لقد أُعطِي للمرأة مسؤولية تربية الأولاد منذ أيام حواء بالإضافة لمسؤولية الحمل والولادة، حيث تهتم الأم بالأولاد في الطعام والنظافة والتربية لذا فللأم قدرة ملحوظة على تغيير العالم من خلال أولادهن.
وللمرأة المسيحية مكانة وشأن عظيم في الإنجيل المقدس، حيث يُنظر لها الإنجيل بالنَقَاوة وَالصَلاَح وَالوَقار وَكما قَالَ بُطرُس الرَّسُول ( مُعطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامةً كالوارِثاتِ أيضاً مَعَكُمْ نِعمة الحيوةِ )( 1بط 3 : 7 ).
ولم تقلل المسيحية مِنْ شأن المرأة ولم تفرق بينها وبين الرجال ودليل على ذلك آيات الكتاب المقدس: – [ غير أنَّ الرَّجُلَ ليسَ مِنْ دُونِ المرأة وَلاَ المرأةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ في الرَّبِّ ] ( 1كو 11 : 11)
– [ ليسَ ذكر وَأُنثى لأِنَّكُمْ جَمِيعاً واحِد فِي المسِيحِ يَسُوعَ ] ( غل 3 : 28 )
واهتمت الكنيسة المصرية بالمرأة منذ بدء انطلاقها، فضمت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية النساء جنبًا إلي جنب مع الرجال، وفي العصر الحديث نجد المعاهد اللاهوتية بمصر علي امتداد القطر وتضم عددًا من النساء والفتيات ربما أكثر من الشبان والرجال؛ بل ونجد بعضهن يدرسن في هذه المعاهد الكنسية.
كما أن تقدير الكنيسة للمرأة واضح من تكريمها المستمر للقديسة مريم، فتسبحها الكنيسة أعظم من كل الطغمات السمائية حتى السارافيم والشاروبيم الحاملي للعرش الإلهي.
وقد لقبت الكنيسة، العذراء مريم، بِحواء الجدِيدة وَأصبحت هِي سبب الخَلاَص بدلاً مِنْ عِلَّة السُقُوط كَحَواء الأولى [ مُبَارَكَة أنتِ فِي النِّساءِ ] ( لو 1 : 28 ) . وأعطى المسِيح كرامة للمرأة وذلك يظهر في تعامله مع “العذراء مريم” وهكذا لمريم وَمرثا إِخوة لِعازر ففى قِصَّة لِعازر قدم أسم مريم اولاً : [ مريم الَّتِي كَانَ لِعازرُ أخُوها مَرِيضاً ]( يو 11 : 2 ) أى نَسَبُوا لِعازر إِلَى مريم إِذاً المعرِفة الأولى كانت مَعَْ مريم وَنَسَبُوا القرية لاسم مريم.
وتقوم المسيحية، بإكرام المرأة في الكنيسة مثل تكريم القديسات والشهيدات وحفظ رفاتهم بالكنائس وذكر أسمائهم في الصلوات والمدائح الكنسية ونذكر منهم : الشهيدة الأم دولاجي والقديسة رفقة والشهيدة دميانة.
وتطلب الكنيسة كلها من البابا البطريرك والأساقفة والكهنة والشمامسة وكل الشعب صلواتهن عنهم.
وسنتناول في هذا الموضوع
-المرأة في العهد القديم
– المرأة في العهد الجديد
– المرأة في العصر الحديث
– أمثلة لبعض القديسات والشهيدات في الكنيسة.
– بعض الآيات التي تتحدث عن المرأة
وقد ذكر الأنجيل العديد من الشخصيات من السيدات التي كان لهن مواقف وادوارً هامة
في كلً من:
*الأمومة والتربية
*الكرازة والتبشير
*دور المرأة في الحياة الإجتماعية
* دور المرأة في الكنيسة في العصر الحديث.
* الأمومة والتربية
– حَنَّة أُم صَمُوئِيل النَّبِي:
هي نموذج لِلصلاة والتضرعات أمام عالِي الكاهِن وَحُبَّها لتكرِيس إِبنها وَعَطِيتها لَهُ لله فِي مَحَبَّة كامِلة رغم أنَّها كانت إِمرأة عاقِر وَكانت فَنَنَة كُلَّ يوم تُعَيِّرها لَكِنَّها لَمْ تبخل بِإِبنها عَلَى الله .
