تسببت موافقة حركة حماس على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في غزة فى إشعال جبهة خلاف جديد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد أن زعم مسئولو الاحتلال الإسرائيلي بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت على علم بمقترح اتفاق الهدنة الأخير الذي تفاوضت عليه مصر وقطر مع حركة حماس، ولم تطلع إسرائيل عليه قبل قبول حماس للمقترح.
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، تصريحات مسئول أمريكي قوله، إن الدبلوماسيين في الولايات المتحدة تواصلوا مع نظرائهم في إسرائيل وأطلعوهم على المقترح ولم تكن هناك أي مفاجآت بالنسبة للجانب الإسرائيلي.
خيبة أمل وخلاف جديد
وأفاد الموقع الأمريكي بأن قبول حماس للهدنة تسبب في خيبة أمل عميقة وأثار الشكوك بين كبار المسئولين في الاحتلال الإسرائيلي بشأن الدور الأمريكي في محادثات صفقة المحتجزين ويمكن أن تؤثر سلبًا على سير المفاوضات.
وقال مسئول أمريكي: "المفاوضات كانت صعبة للغاية، حيث تتم من خلال وسطاء في مصر وقطر وليس بشكل مباشر مع حركة حماس، وكانت تتضمن الكثير من التفاصيل".
وأضاف الموقع الأمريكي أن الاعتراض الإسرائيلي على المقترح جاء بعد عدة أيام من المحادثات بين مسئولي حماس والوسطاء المصريين والقطريين في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع ويوم الإثنين في الدوحة.
وكان مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز في القاهرة واجتمع مع المسئولين المصريين والوفد القطري، عندما جرت المحادثات وأدلى بآرائه مع المصريين والقطريين فيما يتعلق بالتعديلات على المقترح المصري الذي تم تسليمه لحماس، وفقا لمصادر مطلعة على المحادثات.
وقال ثلاثة مسئولين إسرائيليين إن إعلان حماس يوم الإثنين فاجأ الحكومة الإسرائيلية، وأن إسرائيل لم تتلق نص رد الحركة من الوسطاء إلا بعد مرور ساعة على إصدار حماس بيانها.
وأضاف المسئولون أنه قرأ الإسرائيليون رد حماس، وفوجئوا برؤيته يحتوي على "العديد من العناصر الجديدة" التي لم تكن جزءا من الاقتراح السابق الذي وافقت عليه إسرائيل الذي كان من المفترض تقديمه إلى حماس من قبل الولايات المتحدة ومصر وقطر قبل عشرة أيام.
وقال اثنان من كبار المسئولين الإسرائيليين إنه عندما كان وفد حماس في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، قدم لهم المصريون الاقتراح الذي صاغته مصر وإسرائيل ولكن تم إدخال العديد من التعديلات عليه.
بينما قال مصدر مطلع على المفاوضات، إن الولايات المتحدة دعت الإسرائيليين إلى القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع لكنهم اختاروا عدم إرسال فريق، واعترف أحد المسئولين الإسرائيليين بأن هذا الخطأ هو الذي أدى إلى تقليل ظهور إسرائيل في المحادثات، وعدم إلمامها بكل النقاط التي تم تعديلها في المقترح.
وزعم المسئولون الإسرائيليون بأن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ومسئولين آخرين في إدارة بايدن الذين شاركوا في المفاوضات كانوا على علم بالاقتراح الجديد لكنهم لم يخبروا إسرائيل، وهى المزاعم التي نفتها الإدارة الأمريكية.
وقال المسئولون الإسرائيليون أيضًا إن اللمسات الأخيرة على الاقتراح تم إجراؤها صباح الإثنين في الدوحة بعلم إدارة بايدن.
وقال مصدر مطلع على المكالمة إن بيرنز تحدث صباح الإثنين هاتفيا مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ولكن عندما أصدرت حماس بيانها، تفاجأ الوزير الإسرائيلي أيضا.
وقال مسئولان إسرائيليان إن إسرائيل لديها شكوك بأن إدارة بايدن منحت حماس ضمانات من خلال الوسطاء المصريين والقطريين بشأن مطلبها الرئيسي بأن تؤدي صفقة المحتجزين إلى نهاية الحرب.
وقال مسئول إسرائيلي رفيع المستوى: "نعتقد أن الأمريكيين نقلوا رسالة إلى حماس مفادها أنه لن يكون هناك مشكلة عندما يتعلق الأمر بإنهاء الحرب"، فيما قال المسئول الأمريكي إن الهدف المعلن لإدارة بايدن هو "التأكد من أن وقف إطلاق النار الأولي لمدة ستة أسابيع سيتم تحويله إلى شيء أكثر ديمومة، ويحدد الاتفاق ثلاث مراحل لهذا الغرض وسيكون هدفنا ذلك، لنرى اكتمال المراحل الثلاث مع عودة جميع المحتجزين إلى عائلاتهم".
وقال المسئول إن مسئولى الولايات المتحدة وقطر ومصر يعملون كضامنين لعملية مفاوضات المحتجزين، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لم تقدم أي ضمانات لحماس بشأن إنهاء الحرب.