يُحيى الأقباط، في الجمعة، ذكرى صلب السيد المسيح، المعروفة باسم الجمعة العظيمة أو الحزينة، التي يقضون فيها 12 ساعة في صلوات متصلة في الكنيسة، من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً، دون أي توقف.
ويرتدى الشمامسة، في اليوم المعروف أيضًا باسم جمعة الآلام وجمعة الصلبوت، أزياء الحداد، ويرددون الألحان الحزينة، التي لها أصول مصرية قديمة، وبعد الصلوات يعودون إلى منازلهم للراحة، وبعضهم يصوم عن الطعام طوال اليوم إلى نهاية صلوات ليلة العيد.
الجمعة العظيمة أهم يوم في المسيحية
ومن جانبه قال مرقس ميلاد الباحث الكنسي في تصريحات خاصة لـ "الدستور" إنه مع اقتراب نهاية أسبوع الالام والذى بدأ بعيد دخول السيد المسيح أورشليم، يأتي أعظم وأهم يوم في المسيحية وهو يوم الجمعة العظيمة أو الجمعة الكبيرة وهى التي شهدت موت السيد المسيح على الصليب مصلوبًا بين لصين واحد عن يمينه واخر عن يساره لكى يتمم عملية الفداء وخلاص الانسان من الخطية الاصلية حسب مفهوم المسيحية.
طبيعة الاحتفال في الجمعة العظيمة
وتابع: أما عن الاحتفال بذلك اليوم فتبدأ الكنيسة صلواتها في الصباح الباكر بصلوات البصخة المقدسة وفى تلك الصلوات التي تقسم إلى ستة صلوات وهى ( باكر- الثالثة – السادسة – التاسعة – الحادية عشر – الثانية عشر ) تتبع الكنيسة خطوة بخطوة مع السيد المسيح من محاكمة أمام المجمع اليهودى ثم المحاكمة أمام بيلاطس وهيرودس ثم الحكم عليه بالصلب والجلد وتنفيذ حكم الصلب ثم موت المسيح ودفنه.
وأضاف أما عن الصلاة نفسها فتكون عبارة عن قراءة بعض النبوات من أسفار العهد القديم ثم تسبحة قصيرة وقراءة فصل من الانجيل موافق للحدث ويشرحه ثم طلبة ختامية ويتخلل تلك الصلوات بعض الالحان الطويلة والتي تتراوح ما بين عشر دقائق إلى نصف ساعة وتتميز تلك الالحان بالنغمة الحزينة الخشوعية المناسبة للحدث.
لحن الابن الوحيد وغولغوثا
وتابع ومن أشهر تلك الالحان هو لحن أيها الابن الوحيد ولحن غولغوثا اللذين يقالا مرة واحدة في العام اثناء يوم الجمعة العظيمة وقد ظهرت بعض الدراسات التي تقول أن أصول تلك الالحان هو فرعونى فمثلا لحن غولغوثا هو لحن اشبه بالمارشات العسكرية أثناء الجنازات ويقال انه لحن لتجنيز الملوك الفراعنة وانتقل الى الكنيسة القبطية وهو يقال في نهاية يوم الجمعة العظيمة عند دفن السيد المسيح مضيفًا ومن الأمور الهامة في ذلك اليوم هو صلاة 400 سجدة ( ميطانية ) لطلب مراحم الرب علينا ورفع الغلاء والوباء والموت والفناء والغرق والحريق والحروب وذلك حسب نص صلوات الكنيسة في نهاية كل صلاة.
وأضاف وفى نهاية يوم الجمعة العظيمة تبدأ الكنيسة استعداداتها لسهرة حتى الساعات الأولى من صباح يوم السبت المعروف بسبت النور وفى تلك السهرة تصلى الكنيسة فرحا من أجل انتظار قيامة السيد المسيح، أما عن الاقباط فانهم يصمون ذلك اليوم منذ منتصف ليلة الخميس إلى الساعة السادسة مساءاُ من يوم الجمعة أي تقريبا اثنتى عشر ساعة متواصلة ويفطرون في البداية على خل تشبها بالسيد المسيح فعندما عطش على الصليب طلب ماء ولكن الجنود سقوه خلا بدلا من الماء.
العادات الشعبية المرتبطة بالجمعة العظيمة
اما عن العادات الشعبية المرتبطة بالجمعة العظيمة، فأكد مرقس ولان الاقباط كانوا دائما يحاولون شرح العقيدة بأبسط صورها فحاولوا شرح عقيدة موت المسيح وقيامته عن طريق الاكل فلذلك يأكل الاقباط في ذلك اليوم الفول النابت والذى يرمز مع كون حبة ميتة في مظهرها إلا انها تخرج منها حياة مرة أخرى عند وضعها في الماء مدة من الزمن أما عن تناول المحشى فهو ورق ملفوف بداخله حبوب الأرز أشارة الى لف السيد المسيح بالاكفان ووضعه في القبر مدة ثلاثة أيام قبل قيامته.