
افتتح الأنبا بولا، مطران طنطا وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الفلك الخيرية، اليوم السبت، المقر الإداري للمؤسسة بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بحضور مجموعة من القيادات التنفيذية بمحافظة الغربية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وشخصيات عامة، وذلك تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون الذي يتم الاحتفال به غداً الأحد 21 مارس.
ومؤسسة الفلك الخيرية تم تأسيسها وإشهارها تحت رقم 2194 بتاريخ 6 ديسمبر 2020، بغرض إدارة مشروع الفلك الذي يعد أول مشروع نموذجي عالمي في مصر والشرق الأوسط لخدمة أبطال متلازمة داون، من خلال توفير كل برامج التأهيل والرعاية المتكاملة، وتحقيق اندماجهم مع المجتمع بشكل طبيعي.
مطران طنطا: المشروع يتم تنفيذه بمعايير عالمية
وتضمن برنامج الافتتاح زيارة مقر مشروع الفلك الكائن بقرية حصة أكوا بمحافظة الغربية والاطلاع على مستويات الإنجاز في المشروع، حيث تم الانتهاء من أكثر من 90% من المرحلة الأولى للمشروع، والانتهاء كذلك من 20% من مرحلته الثانية، وجارٍ العمل بشكل سريع ومنتظم لافتتاح المشروع أمام المستفيدين من خدماته الرائدة قبل نهاية عام 2021.
وقال الأنبا بولا، على هامش الافتتاح، إن هذا المشروع هو مشروع عالمي بكل المقاييس، وتم تصميمه وتنفيذه بأعلى المعايير العالمية لكي يفخر به كل مصري، مؤكداً أن الكنيسة القبطية تهدى هذا المشروع للمجتمع ككل، وأن خدماته ستكون متاحة مجاناً 100% ولكل المصريين بدون تمييز.
وأضاف مطران طنطا، أن مشروع الفلك هو خلاصة دراسة التجارب العالمية الرائدة في هذا المجال، وأنه تم إرسال مجموعة للتدريب في إيطاليا على إدارة مثل هذه المشروعات، مشدداً على أن عمليات التنفيذ تسير بقوة كبيرة منذ عامين تقريباً، حيث ظهرت فكرة المشروع في عام 2018، وكانت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي عن ذوي القدرات الخاصة في 24 ديسمبر 2018 خلال الاحتفال بعام ذوي القدرات الخاصة بمثابة شرارة انطلاق هذا المشروع والبدء في تنفيذه.
الأنبا بولا: خدمات «الفلك» مجانية ومتاحة للجميع بدون تمييز
وأوضح الأنبا بولا أن المشروع يقدم مجموعة متكاملة من الخدمات لذوي القدرات الذهنية الخاصة تضم التعليم، التدريب، تنمية المواهب، تعليم الحرف والإنتاج، والأنشطة الرياضية، بهدف تحقيق دمجهم في المجتمع وتعايشهم مع البيئة المحيطة بشكل مثالي.
ومشروع الفلك مقام على مساحة إجمالية 6332 مترا مربعا ويضم مبنيين؛ المبنى الأول على مساحة 1473 مترا مربعا ويأخذ شكل «السفينة» أو «الفلك»، والمبنى الثاني على مساحة 1050 مترا مربعا وهو ملحق بالمبنى الأول، بالإضافة إلى مساحات خضراء وصوبات زراعية، وملاعب ومناطق ترفيه، ومقار الأنشطة الحرفية والإنتاجية للمنتفعين.
والمشروع يضم عيادات طبية، صالات ألعاب رياضية، فصول تعليمية متطورة، غرفة إعاشة فندقية للمنتفعين، مصلى، مكتبة، مسرح للعروض الفنية، غرف للموسيقى والفنون، وغرف للأعمال الحرفية التي سيتعلمها ذوي القدرات الذهنية الخاصة وتضم النجارة والكارتون والحياكة وغيرها.
الأنبا بولا: «الفلك» مشروع تنموي تهديه الكنيسة لأبناء الوطن
وخلال الافتتاح كشف الأنبا بولا، أن المشروع يخدم 5 فئات رئيسية تضم في المرحلة الأولى؛ عدد 150 من ذوي القدرات الذهنية الخاصة بأعمار أكبر من 18 عاماً مقيمين إقامة فندقية متكاملة بالمشروع لتلقي التأهيل والتدريب والعلاج المتكامل، وعدد 150 آخرين في الفئة العمرية 4 : 18 عاماً مترددين بشكل دائم علي المشروع لتلقي الخدمات المختلفة، بالإضافة إلى أسر أبنائنا ذوي القدرات الذهنية الخاصة حيث يتم تأهيلهم وتدريبهم للتعامل المثالي مع أبنائهم وتعظيم نتائج التأهيل والتدريب والتعليم الذين يتلقونه في المشروع.
وأضاف مطران طنطا، أن قائمة الفئات المنتفعة المتدربين الذين يرغبون في العمل أو التطوع بمشروعات أخرى شبيهة حيث يتم تدريبهم بشكل متكامل ووفق منهج علمي متطور في معهد التأهيل المتواجد بداخل المشروع، أما الفئة الأخيرة فهي أهالي قرية حصة أكوة التي يقع فيها المشروع، حيث يتيح المشروع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لهم، ويقدم لهم بعض الخدمات العلاجية التي تتناسب مع طبيعة المشروع كما أن تواجد مشروع بهذه المواصفات في القرية سيعزز من جودة خدمات البنية التحتية المقدمة لأهالي المنطقة.
وناشد الأنبا بولا، الأجهزة التنفيذية المختلفة بضرورة مساندة هذا المشروع من خلال تنفيذ متطلبات البنية التحتية والمرافق في قرية حصة أكوا التي يقع بها هذا المشروع العالمي، وأن يتم تسريع وتيرة العمل في تهيئة كافة الخدمات اللازمة في أسرع وقت ممكن، حتى يتم إنجاز المتبقي من عمليات الإنشاء والتجهيز، وافتتاح المشروع لتقديم خدماته للمستفيدين من مختلف أنحاء الدولة.