يقول لنا الكتاب المقدس: لكن “حنة لم تصعد لأنها قالت لرجلها متى فُطم الصبى آتى به ليتراءى أمام الرب ويُقيم هناك إلى الأبد”.
فهي تحملت المشقة لتعرفه طريق الرب ويكون مكرس حياته لله وقدمته لربنا،
وكانت أم لا تملك أطفال وكان هو طفلها الوحيد الذي منحه الرب لها نذرته الى الرب فقالت أنا أربيه وأكّبره حتى إذا بدأ السير واهتم بنفسه وأشتد عوده وبلغ 3 أو 4 سنوات سوف أهبه للرب ليكرس نفسه كل أيام حياته وأصبح أعظم قديسى العهد القديم.
– يوكابد أم موسى النبي
ولد موسى في الوقت الذي فيه كان فرعون قد شدَّد بقتل صبيان العبرانيين، وكان موسى أصغر أولاد أبيه وثالث ثلاثة، مريم البكر وهارون الثاني، فأخفاه والده ثلاثة أشهر ولما لم يكن إخفاؤه بعد وضعته يوكابد أمه في سفط مطلي بالحمر والزفت بين الحلفاء على حافة النهر ثم وقفت مريم أخته من بعيد تنظر ما عسى أن يكون. وأخذته ابنه فرعون.وقد عاشت أمه يوكابد بأمانة معه وقد كانت لا تملك وصايا موسى النبى فى ذلك الحين. فقد تعلمت ما تعلمته من جدودها ومع هذا نجحت فى أن توّصله أن يكون أعظم نبي.
– راعوث:
كانت امرأة صالحة وبارة لذا أكرمها الرب وجعلها جدة للسيد المسيح. حيث كانت مخلصة لحماتها بعد موت زوجها ولم تفارقها وقالت لها “شعبك شعبي”.
* الدور الاجتماعي للمرأة
– الملكة أستِير
خلَّصت الشَّعْب كُلَّه بِحِكمِتها وَجمالها
– رَاعُوث إِستحقت أنْ تنتزِع إِستحقاق نسل المسِيح بِتَعَبها . رَاعُوث الَّتِي قِيلَ عنها إِنَّها قَلِيلاً مَا لَبَثت فِي الرَّاحة وَجَذَبت قلب بُوعز .
– مريم النبية:
التي قادت الشعب في التسبيح
– مريم أُم القِدِيس مرقُس:
صَارَ بيتها عُلِيَّة صِهيون أوَّل كَنِيسة وَتأسَّسَ فِيهِ سِر الشُكر وَنالت الكنِيسة كُلَّها فِيهِ عَطِيَّة الرُّوح القُدس .
– أبِيجايِل الَّتِي نجَّت زوجها مِنْ الموت وَعَشِيرتهُ كُلَّها مِنْ غضب داوُد .
– دَبُورَة القاضِية: التي نَجَّت إِسْرَائِيل كُلَّه
– يَاعِيل: أماتت سِيسرا قائِد جيش الأعداء
أبيجايل:
وبحكمتها أستطاعت أن تكسر غضب داود فى وقت من الأوقات وعندما زوجها توفى طلبها داود لكى تكون زوجة له.
المرأة في العهد الجديد
– العذراء مريم والدة الإله: أم مخلص العالم
– ألصابات أم يوحنا المعمدان:
لم تمكث أمه معه كثيراً . وقبل أن يتم عامه الثانى أختطف من الروح.. ولكنها كانت أماً بارة خلال الأيام والشهور التى قضيتها معه.
وسمى” بأعظم موالِيد النِّساء ” أى إِنسان عظِيم يرجع الفضل لأمه الَّتِي جاءت بِهِ لِلدُنيا.
القديس تيموثاوس:
تيموثاوس الذي قال له القديس بولس الرسول
” إذ أتذكر الإيمان العديم الرياء الذى فيك الذى سكن أولاً فى جدتك لوئيس وأمك أفنيكى ولكنى موقن أنه فيك أيضاً”.
