه في الوقت نفسه أن بلاده مستعدة أيضا للبحث عن «حلول دبلوماسية» للأزمة الروسية الأوكرانية، مؤكدا على أن «موسكو» منفتحة على الحوار الصريح والمباشر من أجل الوصول إلى حلول دبلوماسية لأكثر المشاكل تعقيدا، ومشددا على أن مصالح مواطنيه الروس غير قابلة للتفاوض.
وبدأت الأزمة الروسية الأوكرانية قبل شهر عندما طالب الرئيس الروسي الدول الغربية بضرورة وجود ضمانات تمنع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، ووقف توسع نفوذ حلف شمال الأطلسي بجوار الحدود الروسية، وهو المطلب الذي لم يلاقى أي استجابة من الغرب، رغم وجود مباحثات دبلوماسية مع الرئيس الروسي، كان أبرزها زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى روسيا والمحادثة الهاتفية بين الرئيسين الأمريكي والروسي.
ونظرا لعدم وجود رد على المطالب الروسية، واستهداف عدة مناطق في منطقة الدونباس التي أعلنت انفصالها من جانب واحد عن أوكرانيا، خرج الرئيس الروسي في كلمة يوم الإثنين الماضي، معلناً اعترافه رسمياً بجمهوريتي دونيستيك ولوغانسك الشعبيتين، وإقامة علاقات دبلوماسية معهما، بل وتوجيه القوات الروسية بالتوجه كقوات حفظ سلام على الحدود مع أوكرانيا، وهو الأمر الذي رآه الغرب تصعيداً من قبل «موسكو»، واستعداداً لبدء «غزو روسي» لأوكرانيا.
الاعتراف الروسي بالجمهوريتين المنفصلتين عن أوكرانيا، لاقى غضباً دولياً، وقامت على أثره مجموعة من الدول الغربية بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا.