
شهدت سوريا خلال الأيام والساعات الماضية تصعيدًا عسكريًا خطيرًا من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي، أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، واستهدف عدة مواقع مدنية وعسكرية في محافظات مختلفة، ما اعتبرته دمشق "عدوانًا سافرًا وانتهاكًا واضحًا لسيادتها واستقرارها".
وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، أسفرت الغارات الإسرائيلية على محيط قرية شطحة بريف حماة الشمالي الغربي عن إصابة أربعة مدنيين، فيما استُشهد أربعة آخرون في قرية كناكر غرب السويداء.
كما طالت الاعتداءات محيط مدينة حرستا بريف دمشق، ومدينة إزرع، وبلدة موثبين في ريف درعا، إضافة إلى استهداف محيط القصر الرئاسي في دمشق ليلة الخميس، ما يعد تطورًا خطيرًا في سلسلة الهجمات المتواصلة على الأراضي السورية.
دمشق: "محاولات خبيثة لتفتيت البلاد وتحقيق الحلم التوسعي الإسرائيلي"
ورأت السلطات السورية أن هذا التصعيد يأتي في سياق "لعبة خبيثة" اعتادت إسرائيل ممارستها عبر التدخل المباشر وتأجيج النزاعات الطائفية والانفصالية، في محاولة لضرب وحدة سوريا وزعزعة استقرارها خدمةً لمخططاتها التوسعية، بحسب الوكالة الرسمية.
وأكدت التقارير الرسمية أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ترتبط مباشرة بما يعرف بـ"خطة أوديد إينون" التي نُشرت عام 1982، والتي ترتكز على تفتيت الدول العربية إلى كيانات ضعيفة متناحرة، بما يسهل فرض السيطرة الإسرائيلية الإقليمية ويحول دون قيام أي تكتل عربي قادر على ردع الاحتلال.
استنكار رسمي وشعبي واسع وتحذيرات من الفتنة
وفي مواجهة هذه السياسات، صدرت تصريحات رسمية سورية ترفض بشكل قاطع التدخلات الإسرائيلية، ومن بينها تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي طالب بنزع سلاح سوريا ومنع انتشار الجيش السوري في الجنوب، تحت ذريعة حماية الأقليات، في تدخل وصفته دمشق بـ"الوقح والمرفوض".
وجاء رد مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز واضحًا، عبر بيان صدر في 29 ابريل، أكدت فيه وقوفها إلى جانب الدولة السورية، ورفضها التام لمحاولات بث الفتنة أو استخدام أبناء الطائفة كذريعة لتدخلات خارجية.
كما شارك وزيرا خارجية وحرب الاحتلال، يسرائيل كاتس وجدعون ساعر، في حملة التصريحات التحريضية، بمحاولة استغلال الملف الكردي في سوريا، لكن هذا المسعى قوبل برفض شعبي واسع، حيث أعلنت غالبية مكونات الشعب السوري تمسكها بوحدة أراضيها ورفضها القاطع لأي تدخل خارجي.
وقفات احتجاجية في طرطوس: الشعب يرفض العدوان والتدخل الأجنبي
وفي مدينة طرطوس، نظم أهالي المدينة وقفة احتجاجية تنديدًا بالاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، رافعين الأعلام السورية ولافتات تستنكر العدوان وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك الحازم لوقف هذه الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي