ليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السماوات".. الآية السابقة التي جاءت على لسان السيد المسيح، وذُكرت في الكتاب المقدس، توحي بأنه ليس كل من يخدم أو يدعي أنه كاهن أو قس، يستطيع أن يدخل ملكوت السماوات.
وإن كان هناك خدام كذبة، كما نفهم من الآية، كذلك ليس كل من توضع في خانة الديانة بالبطاقة كلمة مسيحي، بالطبيعي يكون مسيحيا، خاصة وإن كان للإنسان المسيحي تعريفا آخر، بحسب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
البابا تواضروس تساءل هل كل من تعمد بالماء، أو تناول من المائدة، أو كتب في بطاقته مسيحى، هو بالفعل إنسان مسيحي؟ وتساءل البطريرك أيضا من هو الإنسان المسيحي؟
وقدم البابا تعريفا للإنسان المسيحي، مختصرا في ثلاثة عبارات، أولها أن الإنسان المسيحي هو الذي يأخذ المسيح معه في كل يوم، بمعنى أن ينحصر فكره في المسيح وكلامه يشعر به أنه أمام المسيح، وقلبه ينبض حبًا في المسيح طول اليوم وكل يوم.
وقال البطريرك: "كنيستنا يتعلمنا حاجة جميلة، أولها أن الإنسان يستطيع الحديث مع المسيح كل يوم من خلال الإنجيل، يعنى وانت بتقرأ الإنجيل كل يوم بتاخد المسيح معك وبتتقابلوا كل يوم، وكل مره تفتح الإنجيل كأنك تتقابل مع المسيح مباشرة ولو شخص أهمل الإنجيل معناه أن بيترك المسيح يبعد عنه".
وأوضح أن الإنسان من لحظة المعمودية، صار مسيحيا، وملك للمسيح، مشيرا إلى أن الإنسان المسيحى هو الذي يأخذ المسيح معه كل يوم حتى عندما ينام يصلي قبلها.
وأضاف البابا تواضروس أن الإنسان المسيحى هو الذي يطرد الخطية من قلبه كل يوم، مستندا على قول الكتاب المقدس "الْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ"، مشيرا إلى أن الخطية هدفها إبعاد الإنسان عن الله، قائلا: "الإنسان المسيحي هو الذي يطرد الخطية من قلبه أن كان بالفعل أو بالقول"، وأكد أن المسيحي لا يسمح للخطية أن تدخل عينيه أو أذنه، بهدف العيش في النقاوة.
ووضع البطريرك تعريفا ثالثًا للإنسان المسيحي، وهو الذي يشتاق للسماء يوميا، وقال: "نحن عايشين على الأرض وربنا أعطانا أن نعرفه ونتعلم ونلد ونعيش ونعمل ولدينا هوايات كل هذا جميل، نعمله بفرح"، ولكن تذكر دائمًا أن تكون مشتاق للسماء"، موجها حديثه للأقباط: "خلى رجلك على الأرض وعينيك على السماء والإنسان غير المسيحي أهدافه أرضية عايز يوصل عايز يحقق لكن الإنسان المسيحي يعمل كل حاجه ولكن أمامه السماء، حسب الآية المذكورة في الإنجيل (رؤ 2 : 10) كن أمينًا إلى الموت، فسأعطيك إكليل الحياة".