*دور المرأة في الكرازة والتبشير والخدمة
– في أحداث القيامة كان للمرأة دور جوهري حيث أن المريمات هُنَّ أوِل إِنطِلاقة لِلكِرازة بِالقِيامة وَأخذن كرامة الخِدمة. كانت المجدلِيَّة هي أوِل مُبَشِرة لِلقِيامة وَتَجَرَّأت وَقالت [ قُلْ لِي أينَ وَضَعْتَهُ وَأنَا آخُذُهُ ] ( يو 20 : 15) وكانت المَجدلِيَّة مثال للشجاعة حيث كان الرِجال خائِفِين فِي العُلِيَّة وَالأبواب مُغَلَّقة بينما المجدلِيَّة طلبت حَبِيبها فِي شجاعة وَجَرَاءة مُنقَطِعة النَظِير.
كان في الكنيسة الأولى طغمة من الشَّابَّات وَالمُكَرَّسات يخدِمنَ القِدِّيسِين وَيُعدِدنَ الأغابِي بعد القُدَّاسات وَيُبَشِرنَ وَكَانَ للمرأة دور فعال فِي تجهِيز المؤمِنات، أى عِندما تدخُل المرأة لِلإِيمان جَدِيداً يُسَلِّمها الرُسُل لِلنِساء التَقِيات فَيُعرفنها الحياة المَسِيحِيَّة .. تُعَلِّم أولادها خوف الله .. كَانَ الرُسُل يُجَنِدُونَ النِساء لِتجهِيز المؤمِنات لِلمعمودِيَّة لِكي يُعَمِدَهُنَّ الرُسُل .. كُنَّ يهتَمِمِنَ بِالفُقَراء وَكُنَّ يحمِلنَ رسائِل الرُسُل لِلكنائِس لِذلِك كَانَ هُناك طقس الشَّماسات أوْ المُكرَّسات وَالكِتاب عرَّفنا عنها عَلَى أنَّها رُتبة ” دِياكُون ” وَهِيَ نَفْس رُتبة الشَّماس ..حَتَّى أنَّ طقس لتكرِيس يقال فِيه { يا الله خالِق الرجل وَالمرأة الَّذِي مَلأَ بِروحه مريم وَدَبُورَة وَحَنَّة وَلَمْ يستنكِف ابنك الوحِيد أنْ يُولد مِنْ إِمرأة إِقبل نَفْس عبدِتك فُلاَنة } .. الله لَمْ يخلِق الرجل فقط دونَ المرأة لِذلِك قَبَلت الكنِيسة نذر المرأة أنْ تَكُون راهِبة أوْ مُكَرَّسة حَتَّى الكنِيسة الأولى قَبَلت تكرِيس الأرملة وَتُحَوِّل طاقتها الفعَّالة إِلَى رِسالة وَعمل داخِل الكنِيسة.
. فِي رِسالة بُولِس الرَّسُول إِلَى تِيمُوثَاوُسَ
[مشهُوداً لها فِي أعمالٍ صَالِحةٍ إِنْ تَكُنْ قَدْ رَبَّتِ الأولاد أضافت الغُرَباء ] ( 1تي 5 : 10 ) .. لَمْ يكُنْ زمان ملاجِئ فكانت خِدمة الغُرباء مُنتشِرة وَكَانَ ذلِك عمل الأرامِل.
– حَنَّة إِبنة فنُوئِيل الَّتِي ظلَّت 84 سنة مُلاَزِمة الهيكل متفرغة لِلعِبادة.
– كانت نِساء تخدِم بِالمُسَاعدات أوْ غسل الأرجُل لِلغُرَباء وَالقِدِّيسِين .كن عابِدات أوْ فِي خِدمة المرأة وَمِنهُنَّ مَنْ يحِث البنات عَلَى الحِشمة لأِنَّ زمن الأُمم كَانَ فِيهِ عدم التحفُظ فَتَرَكَ الرُسُل هذِهِ الخِدمة لِمُكرَّسات الكنِيسة لِيُعَرِّفنَ الفتيات أنَّ جَسَدَهُنَّ هُوَ جسد المسِيح فَيَلِيق بِهِ الحِشمة .. أيضاً كَانَ لَهُنَّ دور فِي تبشِير غير المؤمِنات.
