بقلم د. ماجد عزت اسرائيل
يشن شرذمة من أبناء الكنيسة القبطية؛ عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي(الفيس بوك) حرباُ إلكترونية على صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. ربما يحصل أصحاب هذه الصفحات على مقابل مادي أو مصالح معنية أو خدمات خاصة من بعض المعارضين للبابا من داخل الدار البطريركية. وعلى الرغم من أن تاريخ الكنيسة القبطية يعلمنا أن لبابا الإسكندرية مكانة عظيمة بين بابوات الكنائس المسيحة في العالم. فهل أصحاب هذه الصفحات ومدعي الإيمان المستقيم يدركون هذه المكانة؟ وهل جاء هذا الهجوم الإلكتروني رداً على نجاح البابا في إصلاح الكثير من الجوانب في الدار البطريركية؟ وهل سيستمر هذا الهجوم على كل تصريح للبابا أو عند قيامه بنشر عظة أو مقالة أو قصة أدبية عبر بعض الفضائيات أو مواقع الكنيسة أو الجرائد اليومية؟ وفي السطور التالية بهدوء....تناقش مكانة البطريرك في الكنيسة القبطية والرد على الحرب الإلكترونية ضد قداسة البابا تواضروس الثاني!.
إطلالة بسيطة عن مكانة البطريرك في الكنيسة القبطية
الكنيسة القبطية تتميز عبر عصورها التاريخية باحتلال البطريرك قمة الهرم القيادي في المؤسسة الكنيسة، لما له من قداسة دينية فهو "رئيس الأساقفة "فهم الذين اختاروه بعد مشيئة الله- وكرزوه،حيث ذكر في وثيقة تكريز البابا على لسان الأساقفة قائلاً: "لكي يرعانا بكل الرأفة والوادعة "ولذلك تعددت مهامه نذكر منها أن البطريرك يبارك ولا يبارك عليه، ويرأس المطارنة والأساقفة، ويعمل على تعليم أصول الدين والحفاظ على الطقوس والصلوات، وقطع البدع، والحكم بالعدل، وإعطاء الرسامات والدرجات الكهنتوية، لمستحقيها والقائمين بها، ومشورة أهل العلم والتعليم لشعبه والوعظ والتهذيب، لأنه الرقيب عليهم بعد الله والمطالب بهم أمام الله .فقد ورد بالكتاب المقدس على لسان حزقيال النبي قائلاً:" "يَا ابْنَ آدَمَ، قَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيبًا لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ. فَاسْمَعِ الْكَلِمَةَ مِنْ فَمِي وَأَنْذِرْهُمْ مِنْ قِبَلِي. إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: يَا شِرِّيرُ مَوْتًا تَمُوتُ. فَإِنْ لَمْ تَتَكَلَّمْ لِتُحَذِّرَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ، فَذلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. " (حز 33: 7- 8 ).كما دعمت قوانين الكنيسة القبطية مكانة البطريرك في ضوء ما تركه لنا الآباء الرسل. فالبابا مسئول عن انعقاد "المجمع المقدس" ورئاسته؛ لأهميته في إصدار القرارات كأعلى سلطة دينية في الكنيسة القبطية وإدارة العمل المسكوني ونشر الكرازة في كل المسكونة.لأن البابا مــسئول عن إقامة الشعائر الدينة في كل رعــيته.
الرد على الحرب الإلكترونية ضد صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني
بعد التصرف الحكيم من صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني في موضوع المستير-معلقة كبيرة تستخدم في التناول- حيث أصدر قداسته بيان خلاصته أعطاء الحل والحق لكل أسقف أبريشية أن يتصرف ما يريد في مسألة عودة الصلاة بالكنائس أو استخدام المستير في ظل جائحة كورونا،وأيضًا نشر مقالته التاريخية "أمومة الكنيسة" والتى عبر فيها قداسته عن المعانى الروحية لوضعية ومكانة الكنيسة بالنسبة للإنسان القبطى عبر أمومتها الحاضرة فى حياتنا دائمًا وذلك من خلال أسرارها السبعة المقدسة. كذلك نشرت جريدة الأهرام الورقية قصته الأدبية القصيرة "صديقتي" والتى ترسم بعض ملامح من سيرته الذاتية. ومن بعدها بدأ الهجوم الإلكتروني على قداسته.
هنا نريد أن نرصد نموذجاً للحرب الإلكترونية على صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني فكتبت السيدة "مريم راجى" على صفحتها على الفيس بوك بعنوان "ردى المُوّثَق على صديقة الأنبا تواضروس الثانى"حيث انتقدت قصته القصيرة "صديقتي" فكتبت قائلاً:" عندما قرأتها تبادر لذهنى على الفور "الحلزونا يا أما الحلزونا" وشخصية "مرجان أحمد مرجان" الذى كان يتوهم أنه يستطيع عمل أى شئ وشراء أى شخص بنفوذه وماله....".هل هذا النقد يليق بخليفة السيد المسيح ورسله؟ هل تعرفي أن اسم البطريرك معناه الأب الأول؟ أم الأفضل أن نذكر ما ورد بالكتاب المقدس قائلاً: "لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ." (أم 26: 4).وأيضًا "جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ." (أم 26: 5). لي سؤال لو البطريرك ده والدك أو عمك أو خالك ينفع نشبه بـ "مرجان أحمد مرجان"!!. صاحب القداسة البابا تواضروس "رمز للكنيسة القبطية" بشهادة كل العالم له.. لمواقفه البناءة من أجل مصر والكنيسة الوطنية التى تضرب بجذورها في عبق التاريخ.
كما ذكرت راجى في هجومها على صاحب القداسة قائله:"تحدّث الأنبا تواضروس فى "صديقته" عن قلبه الكبير جدًا الذى ينبض صارخًا بالحب للجميع حتى أعداؤه! وتحدّث عن طاقة الحب التى داخله، والتى وصفها بينبوع المياه العذبة المتدفق نحو الكل!! مستنكرًا ما أسماه بكراهية البعض له!!! . هنا نؤكد لكي أن صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني عندما تحدث عن المحبة الحقيقية فهو ينفذ ويعلم وينشر تعاليم السيد المسيح التى تدعو إلى المحبة والسلام كما ورد بالكتاب المقدس قائلاً:" "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ." (مت 5: 9).
سيدتي...صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني؛ هو بطريرك فاضل ورأس الكنيسة وعالم في أمور كنيسته، وله العديد من المؤلفات والعظات والتصريحات والأقوال المأثورة،وكتب تقديمات للعديد من الإصدارات نشرتها أكبر دوائر النشر في العالم. بالإضافة إلى أقواله ومواقفه الوطنية التى لايمكن أن تمحوا من ذاكرة التاريخ المصري الحديث والمعاصر.سيدتي... ادعوكي وكل أصحاب الذمم الخربة لو استمريتوا فى سياستكم أن تذهىبوا لجبل التوبة الذى دمرتوه وتتوبوا عن ما فعلتوه ضد صاحب القداسة.
وأخيراً؛نتمنى لمصرنا الحبيبة كل الخير والسلام،ولكنيستنا القبطية العريقة الهدوء والسلام والسكينة.... ببركة وصلوات صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني.