أكد عدد من القادة السودانيين، أن توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل فى مصلحة الشعب السودانى، ويعد خطوة لعودة البلاد إلى الخارطة الدولية، مشددين على ضرورة إنهاء العداء مع كل الدول حتى يتقبل المجتمع الدولي الخرطوم.
وقال رئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان، إن العلاقات مع إسرائيل "لمصلحة السودان"، معتبرا أنها "واحدة من محفزات عودة البلاد إلى الخارطة الدولية".
الهدف الأول السودان ومصلحته
وأضاف البرهان في لقاء تلفزيوني، أن الهدف الأول من قرار السلام مع إسرائيل هو "السودان ومصلحته"، قائلا: "نسعى إلى أن يبحث السودان عن مصالحه، لدينا مصالح مشتركة وحقيقية ضائعة نبحث عنها، وضعنا أمامنا هدفا واحدا وهو السودان.. السودان أولا، وهذا ما تعلمنا من الثورة".
وتابع: "نظرنا لقضية التصالح مع إسرائيل من منحى آخر، هو أنه حدث لدينا تغيير، ويجب أن يشمل كل مناحي الدولة السودانية.. تغيير في التفكير، وفي التعامل مع الآخرين وتعاوننا مع العالم".
وأشار البرهان، إلى أن "واحدة من العقبات التي كانت تقف حاجزا أمام رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، هو التمييز الديني والتمييز الذي كان يمارس على كل المستويات في الدولة، وواحدة منها هو أنه كانت لدينا عداءات مع بعض الدول لديانة أو لعرق" وفقا لقناة سكاى نيوز عربية.
وأكمل: "بقناعاتنا استطعنا أن نغير نظرة العالم للسودان، فلا بد من أن ننهي عداءاتنا مع كل الدول حتى يتقبلنا المجتمع الدولي"، مضيفا: "كل السبل التي سلكناها كانت تهدف لرفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني، ولنحقق لهم ما تمنوه من تغيير. أردنا أن يكون هناك تغيير حقيقي في كل شيء، يشمل السياسات والأنظمة الداخلية وأنظمة العمل".
واعتبر رئيس المجلس السيادي، أن السلام مع إسرائيل "يبعد عن السودان شبهة التمييز الديني والعنصري، ويحفز الجانب الآخر لأن يتعامل مع السودان كدولة سوية، لتعود الحقوق والمكتسبات ويصبح السودان عضوا فاعلا في المجتمع الدولي".وشدد البرهان على أنه تشاور مع معظم القوى السياسية والمجتمعية في كل خطوة كان يقوم بها، مضيفا: "لم أجد شخصا يرفض هذا الأمر.. 90% من القوى السياسية والمدنية التي تشاورت معها، لم يكن هناك رفض لديها، كان هناك صوتا واحدا يقول إنه طالما هناك مصلحة في الأمر وخدمة للسودان، فلا ضير في أن نمضي فيه".وتابع: "تشاورت مع قادة القوى السياسية، وتوصلنا إلى أنه كل اتفاق يُوقع يجب أن يعرض على الجهاز التشريعي، وهذا معلوم للجميع، فكل الاتفاقيات الدولية لن تكون نافذة ما لم تصادق عليها المجالس التشريعية".وأكد البرهان أن "الآراء الشخصية لا حجر عليها والمبادئ التي تؤمن بها الأحزاب وقادتها لا حجر عليها، فكل شخص يستطيع أن يعبر عن رأيه، لكن الفيصل هو المجلس التشريعي"، لافتا إلى أنه عندما تأتي حكومة وبرلمان منتخب، "ستكون له الحرية في أن يعيد كل ما تم إنجازه في الفترة الانتقالية، بحسب ما يتطلبه الموقف حينها".التطبيع الكامل مع إسرائيل هدف أساسيأوضح نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الإثنين، أن بلاده تتطلع لإقامة علاقات مع كل دول العالم بما فيها إسرائيل، معتبرا أنه آن الأوان للشعب السوداني الذي عاش عزلة لثلاثين عاما، أن يتطلع إلى مصالحه، ومضيفا أن "العلاقة مع إسرائيل ستستمر حتى التطبيع".وقال: "جاملنا كثيرا باسم السودان، وآن الأوان للانفتاح على كل العالم في علاقات مبنية على السلام والتنمية"، مؤكدا أن العزلة التي فُرضت على بلاده كانت بسبب قضايا أيديولوجية لا علاقة للشعب السوداني بها.وأضاف أن السودان ليس جارا لإسرائيل ولا تجمعهما حدود، وتساءل: "ما مشكلتنا مع إسرائيل، لسنا أول دولة تطبع.. الفلسطينيون طبعوا ولديهم علاقة معها"، مشددا على وقوف بلاده مع القضية الفلسطينية.
وتوقع حميدتى في مداخلة هاتفية مع قناة "مكان" الإخبارية، تمرير الهيئة التشريعية ومصادقتها على الاتفاق مع إسرائيل بأغلبية، لأنه فيه مصلحة للبلاد.وعدّد الفوائد المرجوة للسودان من إقامة علاقات مع اسرائيل، أولها فك العزلة، فضلا عن تطلعهم للتعاون في كل المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، خاصة الاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية في الزراعة التي يحتاجها السودان بشدة.ونفى دقلو، وجود علاقة بين شطب السودان من قائمة الإرهاب والاتفاق مع إسرائيل، مضيفا أن الإعلانين تزامنا فقط، موضحا أن السودان أوفى بكافة التزاماته للولايات المتحدة فيما يخص قائمة الإرهاب. وتطرق إلى دور الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترمب في ملف العلاقة مع إسرائيل، معربا عن شكره للإدارة الأمريكية.ليس هناك ثوابت للأمة السودانيةذكرت وزارة العدل السودانية، في بيان، أنه لا يوجد شيء يسمى "ثوابت الأمة السودانية"، وأن الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية في البلاد، لم تحظر إقامة علاقة مع إسرائيل، في ظل تفويض الحكومة، بموجب الوثيقة، بوضع وإدارة السياسة الخارجية السودان "بموجب المصلحة وبتوازن واستقلالية".وقال وزير العدل نصر الدين عبد الباري، أن الحكومة تملك الصلاحية السياسية على اتخاذ القرارات الكبرى، من خلال ما تجده من تأييد شعبي، لافتا إلى أن "السياسة الخارجية تبنى على أساس المصالح فقط، ولا ينبغي أن تحددها قناعات أيدلوجية حزبية"، وفقا لقناة "العربية".
وأضاف وزير العدل، أن قرار التطبيع مع إسرائيل، سوف يعود على السودانيين بمنافع كثيرة في المدى القريب والبعيد، وتم الاتفاق عليها، نافيا أن تتسبب إقامة علاقات بين الخرطوم وتل أبيب بالضرر أو الأذى لأي دولة أخرى.وكانت الخرطوم أعلنت يوم الجمعة الماضي "إنهاء حالة العداء بينها وبين إسرائيل"، وفق ما جاء في بيان ثلاثي صادر عن السودان والولايات المتحدة وإسرائيل نقله التلفزيون الرسمي السوداني، وأثار جدلا في البلاد، بعد أن عارضته بعض القوى السياسية.