– طَابِيثا:- [ وَكَانَ فِي يَافَا تِلمِيذة اسمُها طَابِيثا الَّذِي ترجمتُهُ غَزَالة . التي كانت مُمتَلِئةً أعمالاً صَالِحةً وَإِحساناتٍ كانت تعملُها ] ( أع 9 : 36 ) وقد شَهَدَ لها الكِتاب أنْ كَانَ لها إِحسانات لِلأرامِل وَالفُقَراء وَعِندما ماتت مِنْ شِدَّة حُزنهُنَّ عليها جِئنَ إِلَى بُطرُس الرَّسُول الَّذِي لَمْ يكُنْ يعرِفُها فَعرَّفنهُ عليها .[ فَوَقَفَتْ لديهِ جمِيعُ الأرامِل يبكِينَ وَيُرِينَ أقمِصَةً وَثِياباً مِمَّا كانت تعملُ غَزَالةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ ] ( أع 9 : 39 ) .. هذِهِ هِيَ طَابِيثا مِنْ أعمالها تعرِفُها وَكما يُقال ” وَإِنْ ماتت فَهِيَ تتكلَّم بعد أعمالها تشهدُ لها ” .. نموذج لِلفتاة المُحِبَّة.
– بنات فِيلُبُّسَ المُبَشِر:- فِي سِفر الأعمال كَانَ رجل يُسَمَّى فِيلُبُّس المُبَشِر لَهُ أربعة بنات عذارى كُنَّ يتنبأنَ .. وَالنُبُّوة هِيَ عطِيَّة الرُّوح القُدس.
– أفُودِيَةَ وَسِنتِيخِي:- فِي رِسالة بُولِس الرَّسُول لأِهل فِيلِبِّي تكلَّم عَنْ أفُودِيَةَ وَسِنتِيخِي اللتينِ جَاهدتا مَعْ بُولِس فِي الإِنجِيل كَمَا قَالَ .. أى أنَّهُ يُمكِن لِفَتاة أوْ شابَّة أنْ تُجاهِد مَعْ رَسُول فِي الكِرازة.
– ترِيفينا وَترِيفُوسَا:- فِي رِسالة بُولِس الرَّسُول لأِهل رُومية [ سَلِّمُوا عَلَى مريم الَّتِي تَعِبت لأِجلِنا كَثِيراً سَلِّمُوا عَلَى ترِيفينا وَترِيفُوسا التَّاعِبَتَينِ فِي الرَّبِّ . سَلِّمُوا عَلَى برسِيسَ المحبُوبةِ الَّتِي تعِبت كَثِيراً فِي الرَّبِّ ] ( رو 16 : 6 – 12 ).
– لِيدِيَّةُ بَيَّاعةُ الأُرجُوان:- الَّتِي كانت أُمَمِيَّة بائِعة عطُور فِي فِيلِبِّي وَبُولِس الرَّسُول لَمْ يخجل مِنْ الكرازة لِمجموعة سيِدات يبتعنَ فِي الأسواق .. وَانفتحَ قلب لِيدِيَّةُ وَاعتمدت هِيَ وَأهل بيتِها عَلَى يد بُولِس قالت لَهُمْ [ إِنْ كُنتُمْ قَدْ حَكَمتُمْ أنِّي مُؤمِنة بِالرَّبِّ فادخُلُوا بيتِي وَامكُثُوا . فَألزَمتنا ] ( أع 16 : 15 ) .. وَالمرأة تتميز بالعَاطِفة إِتجاه الخِدمة فقد لاحظت أن الرَّسُول بُولِس ليس لديه بيت ليمكث فيه وَماذا يأكُل. لَكِنْ المرأة بِحِسَها كانت تُلاَحِظ وطلبت منهم المكوث في بيتها.
