ألـقى القـس بـيــشــوي فــايـق, كاهــن كـنـيسـة السيـــدة العـــذراء مــريــم بالزيتــون، محاضــرة بـعنــوان: “نجــنــا مــن الــشــريـر” وذلك بإجـتـماع الـكاروز للخـدام والخـادمات, بـكــنيـــسة الـشهـيـد العـظيــم مـارجــرجــس أرض الجـنـيـنـة.
الفئات المعرضة لــشــرالأعمال الشيطانية
في البداية نــوه الـقـس بـيــشــوى فــايـق عـــن،فئات من الناس معــرضة لشــرالأعمال الشيطانـيــة هــــم:-المتـعبــون وســـط شــدائــدهــم- الفضوليـــون- الخائـفــون قـلـيــلي الإيـمان.
وقال القس بيــشــوى: “إننا لا نـنـكـــر أن المؤمـنـيــن ضعفاء، ومعــرضـــين للخطأ، لكنهم قبل كل شـــيء مؤمنين باسم الله، وهو المسؤول عن حفظهم من شــــر الشيطان وأعماله الشريرة حتى لوكانوا أطفالاً في قامتهم الروحية، لأن اسمه القدوس قــد دعـــيَ عليهم، متسائلا: “هل يـوجــد أب لا يحمي أطفاله الصغار”؟
الضعفاء الله مســؤول عن حفظهم
وقال كـاهــن كـنـيسـة العـــذراء مــريــم بالـزيـتــون: إن الله ليس هـــو إله الأقـــوياء فقط بل هــو إله الضعفاء أيضًا فقد طالب الرب يسوع المسيح الآب بحفظه للكنيسة ككل بقوله:”لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ”(يو١٧: ١٥)”، مـوضـحـًا أن الله قــد أخــبـر فـي نـبــوات العهد القديــم عــن حفظه للضعفاء وردهــم من سبي الخطية بقوله: “هأَنَذَا آتِي بِهِمْ مِنْ أَرْضِ الشِّمَالِ، وَأَجْمَعُهُمْ مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ. بَيْنَهُمُ الأَعْمَى وَالأَعْــرَجُ، الْحُبْلَى وَالْمَاخِضُ مَعًا، جَمْعٌ عَظِيمٌ يَرْجعُ إِلَى هُنَا.(إرميا ٣١: ٨).
حقيقة هامة
وأشــار إلى أقـــوال الأب سيــــريـنــوس من آباء البريــة عــن هـــذا الأمــر قوله: “واضح أن الأرواح النجسة لا تقدر أن تجد لها طريقًا في أجساد من اغتصبتهم بأية وسيلة، ما لم تملك أولًا على عقولهم وأفكارهم، فتسلب منهم مخافة الرب، وتَذَكُّره والتأمل فيه،وبهذا تتجاســــر؛ فتتقدم إليهم كمن هــم بــلا حصانة إلهية، وتقيدهم بسهولة، وتجد لها موضعًا فيهم، كما لو كان لها حــق الملكية عليهم”:
• القلب والعقل
• “فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ،لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ” (أم٤: ٢٣).
• “إنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا”(إش٧: ٩).
• وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَــدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ” (يع١: ١٤).
الضعفاء الله مسؤول عن حفظهم
فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَسْتُرُ الرَّبُّ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، فَيَكُونُ الْعَاثِرُمِنْهُمْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِثْلَ دَاوُدَ، وَبَيْتُ دَاوُدَ مِثْلَ اللهِ، مِثْلَ مَلاَكِ الرَّبِّ أَمَامَهُمْ. (زكريا ١٢: ٨)
“مِنِ اغْتِصَابِ الْمَسَاكِينِ، مِنْ صَرْخَةِ الْبَائِسِينَ، الآنَ أَقُومُ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ فِي وُسْعٍ الَّذِي يُنْفَثُ فِيهِ”. (المزامير ١٢: ٥)
الخلاص من قبضة إبليس
وأضــاف القــس بيشــوى: “وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ السِّحْرَ يَجْمَعُونَ الْكُتُبَ وَيُحَرِّقُونَهَا أَمَامَ الْجَمِيعِ. وَحَسَبُوا أَثْمَانَهَا فَــوَجَدُوهَا خَمْسِينَ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ”(أع١٩: ١٩).
وأكــد أن خطوات الخلاص كما رسمها طقس المعمودية هـي: التوبة والرجـــوع لله بقلب تائب والتعهد بالتنكر للشيطان وشـــره، ففي طقس المعمودية…جحد الشيطان أولا …وابطال سلطان الشيطان عندما ينفخ الكاهن سلطانه في وجه المعمد ثلاث مرات قائلًا: اخرج منه أيها الروح النجس . الجهاد، قائلًا: إن الشيطان ليس له السلطان على إيـذاء أولاد الله المتكلين عليه والسالكين فى وصاياه – مع أنهم ضعفاء وغير كامليــن – لأنهم مباركـــين من الله, ولكن من قـــرر ان يــسلـم نفسه للـشــربإرادته، يناديه الله بالتوبة مــــرارًا وتـكــرارا واخيـــرا قــديتركه الله لـشــره، كما فعل مع يهــوذا الإسخـــريـــوطى تلميذه، الذي حــذره مــرارا وتــكــرارا من خيانته، ولكن يهوذا أصــروســلم سيده، فصدق فيه القول: “وأحب اللعنة فأتته ولم يــسـر بالبركـة فتباعدت عنه، ولبس اللعنة مثل ثــوبه فدخلت كمياه فى حـشاه وكـزيت فى عظامه،لتكـن له كـثــوب يتعطف به، وكمنطقة يتنطق بها دائما(مز 109: 17- 19).
