لا بأس من التعلم من الكنيسة أحياناً.. بقلم ناجح إبراهيم
18.01.2019 08:25
Articles مقالات
ناجح إبراهيم - المصرى اليوم
لا بأس من التعلم من الكنيسة أحياناً.. بقلم ناجح إبراهيم
حجم الخط
ناجح إبراهيم - المصرى اليوم

بقلم ناجح إبراهيم

■ الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها سواء وجدها عند من يتفق معه فى العقيدة أو اللون والجنس أو الوطن أو لا يتفق، فالحكمة هى المظلة التى يمكن أن تقى الإنسانية الشرور وتظلهم بالخير والنماء والتعاون والألفة.

 

■ وأعظم رزق يرزقه الله لعبده حينما يسوقه سوقاً نحو الحكمة تعلماً وتأدباً وتخلقاً ونطقاً وعملاً وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِى خَيْرًا كَثِيرًا.

 

■ لقد حرقت 63 كنيسة بعد فض رابعة بيوم، لم يكن لهذه الكنائس دخل فى كل ما جرى فى اعتصام رابعة سواءً قبل الفض أو بعده، كان ذلك يوماً عصيباً على مصر مثل يوم الفض أيضا وأياماً كثيرة سبقتهما غابت فيها الحكمة والأناة عن أكثر المصريين.

 

■ فلو أن قائد اعتصام رابعة خرج إلى المعتصمين ليلة العيد قائلاً اذهبوا إلى بيوتكم لقضاء العيد مع أسركم وسوف نبلغكم بموعد الاعتصام القادم لحفظ ماء وجهه ووجوههم وحقن الدماء وجنب أبناءه والوطن لحظات عصيبة كان الجميع فى غنى عنها.

 

■ حرق الكنائس بعدها كان يدعو قادة الكنيسة للغضب أو التحدث بمنطق الثأر والانتقام ولكن خطاب البابا تواضروس كان حكيماً فأطفأ نار الانتقام وألغى منطق الثأر، فقد قال: وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن.. لتنتهى الأزمة بذلك، ولتحقق هذه الكلمات له وللكنيسة كل المصالح وتدرأ عنها كل المفاسد، وتخرجها من دوامة وشرور الثأر المتبادل.

 

■ ولو أن مثل هذا الخطاب تردد على منصة رابعة، أو ساد منطق الحسن بن على بعد عزل د. مرسى لكانت الحركة الإسلامية اليوم فى وضع أفضل مما هى عليه بكثير، ولكنها تحدثت بخطاب الحرب والعداوة والمواجهة، وقد خلصت من حياتى أن من أطلق خطاب الحرب والثأر والانتقام أدخل نفسه وأبناءه فى نفق مظلم لن يخرجوا منه أبداً.

 

■ مثل هذه اللحظات الفاصلة فى التاريخ تحتاج من كل مسؤول أن يبيع جاهه حقناً للدماء ودرءًا للمفاسد والشرور وسعياً للصلح، لقد استلهم بعض القسس بعد حرق الكنائس عبارة المسيح أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم، فقالوا: نحن نصلى من أجل الذين حرقوا كنائسنا.

 

■ وكل تعاليم المسيح يوجد ما يماثلها فى القرآن، لأنه أمر بالعدل الذى جاء به موسى والإحسان الذى جاء به عيسى عليهما السلام.

 

■ لقد وردت 19 آية فى القرآن تتحدث فقط عن الصفح والعفو منها فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ وأعلاها فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ وهو الذى لا يعقبه عتاب ولوم.

 

■ ومذهب المسيح هو مذهب هابيل بن آدم الأول الذى مدحه القرآن وأثنى على كلماته لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَى يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِى إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ والعلة ليس الضعف أو الخوف من البشر ولكن إِنِّى أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.

 

■ لقد أطلقت رابعة شعار اللى يرش د. مرسى بالميه نرشه بالدم إنى أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطفاها ولم تقطف رؤوس سوى رؤوس هؤلاء الذين أطلقوا هذه الشعارات، والذين أسرت فكرهم هذه الحشود فغابت حكمتهم من أجل إرضاء هذه الجموع، وهكذا يفشل كل قائد وزعيم يظن أنه آسر للجماهير ولا يعلم أنهم هم الذين أسروه فى منطق النزق والحنجورى والثأر.

 

■ أقيموا منطق العفو والرحمة والصفح والعفو والصفح والعفو والتسامح لتكونوا أول من يستفيد منه، ولتذهب كل كراسى السلطة إلى الجحيم، فصراعاتها السبب دوماً فى معظم الشرور والآثام، فلم تنفع يوماً أهلها ولا خصومهم، بل طحنتهم جميعاً بإحنها.

 

■ لقد صبر البابا على حرق 63، فجددت كل هذه الكنائس أفضل مما كانت عليه، وتم التصريح ببناء قرابة 600 كنيسة أخرى فى سابقة تاريخية مصرية.

 

■ وبنت الدولة كنيسة يوم الميلاد فى العاصمة الجديدة وهى أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط، وتمتعت الكنيسة المصرية بحريات لم تحظ بها من قبل، وذلك بقوة الصبر والحلم والعفو، أما دعاوى الحرب والثأر والانتقام والغضب غير المنضبط فهى قمة الضعف، لا بأس للإسلاميين أن يتعلموا هذا الدرس من الكنيسة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.