أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة والمنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ «COP 27»، أن عام 2022 يشهد الكثير من التحديات، فدول العالم تخرج وتتعافى من جائحة فيروس كورونا، وتعاني من أزمات اقتصادية كبيرة، سواء في الطاقة أو الغذاء، والتى تعتبر موارد يمثل نقصها قلقًا للعالم، مشيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يرى أن برنامج "نُوفّي" يعكس ما يريده العالم وهو التنفيذ قبل الذهاب لمؤتمر المناخ القادم «COP 27»، كما يرى أن البرنامج يلبي الاحتياجات الأساسية للإنسان ويخدم العمليات التنموية للبلدان من خلال رفع الطموح وخدمة عمليات التحول والانتقال.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة البيئة في جلسة المائدة المستديرة للمؤسسات الخيرية، والتي تهدف إلى التشاور مع المؤسسات الخيرية حول المبادرات الرئاسية لمؤتمر المناخ ومدى الدعم المقدم لها، والتي تُعقد على هامش النسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي Egypt-ICF واجتماع وزراء المالية والبيئة الأفارقة، والذي يعقد في الفترة من 7 إلى 9 سبتمبر الجاري بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتنظمه وزارة التعاون الدولي، بالشراكة مع وزارات الخارجية والمالية والبيئة، وبالتعاون مع اللجنة الاقتصادية لإفريقيا بالأمم المتحدة، وشركاء التنمية والمؤسسات الدولية، بهدف تعزيز وخلق شراكات بناءة لدفع العمل المناخي ودعم التحول الأخضر في قارة إفريقيا، وحشد جهود المجتمع الدولي نحو تمويل المناخ في القارة.
وأوضحت وزيرة البيئة أنه بالنظر إلى العمليات التنموية هذه الأيام نجد أنها تتنوع بين الزراعة والتكيف والمياه والطاقة والتمويل والتنوع البيولوجي، وبالنظر إلى القضايا التقاطعية نجد أنها لن تكون ذات اهتمام إذ لم يتبناها أصحاب المصلحة الذين يتأثرون بالتغيرات المناخية أكثر من غيرهم والتى تهدد حياة الأجيال المقبلة.
كما أكدت الوزيرة أهمية هذه الجلسة ليس فقط في قيامها بتوضيح المبادرات العالمية الرئيسية الأربعة التي ستطرحها الرئاسة المصرية فى مؤتمر المناخ للتخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ، ولكن لتسليطها الضوء على الاحتياجات التي تهم العالم اليوم، حيث تتنوع المبادرات بين الطاقة والمخلفات والزراعة ونظم الغذاء وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.
وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى برنامج "نُوفّي" الذي تم تصميمه ليربط بين الطاقة والغذاء والماء بهدف تلبية الاحتياجات الأساسية للأفراد، والذى يخدم البلدان والأجيال المقبلة والعملية التنموية، مشددةً على ضرورة وجود قضية تغير المناخ فى قلب هذه القضايا.
وأشارت إلى أنه يمكن تحقيق كل هذا بشكل واقعي إذا أصبح كل فرد على المائدة المستديرة في قلب الحدث، وكان له دور في المساهمة في توفير الطاقة وتوصيلها إلى البلدان النامية خاصة داخل القارة الإفريقية، موضحة ضرورة التعاون لإيجاد حلول لأزمات الغذاء وتوفير الإمدادات الغذائية والطاقة، وحلول أيضًا لأكوام المخلفات بالدول المختلفة، والعمل على رفع الطموح ودعم عمليات التحول لدى دول بلدان القارة الإفريقية والبلدان النامية.
كما أكدت وزيرة البيئة قصة النجاح المصرية التى خاضتها مصر لتوفير الحياة الكريمة، من خلال عمليات تنمية مستدامة شاملة، والتي يعتبر الغاز الطبيعى جزءًا منها، وكذلك توجه مصر نحو كفاءة استخدام الطاقة في معالجة مياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى كافة العمليات التى تمت من أجل توفير حياة لائقة للجميع خاصة المجتمعات الريفية، وهذه العمليات تقدم فكرة مبسطة عن التخفيف والتكيف.
ولفتت الوزيرة إلى أن الاستمرار في بناء الثقة وإثبات المصداقية يعد جزءًا من عمل «27 cop» نحو التنفيذ، خاصة أن مؤتمر المناخ يعطى مساحة للجميع للمشاركة الكاملة، سواء كان مشاركا أو صاحب مصلحة، مشيرةً إلى أنه ما زال العمل قائما حول تحليل واختيار المبادرات الخاصة بالتنوع البيولوجي والطبيعة والتي ستكون مهمة ليس فقط في مؤتمر المناخ «COP 27» ولكن أيضًا لمؤتمر التنوع البيولوجي «cop 15» لأنها ستكون بمثابة جسر بين المؤتمرين نظرًا للارتباط الكبير بين التغير المناخي والتنوع البيولوجي وتأثيرهما على الأفراد والبيئة.
كما تطرقت ياسمين فؤاد إلى المبادرة الخاصة بالزراعة، والتي تتضمن ركيزتين مهمتين، الأولى تتعلق بالتخفيف وتطبيق مفهوم الزراعة الذكية، والثانية تتعلق بالتكيف، وهي المحاصيل الزراعية ذات الجينات التي تتحمل ظروف الطقس القاسية، وهذا المبادرة تتناسب مع الجميع، سواء الدول النامية أو الدول المتقدمة.
وفي نهاية كلمتها، أشارت وزيرة البيئة إلى أن ندرة المياه تعد أحد أهم التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، موضحةً أن الموضوع له محوران، الأول يتعلق بتأثير تغير المناخ على ندرة المياه، والمحور الثاني يتعلق بزيادة التوعية بقضية التغيرات المناخية وضرورة مضاعفة الجهود التي تبذلها الحكومة وتوسيع النطاق ليشمل الشباب والمرأة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وليس فقط في مجال ندرة المياه ولكن في مجال الممارسات المستدامة لنا وللأجيال المقبلة، وكيف يمكن زيادة الوعي بإعادة استخدام المياه في الزراعة أو في الصناعة