على مقربة من قرية الحواويش، بمحافظة سوهاج، يحتفل دير السيدة العذراء مريم بجبل أخميم بصوم العذراء، من خلال إقامة القداسات، والصلوات المسائية، التى تجمع بين محبى أم النور، وتحملهم إلى حالة فريدة من السلام الروحى والنفسى.
الراهب هيرمينا، أحد رهبان الدير، حكى لـ«الدستور» عن تفاصيل أيام الصيام، التى تبدأ فى الثالثة صباحًا، وتستهل بارتفاع الأصوات بالتسابيح والألحان، حتى الساعة الخامسة، بعدها تنتهى التسابيح ليبدأ التحضير للقداس الذى يقام فى تمام السابعة صباحًا.
وقال الراهب هيرمينا، إن الجميع يذهب بعد انتهاء القداس الصباحى ليستريح لمدة ساعة، قبل أن يبدأ مجددًا فى مزاولة عمله اليومى المعتاد داخل الدير، مثل تربية المواشى، والعمل فى الزراعة، واستقبال الزوار، حتى الساعة الثالثة مساء، التى تشهد ذهاب الرهبان لتناول مائدة الأغابى، بشكل جماعى، يعقبه العودة بعد ذلك لممارسة الأعمال اليومية.
وأضاف الراهب، أن الساعة الخامسة من مساء أيام الصيام تشهد البدء فى صلاة العشية، التى يقيمها الدير كل يوم من أيام صوم العذراء، ومع انتهاء العشية فى تمام السادسة، يذهب كل راهب إلى قلايته، لإتمام قانونه الروحى الخاص.
ويعد دير العذراء بأخميم حالة خاصة، ومثالا يحتذى به، من أجل إحياء حياة الرهبنة المصرية القديمة، منذ بدأ إعماره عام ١٩٧٩م، على يد القس ديسقورس الأنبا بيشوى، الذى أرسله البابا شنودة لتعميره، وجمع الرهبان من محبى أم النور فيه، وسيمهم تحت اسم الأخميمى.
واعترف المجمع المقدس بدير العذراء بأخميم عام ١٩٨٧م، ويشرف عليه حاليًا الأنبا مرقوريوس، والقس متاؤس الأخميمى، أمين الدير.