فِيبِي:- الشَّماسة خادِمة كنخريا مِنْ مدِينة كُورنثُوس قَالَ عنها بُولِس [ كَي تقبلُوها فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلقِدِّيسِينَ ] ( رو 16 : 2 ) .. كانت فِيبِي فتاة مُثَقَفة مِنْ عائِلة غَنِية جِدّاً وَعِندما قَبِلت الإِيمان عاشت مُتَبَتِلة وَخَدَمت وَكانت تُسافِر مَعْ بُولِس فِي البِلاد حَتَّى أنَّها كانت فِي كُورنثُوس وَعِندما ذَهَبَ بُولِس إِلَى رُومية ذَهَبت إِليهِ فَأرسل معها رِسالة إِلَى أهل رُومية[ كُتِبت إِلَى أهلِ رُومية مِنْ كُورنثُوس عَلَى يَدِ فِيبِي خَادِمة كَنِيسة كنخريا ] ( رو 16 : 27 ) حَمَلت رِسالة بُولِس عبرَ البِحار وَكانت أيضاً مُهِمِتها أنْ تشرح الرِسالة وَليسَ إِرسالها فقط.
-أكِيلاَ وَبِرِيسكِلاَّ:- إِثنان مُتَزَوِجان فَتَحَا بيتَهُمَا كنِيسة وَأصبح مكان إِجتماع المؤمِنِين وَفَتَحَا بيتهُمَا لِبُولِس وَالَّذِي يفعل ذلِك يعلم كم مخاطِر سَتُقَابِلَهُ .. كَانَا يذهبان مَعَْ بُولِس فِي كُلَّ مكان ذهبا خلفهُ كُورنثُوس وَأفسُس وَ. [ يُسَلِّمُ عليكُمْ فِي الرَّبِّ كَثِيراً أكِيلاَ وَبِرِيسكِلاَّ مَعَ الكنِيسةِ الَّتِي فِي بيتِهِمَا ]( 1كو 16 : 19 ) ذَهَبَا إِلَى رُوما [ الَّلذَينِ وَضَعَا عُنُقَيهِمَا مِنْ أجلِ حياتِي ] ( رو 16 : 4 ) لأِنَّهُمَا جَعَلاَه يكرِز بيتِهِمَا وَظَلاَّ مَعْهُ حَتَّى آخِر لحظات حياته .. يُوحنَّا فم الذَّهب لَهُ مُلاَحَظات أنَّ بُولِس الرَّسُول كَانَ يُقَدِّم إِسم بِرِيسكِلاَّ عَنْ زوجها أكِيلاَ لأِنَّها قدَّمت مشاعِر وَعمل وَخِدمة لِلرَّبَّ .. أبُلُّوس السكندرِي أرادَ أنْ يدخل الإِيمان فَشَرَحت لَهُ بِرِيسكِلاَّ الإِيمان بِأكثر تدقِيق حَتَّى قِيلَ عَنْهُ فِيما بعد أنَّهُ كَانَ خَبِير بِطُرُق الرَّبَّ.
– القِدِيسة تكلا ذُكِرت فِي بِدايِة العصر الرَّسُولِي وَهِي عذراء عفِيفة وقد تعلَّمت عَلَى يد بُولِس الرَّسُول وَكانت جمِيلة وَمُثَقَفة وَغَنِية جِدّاً وَمِنْ عائِلة مرموقة .. كانت تُرافِق بُولِس وَكانت مِثال لِلبتولِيَّة وَالطهارة وَتعلِيم النِساء. كانت تُساعِد بُولِس وَتُكَلِّم النِساء عَنْ الفضِيلة فَكَانَ جمالها ليسَ جمال بشرِي بَلْ جمال رُوحِي يجذِب لِلمسِيح فَحَاربها الشيطان فَأرادت أُمها أنْ تخطُبها لِرجل وثنِي وَلَمَّا رَفَضَت وشت بِها أُمها لِلحاكِم عَلَى إِنَّها مسِيحِيَّة وَهُنا دخلت تكلا فِي سلسِلة عذابات وَإِهانات حَتَّى أنَّها وُضِعت فِي النَّار. ثُمَّ عملت فِي بيت عذارى عاشت فِيهِ وَقالت تسبِيح وَلِيمة العشر عذارى. ألقاها الحاكِم فِي النَّار فَأرسل الله أمطار غزِيرة أطفأت النَّار. ثُمَّ رَافقت بُولِس مرَّة أُخرى فَوَضَعُوها فِي جُب أفاعِي وَرغم ذلِك لَمْ تصمُت بَلْ جالت تُبَشِر وَصَارت عظِيمة فِي الكنِيسة.
