كنت أظن حتى وقت قريب، أن رواد مواقع الشبكة العنكبوتية الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا، معبرين بصدق عما يدور في المجتمع وفئاته وقواه بشكل عملي أو قريب من الدقة أو علي الأقل معبرا عن فصيل أو فئة معينة من المجتمع، حتي جاءت واقعة "الأنبا يؤانس" أسقف أسيوط، والتي خلفها فيديو لأسقف أسيوط، أثناء "دورة" السيدة العذراء بدير درنكة، حيث ظهر خلالها يعتدي بيده على أحد المصلين أثناء اقترابه منه لتقبيل يده.
فى مثل هذا التوقيت من كل عام، تتجدد حملات هجوم غير مبررة على الأنبا يؤانس والتي لا أعرف سببها، ولكنني كمتابع للأحداث أجد أن ذروة الهجوم على أسقف أسيوط يأتي بالتزامن مع احتفالات صوم السيدة العذراء، والتي تظهر قليلا ثم تضمحل، وفى كل مرة وفى كل مرة كان قميص عثمان المرفوع.
إن الجدل المثار حول واقعة "ضرب الأنبا يؤانس لأحد المصلين" يكشف عن غياب كامل لسياق الحقائق الواضحة، والمعلومات الثابتة، والوقائع التى لا مجال لإنكارها، وتتمادى فى تجاهل الحقائق وتتمسك بأوهامها وأباطيلها ما دام ذلك يرضى غرورا ويشعل عداوة ويشفى غليلا.
لقد تعرض الأنبا يؤانس لحادث مرورى بشع تسبب في إصابته وذلك فى أثناء قدومه من أسيوط إلى القاهرة، متجها إلى كنيسة العذراء بأرض الجولف للمشاركة فى تسبحة كيهك، ورفض أن يستمع لنصائح الأطباء بالراحة التامة لكي يحافظ على ما أؤتمن عليه في رعاية شعبه، والمسئولية الملقاة على عاتقه، ويؤمن برسالته ودوره في خدمة المجتمع والكنيسة.
وأتذكر أثناء لقائي الأخير بالأنبا يؤانس العام المنصرم وجدته لا يستطيع الحركة بشكل كبير فطلبت منه الراحة حتي يكتمل شفائه، لكن غيرته على خلاص أبنائه، فهو يبكى لأجل الخاطئ، ويحزن معه، ويصوم معه، ويداوم على المطانيات لأجله، دفعته ناحية اتجاة توسيع رقعت خدمته التي جاءت علي حساب صحته.
وفي حركة عفوية لاإرادية مفاجئة اختراق أحد رواد دير درنكة موكب الدورة، وحاول شد يد الأنبا يؤانس بقوة وجذبه إليه فى محاولة لنيل البركة، وفي رد فعل عفوي ذاتي تلقائي غير مقصود حاول الأسقف الدفاع عن نفسه حتي لايقع جراء الهجوم المباغت عليه أي أنها ليست نتاجًا عن نشاطًا تثقيفيًا ممنهجًا.
وفى حمى الاعتراضات والاحتجاجات والرفض، نسى أو تناسى الكثيرون، ومنهم أسماء معروفة فى الوسط القبطي أن من يلقى بتهمة عليه أن يثبتها بالدليل، لا بالأقوال المرسلة والنقل غير المدقق ولمجرد كراهية أو مشاعر سلبية تجاه الكنيسة ومن يمثلها.
ولقد جاء إعتذار الأنبا يؤانس ليثلج صدورنا، وينير عقولنا وضمائرنا التي غفت اغفاءة طويلة، فالإعتذار من شيم الكبار ، وخلق من أخلاق الأقوياء، وعلامة من علامات الثقة بالنفس.
كما أن الإعتراف بالخطأ والإعتذار عنه فعل نبيل وسلوك راقي، ودليل على التواضع والغنى الفكري والسمو العقلي.
لقد نسي رواد الفيس بوك عشرات العقبات والمشاكل التي تحيط بنا، وأن هناك من يتربص بالكنيسة ويريد بها الشر والخراب.
وأرجو من أخوتى وأساتذتى التحقق من الإتهامات الموجهة لأبانا قبل الهجوم عليهم بدون وجه حق، فهذا يقلل من احترامنا وتقديرنا لهم وقيمتهم الكبيرة لدينا.