قال الكاتب الصحفي والسياسي السوداني، طاهر المعتصم، إن احتدام المعارك في السودان يأتى وسط ترقب استئناف محادثات السلام في منتصف أبريل القادم، وفي ظل ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية مع اقتراب انطلاق موعد المفاوضات خلال الفترة المقبلة، حيث كما تعودنا أنه عندما تكون هناك مفاوضات مرتقبة يحاول أطراف النزاع المسلح- يقصد القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع- أن يرفعوا من وتيرة العمليات العسكرية لرفع السقف التفاوضي في مائدة التفاوض.
مفاوضات غير مباشرة فى جدة
وأضاف "المعتصم"، في تصريحات لـ"الدستور"، أن المفاوضات كانت غير مباشرة في جدة في الفترة الماضية، وبالتالي هي محاولة لرفع السقف التفاوضي، وهذا الأمر مفهوم من تصريحات نائب رئيس الجيش السوداني، الذي قال إن الأصل في الأمر هو السلام وإن الحرب استثناء وإن الجيش راغب في السلام رغم كل شيء، وتعتبر تصريحات مهمة مع اقتراب موعد انطلاق المفاوضات.
واختم المعتصم تصريحاته: "ينظر السودانيون جميعهم إلى مفاوضات جدة في منتصف أبريل القادم بترقب كبير مشروط بالتفاؤل الحذر، آملين في توقف الحرب وتوقف إطلاق النار والعودة إلى منازلهم وبيوتهم".
وفي سياق متصل، حذرت وكالة تابعة للأمم المتحدة من أن الحرب في السودان "تثير أكبر أزمة جوع في العالم"، حيث إن أكثر من 25 مليون شخص "محاصرون في دوامة" من انعدام الأمن الغذائي.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، إن تسعة من كل عشرة أشخاص في جميع أنحاء البلاد يواجهون "مستويات طارئة من الجوع" و"عالقون" في مناطق "يتعذر الوصول إليها إلى حد كبير" بسبب "العنف المتواصل وتدخل الأطراف المتحاربة".
وتسببت الحرب، التي خلقت أيضًا أكبر أزمة نزوح في العالم، وفقًا للأمم المتحدة، في معاناة 18 مليون شخص من "انعدام الأمن الغذائي الحاد" في السودان وملايين آخرين في جنوب السودان وتشاد المجاورين.