(المرأة في العصر الحديث)
في العصر الحديث اصبح للمرأة المسيحية دور هام في الكنيسة والمجتمع جدير بالذكر أن قداسة المتنح البابا شنودة الثالث هو أول بطريرك يعيد طقس رسامة الشماسات وقد قام برسامة شماسات في عيد العنصرة سنة 1979 م.
كما قام بوضع طقس خاص لإقامة رئيسات الأديرة والتكريس.
كما أن قداسته سمح للباحثة نبيلة ميخائيل يوسف منذ سنة 1975 بكتابة باب روائع العلم في مجلة الكنيسة (مجلة الكرازة) للمرآة وأصبحت أول امرأة عضوا في المجلس الملي العام منذ عام 1989.
دور المرأة في الكنيسة، نذكر علي سبيل المثال لا الحصر:
أ] الأمهات رئيسات للدير Abbess “تماف” tmau لهن دورًا قياديًا، تجتذبن الكثيرات للحياة النسكية، ولا أكون مبالغًا إن قلت أن بعضهن لهن دورهن في حياة حتى العائلات، حتى صارت بعض الأديرة أشبه بمركز روحي للشعب.
ب] زوجات الكهنة:
لهن دورهن في الخدمة. في سوريا يدعي الكاهن “خوريا” وزوجته “خورية”؛ وعند اليونان يسمي الكاهن “برسبيتيروس” أو “باباس” وزوجته “برسبيترا” أو “باباريا”؛ وعند الروس يسمي الكاهن “باتوشكا” أي “أب صغير”، وزوجته “ماتوشكا” أي “أم صغيرة”.. هذه الألقاب لزوجة الكاهن في الكنائس الأرثوذكسية تحمل معنى خاص يكشف عن التزامها أو قل حقها في العمل.
ج] تزايد عدد المكرسات ظاهرة واضحة في حياة الكنيسة القبطية المعاصرة.
هـ] أغلب الأنشطة الاجتماعية الكنسية مثل دور الحضانة وبيوت المسنين ودور الأيتام.. في أيدي النساء.
و] تقوم النساء والشابات بخدمة مدارس التربية الكنسية.
(قديسات وشهيدات في الكنيسة المسيحية)
يضم سنكسار الكنيسة العديد والعديد من سير الشهيدات والقديسات الذين كان لهم دور فعال في المجتمع وفي حياة ابنائهم وفي التبشير والخدمة. ونذكر منهم:
– الشهيدة رفقة وأولادها الخمسة:
تكشف سيرة القديسة رفقة وأولادها عن اهتمام الأسرة المسيحية بالتمتع بالإكليل السماوي. فلم يكن يشغل قلب هذه الأرملة إلا أن تتمتع مع أولادها الخمس بالأحضان الإلهية, مهما كلفهم الثمن. لذا لم تفقد هذه الأسرة سعادتها وسط الآلام, بل تحولت الأتعاب إلى مصدر فرح جماعي لهم ، وشهادة حية أمام الجماهير لينالوا خبرة هذه الأسرة ويتخذوا منها مثالاً وقدوة حسنة ، ومن جانب آخر إذ ارتفعت قلوب أعضاء الأسرة إلى السماء أرسل الله ملاكه عدة مرات لكي يسند القلوب المتألمة ويوجهها ويبهجها! فالحياة المقدسة مفرحة للمؤمنين وللسمائيين.
– الشهيدة دولاجي الأم:
تُعتبر هذه الشهيدة بكر شهداء إسنا وشفيعة المدينة، ويعتبرها البعض شفيعة الصعيد كله.
في زمن الاضطهاد الذي أثاره الطاغية دقلديانوس كانت منطقة إسنا بالصعيد الأعلى غنية بقديسيها من إكليروس وعلمانيين، متبتلين ومتزوجين
لم نسمع شيئًا عن زوج القديسة الأم دولاجي، ولا نعرف حتى اسمه، إذ يبدو أنها كانت أرملة.
