على مدار الـ24 ساعة الماضية، توالت تحركات القيادة السياسية لتأكيد عمق الروابط العربية بين مصر وأشقائها العرب على شتى الأصعدة، فضلا عن تأكيد حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي ودعمه للأشقاء العرب في مختلف الظروف، إذ شهدت الساعات الماضية تحركا مصريا لدعم الشعب السوداني بعد تداعيات أزمة السيول، أعقبه صباح اليوم استقبال الرئيس لنظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، لبحث آخر مستجدات القضية الفلسطينية، كما تسلم السيسي رسالة من نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون تتضمن دعوة لحضور القمة العربية المرتقبة بالجزائر.

التحركات المصرية تجاه الأشقاء العرب

وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، قرارا بتسيير جسر بري إلى السودان يشمل مواد غذائية وأدوية متنوعة، فضلا عن تقديم دعم طبي وإنساني بإجمالي 90 شاحنة نقل، للأشقاء في جمهورية السودان، في ظل تداعيات أزمة السيول التي اجتاحت عددا من المناطق هناك.

مصر والقضية الفلسطينية

وفي إطار تأكيد الموقف المصري الثابت من دعم القضية الفلسطينية، استقبل الرئيس السيسي، اليوم، نظيره الفلسطيني محمود عباس، وتباحث الرئيسان بشأن آخر مستجدات القضية الفلسطينية، كما تبادلا وجهات نظر البلدين حول مختلف القضايا في المنطقة، كما تم بحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتطويرها في شتى المجالات.

وأكد «السيسي»، خلال اللقاء استمرار مصر في تقديم كل سبل الدعم الممكن للقضية الفلسطينية، بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفق الثوابت القائمة على مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومشدداً على أهمية تكاتف كافة الجهود خلال المرحلة الحالية من أجل دعم الموقف الفلسطيني والحفاظ على التهدئة.

«السيسي» يتسلم دعوة للمشاركة في القمة العربية بالجزائر

 وعلى صعيد آخر، تسلم الرئيس السيسي، اليوم، رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، حيث استقبل السيسي وزير خارجية الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، رمطان لعمامرة، وشهد اللقاء السفير سامح شكري، وزير الخارجية، وحميد شبيرة، سفير الجزائر بالقاهرة.

وأشار بيان صادر عن الرئاسة إلى أن رسالة «تبون» تضمنت دعوة الرئيس السيسي للمشاركة في القمة العربية المقبلة بالجزائر مطلع شهر نوفمبر 2022، فضلا عن التأكيد على حرص الجزائر على تعزيز أطر التعاون المشترك على شتى الأصعدة.

فريدة الشوباشي: مصر تسترجع دورها

وعلقت النائبة فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، على هذه التحركات، قائلة، إن مصر تعود كما كانت قائدة في الوطن العربي كله، ونموذج للشقيقة الكبرى التي كان الوطن العربي دائما يثق في أنها الحامية وأنها الملاذ، مشيرة إلى أن هذا الدور يعود حاليا بعد أن فقدناه خلال السنوات التي سبقت ثورة 30 يونيو 2013.

وأضافت «الشوباشي» لـ«الوطن»، أن مصر تسترجع هذا الدور بفضل فكر وقيادة الرئيس السيسي، قائلة «هو هدية الله لمصر فعلا، لأنه يعلم أهمية مصر بالنسبة للأشقاء العرب، ويعلم أيضا أهمية مصر بالنسبة للعالم».

وعن استقبال الرئيس السيسي لنظيره الفلسطيني، قالت «الشوباشي»، إن القضية الفلسطينية ليست متعلقة بفلسطين وحدها، وإنما بالوطن العربي كله، ومصر مدركة لخطورة هذا الأمر، ويتعامل معه الرئيس السيسي بمنتهى الحكمة والذكاء والوطنية، ويحرص دائما على التأكيد على أن فلسطين هي قضية العرب الأولى.

ونوهت «الشوباشي» بأن دعم مصر للسودان في أزمة السيول هو تحرك طبيعي باتجاه بلد شقيق، وهو الدور المنتظر والمتوقع من مصر التي نعرفها، والتي دائما بمثابة «ظهر» لأي بلد عربي شقيق.

وأكدت عضو مجلس النواب، أهمية القمة العربية المقرر انعقادها في الجزائر، قائلة إن العالم كله في حالة اضطراب بسبب العديد من العوامل من بينها تداعيات تفشي فيروس كورونا، وآثار الحرب الأوكرانية الروسية، وتغير المناخ، لذا نحن في أشد الحاجة إلى توحيد الجهود العربية، وكما قال الرئيس «قوتنا في وحدتنا»، لذا فإن القمة العربية حدث مهم على كل الأصعدة.