احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أمس بأحد أهم وأكبر المناسبات الدينية في المسيحية، وهو احتفال خميس العهد، وهو اليوم الذي أسس فيه المسيح طقس الإفخارستيا أو التناول، وهو المرحلة الختامية في كل القداسات الإلهية، في كل مكان في العالم.
المرتل ابراهيم منصور، قال في تصريح خاص لـ"الدستور"، إن الكنيسة تُرتل خلال يوم خميس العهد أطول ألحانها على الإطلاق، وهو لحن أفتشينون، موضحًا أن اللحن له نفس النوت الموسيقية للحن بيك اثرونوس الخاص بيوم الجمعة العظيمة، ولا خلاف بينهما إلا في الكلمات.
أضاف منصور: “كلمات كل من اللحنين مقتبسة من المزامير التي كتبها نبي الله داوود ثاني ملوك مملكة إسرائيل في العهد القديم، والتي تحمل في طياتها تنبؤات عن ألالام المسيح وصلبه”.
كان كتب البابا الراحل شنودة الثالث، بابا الأقباط الأرثوذكس رقم 117، في كتاب تأملات في يوم خميس العهد: “إن التأمل في الألأم يرفع النفس إلى فوق، يرفعها فوق مستوى المادة والعالم، ويدخلها فيما هو أرقى من الأرضيات، ولذلك فإن الإنسان في حالة الألم، تكون نفسه أقوى، وروحياته أعمق، وكثيرًا ما نرى الإنسان في ألمه متجردًا من حب العالم”.
أضاف: “في حالة البهجة ربما يشعر الإنسان المسرور أن العالم معه، أما في حالة الألم فيكون العالم خلفه، وقد اختفت محبة العالم من قلبه، لذلك سهل على المريض أن يقترب إلى الله، المريض المتألم يقبل الحديث عن الله، ويحب أن يصلي، ويطلب أن يصلي الناس من أجله. وكلمة (الله) تتردد كثيرًا على فمه، أكثر مما في حالة صحته، ونفس الوضع بالنسبة إلى الإنسان الحزين، الذي هو في ضيقة أو إشكال، أو الذي توفى له أحد أحبائه، في مثل هذا الحزن، تجد القلب بعيدًا عن شهوات العالم، بعيدا عن التعلق بالمادة، وزاهدًا في شهوة الجسد، وربما لفائدة الألم روحيًّا، سمح الله به، سمح به لأنه نافع للروح، إذا سلك فيه الإنسان بحكمة”.
الجدير بالذكر أن الأقباط غدا سيحتفلون بأكبر وأهم يوم في طقسهم الكنسي وهو يوم الجمعة العظيمة، والذين يتذكرون فيه صلب المسيح، وهو ما يسبق احتفالات الكنيسة بعيد القيامة المجيد بيومين فقط، إذ يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد يوم السبت المُقبل، بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكُبرى بالعباسية.