يذكر التاريخ أنها كانت غنية وزعت ما لديها علي الفقراء والمساكين. وحالما دخل أريانوس والي أنصنا مدينة إسنا قابله أربعة صبية أشقاء وهم صوروس وهرمان وأبانوفا وشنطاس، كانوا يسوقون دابة محملة بالبطيخ.
فأوقفهم وأمرهم أن يسيروا معه للسجود للأوثان،
لكن الصبية الشجعان أبوا وأعلنوا مسيحيتهم.
حاول معهم بالإغراء فلم يفلح، فأخذ الوالي يتوعدهم بأنه سيلحق بهم التعذيب حتى الموت، وإذ لاحظ إصرارهم على التمسك بالإيمان أمهلهم لكي يتراجعوا عن إصرارهم. وذهبت الأم الشجاعة دولاجي، والتي تُحسب مفخرة من مفاخر الشهداء. هّبت مسرعة إلى مكانهم. وأمام الوالي كانت تشجعهم وتقويهم، فامتلأ أريانوس غيظًا، وأمر بحبسهم جميعًا، تمهيدًا لمحاكمتهم. وكانت تصلي مع اولادها داخل السجن . كانت تطلب عونًا إلهيًا ليثبت هؤلاء الأولاد الصغار. استطاعت الأم بأحاديثها العذبة أن ترفع قلوب أولادها إلى السماء، وأن يشتهوا نوال أكاليل المجد. وفي الليل ظهرت لهم السيدة العذراء، وكانت تشجعهم وتخبرهم بأن السيد المسيح قد أعدّ لهم مكانًا أبديًا في السموات. وقد كانت الرؤيا مشجعة لهم ومقوية لإيمانهم.
امتلأ أريانوس غضبًا وأمر بقطع رؤوسهم،
على أن يُذبح أولادها على ركبتيها الواحد تلو الآخر، وفيما كانوا يفعلون ذلك كانت ترتل وتصلي، وأخيرًا قطعوا رأسها.
مازالت أجسادهم الطاهرة بالكنيسة التي تحمل اسمهم بمدينة إسنا حتى الآن.
تحتفل الكنيسة بعيد استشهادهم في السادس من شهر بشنس.
-الشهيدة جوليتا أو يوليطة وأبنها قرياقوس
تكشف لنا قصة استشهاد القديسين يوليطة وطفلها الصغير قرياقوس عن قوة الإيمان الذي تحدي الإمبراطورية الرومانية بكل أسلحتها وسلطانها، وتحدى العذابات والألم، بل وتحدي المشاعر الطبيعية كالأمومة ليحيا المؤمن أشبه بكائن سماوي يفوق الزمن.
وُلدت القديسة يوليطة في مدينة أيقونية عاصمة ليكاؤنية. وهي تنحدر من سلالة ملوك آسيا، لها مركزها الاجتماعي المرموق بجوار غناها وجمالها وتقواها. كانت محبة لخدمة الفقراء والمحتاجين. تزوّجت رجلاً تقيًا يخاف الرب، وأنجبت منه طفلاً بهي الطلعة حسن المنظر أسمياه قرياقوس، وهي مشتقة من غريغوريوس أو جريجوري. توفي الزوج في ريعان شبابه وترك قرياقوس مع الأرملة الشابة يوليطة. عندما شدّد دقلديانوس اضطهاده على المسيحيين هناك أرادت ترك مدينتها طلبًا للسلام لتذهب إلى مكان آمن حيث لا يعرفها أحد. فقد بدأ الحاكم الروماني دومتيانوس في نشر الاضطهاد في جميع مدن الإقليم بكل وحشية. خشيت الأم لئلا إذا قُتلت يقع طفلها الصغير في أيدي الوثنيين فلا يتمتع بالإيمان المسيحي.
