
أثار اغتيال إسرائيل عدد من الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة عاصفة غضب وتنديد دولي، وقالت مؤسسات دولية إن إسرائيل تحاول إسكات الأصوات، وطمس جريمة الإبادة في غزة، باغتيالها للصحفيين، مشددة على أن استهداف الصحفيين يعد "جريمة حرب" ويثبت أن الجرائم في غزة تفوق التصور.
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة للصحفيين مقابل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء بينهم مراسلي قناة الجزيرة أنس الشريف، ومحمد قريقع.
وإلى جانب مراسلي قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، استشهد الصحفي إبراهيم ظاهر، ومصورين اثنين، هما مؤمن عليوة ومحمد نوفل.
ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 237 صحفيا منذ بداية الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
كما أفادت منظمة مراسلون بلا حدود، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكرر في الهجوم المتعمد على خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة ما وصفته بأنه عملية معروفة ومثبتة خصوصا ضد صحفيي الجزيرة.
وقالت إن المجتمع الدولي بقيادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاهل تحذيرات من قرب هذا الهجوم، منددة بذلك.
وطالبت المنظمة العالم باتخاذ إجراءات حازمة لوقف ما سمته عمليات الإعدام الإسرائيلية للصحفيين، داعية إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة.
دفن شهود الحقيقة
وفي السياق، أدانت نقابة الصحفيين المصريين ما وصفتها بالجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي باغتيال 6 زملاء في غزة.
وقالت النقابة في بيان: ننعى الضمير العالمي الذي يجري دفنه يوما بعد يوم مع شهود الحقيقة وشهداء الإبادة الجماعية والتجويع في غزة.
وقالت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، إن استشهاد صحفيي الجزيرة في قطاع غزة في استهداف مباشر، يعد تصرفا إسرائيليا همجيا، مضيفة أن إسرائيل تستهدف الصحفيين لمنع العالم من رؤية جرائم الإبادة التي ترتكبها.
كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية "جريمة الحرب الوحشية المتمثلة في الهجوم على الصحفيين بغزة"، قائلة إن الهجوم على الصحفيين محرم في أي حال، واستهدافهم جريمة حرب.
وشدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على أن الاستهداف المتعمد للصحفيين لا يحجب الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وأضاف أن الاستهداف يثبت أن الجرائم في غزة تفوق التصور، وسط عجز دولي عن وقف المأساة.
أخطر مكان للصحفيين في العالم
وقال وزير خارجية النرويج، إسبن بارث إيدي، إن قتل صحفيي الجزيرة في غزة مثير للغضب وغير مقبول على الإطلاق، وأن قتل أكثر من 200 صحفي وإعلامي في غزة يجعلها أخطر مكان للصحفيين في العالم.
وأضاف أن الصحفيين يؤدون دورا حاسما في جمع المعلومات وتبادلها أثناء النزاعات المسلحة وتجب حمايتهم.
كما قالت المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحفيين، إن إسرائيل دأبت على وصف الصحفيين بالإرهابيين دون تقديم أدلة موثوقة، لافتة إلى أن نهج إسرائيل تجاه الصحفيين يثير أسئلة عن نيتها واحترامها لحرية الصحافة، وأن الصحفيين مدنيين ويجب عدم استهدافهم.
ونوهت مفوضة الشؤون الإنسانية بالاتحاد الأوروبي، بأن استشهاد صحفيي الجزيرة في قطاع غزة ومن بينهم أنس الشريف انتهاك لحرية الصحافة، داعية إلى حماية الصحفيين في غزة.
وأعرب رئيس نادي الصحافة الأمريكي عن حزنه إزاء التقارير الواردة عن استشهاد أنس الشريف في غزة، داعيا إلى تحقيق شامل وشفاف في ملابسات الواقعة.