تسببت السيول والفيضانات التي اجتاحت العديد من مناطق السودان في وفاة أكثر من 36 شخصا وتدمير عشرات القرى وتشريد الآف من الأسر السودانية.
وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت الأسبوع الماضي إلى حدوث فيضانات وانزلاقات أرضية وأوقعت أضرارا في نحو 5 آلاف منزل وبنى تحتية في 14 من إجمالي 18 ولاية في البلاد، وفقا لما نشره موقع "سكاي نيوز عربية".
وعزت الجهات المختصة سبب تلك الفيضانات والسيول إلى هطول أمطار غزيرة في الهضبة الإثيوبية خلال الأيام الماضية.
وقالت وزارة الري والموارد المائية السودانية إن هنالك مياها كثيرة تخرج من المحطة الحدودية مع إثيوبيا، والمعروفة بمحطة الديم.
وتهطل أمطار غزيرة بين يونيو وأكتوبر في الهضبة الإثيوبية والعديد من مناطق السودان الذي يواجه سنويا فيضانات كبيرة.
وانتشرت مقاطع مصورة في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مشاهد مروعة للمئات من الأسر وهي تفترش الأرض في مناطق قريبة من العاصمة الخرطوم بعد أن دمرت السيول والأمطار منازلهم بالكامل.
وتأثرت مناطق عديدة أيضا في ولاية النيل الأزرق القريبة من الحدود الإثيوبية حيث انهارت الكثير من القرى وتقطعت الطرق بآلاف السكان. وكانت الولاية قد شهدت نهاية الشهر الماضي انهيار سد "بوط"، ما أدى إلى تدمير نحو 600 منزل، وفق ما أفادت السلطات المحلية.
وفي ولاية الجزيرة بوسط السودان، لقي العديد من الأشخاص مصرعهم جراء السيول والأمطار التي اجتاحت مناطق واسعة من الولاية الأحد وأحدثت دمارا هائلا طال مئات المنازل في أكثر من 10 قرى.
وقال الدفاع المدني إنه أرسل مساعدات بواسطة مروحيات إلى 2000 من عمال تعدين الذهب حاصرتهم مياه السيول في شرق السودان. وتضمنت المساعدات دعما غذائيا وطبيا من محاليل ومضادات حيوية وأدوية.
وتقود الجهات الحكومية والطوعية جهودا مكثفة لدعم وإيواء المتضررين وتقديم المساعدات اللازمة لتجاوز الأزمة، وسط شح كبير في الإمكانيات وتدهور واسع في الطرق والبنى التحتية والخدمات الصحية ونقص كبير في الخبز وغاز الطبخ والوقود.
وتدور مخاوف جدية من احتمال انتشار بعض الأمراض والأوبئة مثل الملاريا والكوليرا والاسهالات المائية نتيجة لتراكم المياه في العديد من المناطق بما في ذلك بعض الأحياء الراقية في وسط الخرطوم.
ويتوقع مراقبون أن تكون فيضانات وسيول هذا العام أكبر من الأعوام السابقة بكثير وذلك لاسباب من بينها التغير المناخي.
وكان أكبر منسوب مسجل للنيل خلال السنوات السابقة 14 مترا، بينما تشير التوقعات إلى احتمال وصوله إلى 16 مترا خلال العام الحالي.
لكن عثمان التوم وزير الري السوداني السابق قال لموقع سكاي نيوز عربية، إنه "من الطبيعي أن تشهد بعض مناطق السودان سيولا وفيضانات في مثل هذه الأيام نظرا للأمطار الغزيرة التي تهطل في الهضبة الأثيوبية خلال هذه الفترة من كل عام"، ولم يستبعد التوم أن يكون للتغير المناخي دور في ذلك.
وبالفعل بدأ الوضع استثنائيا هذا العام، فقد أعلنت الإدارة العامة لشؤون مياه النيل والخزانات في السودان مطلع الأسبوع الحالي عن ارتفاع في مناسيب النيل الأزرق تبعا لوجود سحب ماطرة ونزول أمطار في الهضبة الإثيوبية.
واستقرت محطة الخرطوم فوق منسوب الفيضان (16.50متر) بـ 4 سنتيمترات لمدة يومين على التوالي، بينما سجلت محطة عطبرة في شمال السودان 16.02 مترا، وهو أعلى من منسوب الفيضان (15.78م) بـ 24 سم ومن منسوب 1988 بـ 12 سم.
وسجلت محطة الديم عند الحدود السودانية - الإثيوبية 599 مليون متر مكعب، أقل من تصريف الفيضان البالغ 609 مليون متر مكعب بـ 10 مليون متر مكعب فقط.