
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء، ذكرى رحيل البابا كيرلس السادس الـ 50، البطريرك الـ 116 في تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي يعرف بـ «رجل المعجزات»، أو «رجل الصلاة».
وروي الباحث القبطي ماجد كامل أبرز المواقف الوطنية للبابا كيرلس السادس تزامنًا مع ذكرى رحيله.
ـ فترة حبريته مليئة بالأحداث الوطنية
وقال الباحث ماجد كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور "؛ إنه كانت فترة البابا كيرلس السادس مليئة بالأحداث الوطنية الهامة ولعل أكبر حدث نتذكره هو نكسة يونيو 1967 ؛ ولقد وقفت الكنيسة مع الدولة لمواجهة هذه النكسة ؛ ولقد عقد لقاء هام بين البابا كيرلس السادس وشيخ الأزهر في ذلك الوقت وهو الشيخ حسن مأمون صباح يوم الثلاثاء 4 يوليو 1967 تحت عنوان " إنقاذ المقدسات".
ـ البابا كيرلس وعيد الثورة الخامس عشر
وتابع: وفي مناسبة عيد الثورة الخامس عشر ؛ قام قداسته بإلقاء بيان أذيع في الأذاعة المصرية يوم 23 يوليو 1967 ؛ وقال فيه من ضمن ما قال " إننا في هذا اليوم نصلي من أجل خير بلادنا وسلامتها ؛ فإننا بقدرما نثبت ونصمد غير متزعزين من قضيتنا ؛ غير متهاونين في مبادئنا ؛ بقدر ما نحقق لجيلنا من خير ؛ وللأجيال التالية من تراث مجيد يعزهم ويرفع رؤوسهم ؛ إننا لا نفشل ؛ولكن بصبرنا وإصرارنا علي الحق والعدل يمكن أن نغير وجه التاريخ ؛ونجبر العالم كله أن يحترم إرادتنا ووجودنا ؛ ويردنا إلي القيم الإنسانية الخالدة.
وواصل كامل: ولقد ترأس قداسته مؤتمرا شعبيا ضخما بمناسبة صدور بيان 30 مارس عام 1968 ؛ عقد بكنيسة المعلقة بمصر القديمة يوم 30 أبريل 1968 ؛ وحضره مع قداسة البابا كيرلس كل من نيافة الحبر الجليل الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية ؛ ونيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي.
ـ رجل المعجزات والاعتداءت الصهيونية
مضيفا: عندما وقعت نكسة يونية 1967 ؛ ومنذ بداية الاعتداءات الصهيونية المتكررة ؛ لم يقف قداسته ولا الكنيسة كلها مكتوفة الأيدي ؛ فلقد أوفد نيافة الأنبا صموئيل في شهر يولية 1967 مندوب خاص عن قداسته إلي الدول الغربية لشرح الموقف علي حقيقته ؛ فزار نيافته مقر مجلس الكنائس العالمي في جنيف ؛ ومنه تنقل بين مختلف العواصم الأوربية والولايات المتحدة لتصحيح المفاهيم المشوهة التي شوهتها الدعاية الصهيونية ونتج عن هذه الجهود أن سارعت الكنائس العالمية إلي تقديم معونتها لعائلات منكوبي الحرب واللاجئين.
ـ البطريرك الـ 116 والاعتداء الصهيوني
وتابع: وعندما قامت اسرائيل بالعدوان الغاشم علي مصنع أبو زعبل في يوم 12 فبراير 1970 نتج عنها استشهاد 88 شهيدا من عمال المصنع و150 مصابا ؛ قام قداسته باصدار بيان استنكار رسمي في يوم 18 فبراير 1970، مستكملا: وعندما وقع الاعتداء الاسرائيلي الغاشم علي مدرسة بحر البقر ؛ وجه قداسته رسالة تعزية الي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتاريخ 9 أبريل 1970.
ـ العطاء التعليمي والثقافي لرجل المعجزات
أما عن العطاء التعليمي والثقافي للبطريرك القديس البابا كيرلس السادس فقال ماجد كامل انه يعتقد الكثيرون أن البابا كيرلس السادس كان رجل صلاة وقداسات ومعجزات فقط ؛ ولم يكن له أي اهتمام بالتعليم والثقافة لكن مع القراءة المتأنية لسير وكتابات بعض علماء الكنيسة القبطية ؛ نجد أن الراجل لم يكن هكذا تماما ؛ ولكن كان له اهتمام أيضا بالتعليم – خصوصا اللاهوتي والتاريخي والأثري منه – كما كان يقرب إليه رجال العلم وأهل التخصص.
ـ رهبنته في دير البراموس
وتابع: فخلال فترة رهبنته بدير البراموس ؛ تتلمذ علي يد أعلم علماء عصره في الطقوس والآثار. إلا وهو القمص عبد المسيح المسعودي البراموسي الصغير ( 1848 - 1935 )، مضيفا: خلال فترة رهبنة القمص مينا البراموسي في الدير ؛ وأثناء فترة الوحدة في مغارة في الجبل ؛ أهتم الدكتور حسن فؤاد مدير الآثار الآثار العربية ؛ برفقة باحث أمريكي يعمل عميدا للكلية لاهوتية في نيويورك ؛ بزيارته في مغارته بالجبل ؛ وحدثهم الراهب القس مينا عن تاريخ الرهبنة وعن سيرة آباء البرية ؛ كما قرأ لهم مقتطفات من بعض العظات النسكية ) ولقد أنبهر العالم الأمريكي بعمق ثقافة ومعلومات الراهب الناسك المتوحد ؛ حتي أنه قال أنه أستفاد من هذا الراهب أكثر من بكثير مما قرأ من الكتب والمراجع القيمة عن الرهبنة القبطية. ولقد شكره الدكتور حسن فؤاد وعانقه قائلا " يا أبي ؛ لقد توجت الرهبان بالفخر وكرمت المصريين ؛ آمل أن أتمكن يوما ما من إظهار احترامي وتقديري بطريقة عملية وسيأتي ذلك اليوم في النهاية ".
ـ إصدار مجلة ميناء الخلاص
وتابع: وأثناء فترة رهبنة القمص مينا المتوحد بمصر القديمة أهتم بإصدار مجلة بعنوان " ميناء الخلاص " وكان يكتبها بخط يده ؛ وكان عدد النسخ لا يقل عن خمسن نسخة مكونة من أثني عشر صفحة ؛ وكانت تصدر شهريا لعدة سنوات ثم جاءت فترة رسامته بطريركا في 9 مايو 1959 بأسم " البابا كيرلس السادس " وكانت باكورة قراراته هي ضرورة الإستعانة بالرهبان الجامعيين المثقفين في العمل بسكرتارية قداسته ؛ وبالفعل أستعان قداسته بعدد كبير منهم.