
عادة ما يبهرنا أطفالنا بسرعة تعلمهم أو بصدق مشاعرهم ونقاء طبيعتهم، وأحيانا أخرى بخفة ظلهم، أو حديثهم الذي يتجاوز أعمارهم بأعوام، لكن ماذا عن الشجاعة وإنقاذ حياة الآخرين؟
"طفل ما" ربما يكون أمريكيا أو مكسيكيا أو حتى عربيا، لكن الأكيد أنه كان متجها بصحبة أسرته إلى متجر وول مارت بجوار مركز سيلو فيستا في إل باسو بولاية تكساس الأمريكية لشراء مستلزمات الدراسة.
داخل المركز، كان كل شئ طبيعيا، أناس يتسوقون، وآخرون يحتسون القهوة أو يتناولون طعاما، يشترون ملابس، واحتياجات المنزل.
في الخارج، وبينما الطفل يسير، سمع دوي رصاص، لحظة من الذهول ثم الفزع والهلع، والجميع يركض في كل اتجاه، وجثث تتساقط وسط الصراخ.
في الداخل، لم يكن أحد أدرك شيئا مما يحدث خارجا، حتى جاء هذا الـ"طفل" يركض ويصرخ في الجميع "أحدهم في الخارج يطلق النار".
يقول العريف جليندون أوكلي، شاهد عيان، إنه كان في متجر للسلع الرياضية داخل المركز التجاري عندما رأى طفل يركض إلى الداخل ويخبر الناس بأنه هناك رجل يطلق النار على الناس عند وول مارت.
ويضيف: "لم يأخذ أحد كلام الطفل على محمل الجد، بسبب صغر سنه، وأنه كان يتحدث عن وول مارت بالجوار، وليس المركز التجاري حيث كنا.. ولكن بعد 5 إلى 7 دقائق، كنت أسير إلى محل فوت لوكر حتى سمعت صوت أعيرة نارية".
وتابع: "فكرت فقط في الأطفال، وإبعادهم عن الطريق، كان فوت لوكر قد أغلق بابه الحديدي، لكن بعض الناس تمكنوا من فتحه، رأيت أطفالا كثيرين يركضون من دون آبائهم، لذا حملت 3 أطفال وركضت بأسرع مايمكن".
ويحكي:"لم أكن قلقا بشأني، كنت احاول إبعاد الأطفال عن ذلك".
وبعد مجئ الشرطة خلال دقائق قليلة، وتبادل إطلاق النيران مع منفذ الهجوم الذي كان يحمل بندقية، استسلم القاتل للشرطة.
لم يصب أي شخص داخل المركز لتجاري بأذى، لكن في الخاج، قتل 20 شخصا، وأصيب 26 آخرون.