ونــوه إلى معجــزة القديس باسيليوس التى رسـمت طـريـق الخـلاص:
– أن سبب دخــول الشيطان للشاب هو جحده لإيمانه وتعهده بطاعة الشيطان.
– انجــذاب الفتاة للشاب كان بسبب ضعفها الروحي، وليس بقوة الشيطان، وهـذا واضح من غفلتها عن الحياة الروحية لزوجها،إذ لم تلاحظ أنه لم يصلي، ولا رشم ذاته بعلامة الصليب إلا بعد مضي زمانًا طويلاً، وكان قلبها متعلقًا به، وكانت تلح على أبيها،لكي يزوجها الشاب، موضحًا أن الشيطان قــد يعطي من يسأله رغباته الأرضية في مقابل طاعته له بصنع الشرور، ولكنه أخيرًا لا بد أن يهلكه بشره، مــؤكــدا إن هــذا يعلمنا أن نكون حريصين في عـدم الانصياع للشهوات والخطايا، التي يروج لها إبليس.
– لم يكن ممكنًا للشيطان أن يتمكن من هذا الإنسان، لو كان في الإيمان، – حتى وإن كان يُخطئ بسبب ضعفات معينة – (لأنه لم ينكر الإيمان)،أما إقـــراره، وتعهده بطاعة الشيطان، فهذا إنكار، وجحد للإيمان، واعتراف بالشيطان كسيد له،وهــذا بالطبع أمر خطير يعطي للشيطان الشرير أحقية في إهــلاكه.
-لابد أن يريد الإنسان (بإرادة حرة) التخلص من شر الشيطان ليُشفى من ضرباته له. – الصلاة والصوم هما المَخرج الوحيد من أمثال هذه الضيقات، كقول الرب: “فَقَالَ لَهُمْ: هذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ” (مت17: 21).
– ضرورة مشاركة المتألم بالأرواح النجسة في الصلاة، وطلب النجاة مع آباء وخدام الكنيسة، لأن صلوات الكنيسة لا تجدي وحدها، إلا بصلوات وجهاد المتألم (صاحب الشأن) والتي تعبر عن رغبته الحقيقية في الخلاص من الشر. وما يؤيد ذلك ما ذُكر عن الأنبا أنطونيوس: “أنه مرة طلب أخ من الأنبا أنطونيوس: أن يصلي من أجله، فقال الشيخ: “إنني لا أستطيع معاونتك، والله ذاته لا يستطيع ذلك ما لم تبغض،وتنكر نفسك، وتطلب أنت نفسك من الله أن يذكرك”.
– ضرورة الصبر، وعدم التوقف عن الجهاد والتضرع في الصلاة بأصوام، حتى يتحنن الله، ويتم الشفاء في حينه.
– التناول من الأسرار المقدسة هي شركة أبناء الله، الذين جحدوا الشيطان، واعترفوا وأقروا بالإيمان، ولا تعطى للجاحدين، إلا بعد رجوعهم وتوبتهم عن جحودهم.
هل يسلب الشيطان إرادة المتسلط عليهم؟
شاول الملك يبغته الشيطان:”وَذَهَبَ روح الرَّبّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ،وَبَغَتَهُ روح رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ” (1صم ١٦: ١٤).
تجارب محدودة
:”لأَنَّ السَّيِّدَ لاَ يَرْفُضُ إِلَى الأَبَدِ، إِنَّهُ وَلَوْ أَحْزَنَ يَرْحَمُ حَسَبَ كَثْرَةِ مَرَاحِمِهِ. لأَنَّهُ لاَ يُذِلُّ مِنْ قَلْبِهِ، وَلاَ يُحْزِنُ بَنِي الإِنْسَانِ” (مرا ٣: ٣١-٣٣).
وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ، وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ” (لو٧:)
أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ، لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ” (١كو5: ٥).
الإلم يوقظ الإرادة النائمة
“فَقَالَ الرَّبُّ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ” (خر٣: ٧)،إنعدام الإرادة كلية فَقَالَ بُطْرُسُ :«يَاحَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ .
جــديــر بالــذكــر أن المحاضرة جاءت بــرعـايـة نـيافـة الحــبــر الجليل الأنـبـا مــارتـيـروس, أسقـف عـام كــنـائـس شــرق الـسـكــة الحــديــد وإشــراف الأستاذ قـلـدس زكــى,أمين عــام الـتـربـيـة الكنسية.