أخذت طفلها قرياقوس الذي كان عمره ثلاث سنوات، وكان جميلاً جدًا وجذابًا، مع اثنين من خدمها وذهبت أولاً إلى سلوكية بسوريا، حيث وجدت حاكمها الروماني أشد عنفًا وقسوة من حاكم ليكاؤنية في تعذيبه للمسيحيين، ومن ثمّة تركت المدينة وذهبت إلى طرسوس عاصمة كيليكية. كان وصولها إلى المدينة مع وصول الحاكم إسكندر وحاشيته معه، فتعرّفوا عليها وفى الحال قادوها إلى السجن. أما الجاريتان فهربتا من وجه الجنود، ولكنهما كانتا تتبعان يوليطة وابنها وتنظران إليهما من بعيد.
بعد هروبها من وجه الاستشهاد مرتين خوفًا علي إيمان طفلها شعرت حين أُلقي القبض عليها بسلامٍ داخلي. أدركت أن عناية الله التي دعتها للاستشهاد كفيلة برعاية ابنها والحفاظ علي إيمانه.
بينما كان الجلادون يضربون القديسة يوليطة بكل وحشية أمام ابنها، كانت تصرخ: “أنا مسيحية!” كانت تحتمل الألم بإيمان وفرح وهي تنظر إلى ابنها كمن تسنده للثبات علي إيمانه. كان الوالي يلاطف الطفل وأراد أن يقبّله، لكن الطفل لم يعره اهتمامًا بل كان متجهًا نحو أمه. أخيرًا في محاولة الطفل للتخلص من يديْ إسكندر للذهاب إلى أمه، ركله ونشب أظافره في وجهه، فاستشاط إسكندر غضبًا وأمسك برجل الطفل وقذفه من على السلم، فكُسرت جمجمته واستشهد في الحال. وبدلاً من أن تتأسف أمه على موته، قدمت الشكر لله لأنه وُهب لابنها إكليل الاستشهاد. ثم قاموا بقطع رقبتها.
القديسة مونيكا:
وهى أم القديس أوغسطينوس فقد كانت تصلى وتصرخ مثل المرأة الكنعانية التى ذهبت الى السيد المسيح تقول له أرحمنى يا سيد يا أبن داود أبنتى مريضة جدا وتصلى من أجلها وبدموعها أنقذت بها أوغسطينوس من الهلاك واصبح قديس.
أم القديسين قزمان ودميان وإخواتهم :
وصّلت إليهم محبة المسيح رغم أنهما وصلا لأعلى درجات العلم فى ذلك الوقت حيث أنهما كانا طبيبان ولكنها وصّلت إليهم محبة المسيح بجانب التقدم العلمى. وأرتضوا أن يضحوا بحياتهم من أجله
(وصايا الأنجيل للمرأة)
قال القديس بولس الرسول فى( 1 كو11: 7 ) ” وأما المرأة فهى مجد الرجل ”
”
“لطف المرأة ينعم رجلها” (سفر يشوع بن سيراخ 26: 16)
“مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ” (رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 2)
“وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكَلَّمْ بِمَا يَلِيقُ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ: أَنْ يَكُونَ الأَشْيَاخُ صَاحِينَ، ذَوِي وَقَارٍ، مُتَعَقِّلِينَ، أَصِحَّاءَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالصَّبْرِ. كَذلِكَ الْعَجَائِزُ فِي سِيرَةٍ تَلِيقُ بِالْقَدَاسَةِ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، غَيْرَ مُسْتَعْبَدَاتٍ لِلْخَمْرِ الْكَثِيرِ، مُعَلِّمَاتٍ الصَّلاَحَ، لِكَيْ يَنْصَحْنَ الْحَدَثَاتِ أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ وَيُحْبِبْنَ أَوْلاَدَهُنَّ، مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، لِكَيْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ اللهِ” (رسالة بولس الرسول إلى تيطس 2: 1-5)
“وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ، فَأُوصِيهِمْ، لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ، أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا، وَإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ” (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 10، 11)
“أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 22-24)
“فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا” (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 33)
المراجع :
* الكتاب المقدس
* كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية – القمص تادرس يعقوب ملطي – الكنيسة القبطية واللاهوت النسائي.
* كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية للمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث.
* عظة عن الأم لنيافة الأنبا إبرآم اسقف الفيوم.
* السنكسار
* موقع الأنبا تكلا.