تعرف على دير المعجزات بالأقصر
11.11.2017 07:54
تقاريركم الصحفيه Your Reports
الاهرام
تعرف على دير المعجزات بالأقصر
حجم الخط
الاهرام

معجزات تحدث من شفاء للمرضى كل عام بدير مارجرجس بالأقصر الذي يزوره الآلاف من الأقباط والمسلمين من جميع أنحاء مصر كل عام، حيث يقدمون النذور والهبات ويذبحون الذبائح تبركا بهذا القديس الشهيد.

 

يقع الدير على مسافة 13كم جنوب أرمنت 5كم جنوب غرب قرية الرزيقات، ويعد من أشهر الأديرة في صعيد مصر.

 

ويتحدث الزوار في كل عام عن معجزات تحدث من شفاء للمرضى بأمراض مزمنة خاصة الأمراض العقلية والعقم.

 

والقديس مار جرجس نشأ في آسيا الصغرى في القرن الثالث الميلادي في عصر القيصر الروماني دقلديانوس عام 3.3 م، وقد عمل في مستهل حياته ضابطا في جيش القيصر وكان معاصرا للفتية أهل الكهف الذي جاء ذكرهم في الكتب المقدسة، ثم سرعان ما ترك خدمة القيصر حين بدأ موجة الاضطهاد الرهيب للمؤمنين بالديانة المسيحية ووقف مار جرجس في جانب المعارضين لقيصر واستبسل في الدفاع عن المسيحية وقد أوذي وعُذب حتى استشهد.

 

ووفقا لما ذكرته كتب الديانة المسيحية والتي أكدت أن الشهيد مار جرجس ضرب أقوى الأمثلة في احتمال صنوف العذابات، وقد لا تكون هناك يلوسة تعذيب إلا واحتملها، استخدموا معه كل الآلات وكل الوسائل حتى حار أمرهم في شخصه المبارك. وقد أعجبت الملكة الكسندره زوجة الإمبراطور داديانوس حينما التقى معها في القصر وسألته عن سر شجاعته وطهارته وكانت نهاية الحديث هو إعلان إيمانها بالمسيح مما أغضب الإمبراطور داديانوس، ثم نادي حراسه وأمر بقطع رأسها بعد تعذيبها.

 

وبعد موت زوجة الإمبراطور ضاق صدره من جهة القديس وأمر بتعذيبه بشتى أنواع لمدة سبع سنوات متصلة مثل وضع حذاء المسامير في رجليه وتعذيبه بالشفرات الحادة لتقطع جسمه وسمروه على لوح خشب ودحرجوا على بطنه قاعدة عامود وضربوه مائة سوط على بطنه ومسحوا جراحاته بجير حي وصبُّوا على جسده كبريت مذاب في خل عتيق ثم ألقوه في السجن فظهر له الرب يسوع وقال: "انهض قائمًا يا حبيبي جرجس لأني أكون معك لكي تخزي هؤلاء الأشرار المنافقين وسوف تظل سبع سنوات في العذاب وتموت ثلاث ميتات وأنا أقيمك، وفي المرة الرابعة سوف آتي إليك مع طغمات السمائيين وآخذك الآن تقوى وأثبت ولا تتزعزع لأني أكون معك".

 

وبعد ذلك سُمِّر "مارجرجس" على سرير نحاسي وصبُّوا الرصاص الساخن في فمه ووُضِعَ على عجلة كبيرة فيها مناجل وسيوف حادة "الهنبازين" وأداروها فانسحقت عظامه وتهرأ لحمه وأسلم الروح للمرة الأولى، وأقامه الرب يسوع من الموت ثم نُشر بمنشار إلى نصفين وأسلم الروح للمرة الثانية، وأقامه الرب يسوع من الموت.

 

ثم عصروه في معصرة وجعلوا مشاعل النار على جنبيه، وسلم الروح للمرة الثالثة، وأقامه الرب يسوع من الموت وفي يوم 23 برموده الموافق أول مايو سنة 263 م قُطعت رأس الشهيد العظيم مار جرجس، وأخذ السيد المسيح نفسه الطاهرة وسط تهليل الملائكة وأخذ خادمه سقراطيس جسده الطاهر ولفه في أكفان غالية فاخرة ومضى به إلى مدينة اللد بفلسطين ثم نقلت رفاته في عهد الأنبا غبريال الثاني من فلسطين ودفنت بمصر القديمة.

 

وكان يعرف باسم جوارجيوس الكبادوكي (نسبة إلى كبادوكية بلده) أو القديس جورج (سان جورج).

 

وقد اختلطت شخصية مار جرجس بعديد من الأساطير، حيث رسمت صورته يمتطى جوادا ويضرب بحربته التنين ذلك الوحش الجبار، حيث أنه ليس له وجود إلا في خيال الشعب والذي يصورونه بمخالب أسد وأجنحة وطواط وذنب حية.

 

والاحتفال الرسمى بذكرى الشهيد مارجرجس فى دير الرزيقات يستمر من 10 إلى 16 نوفمبر والذى يوافق من الأول إلى السابع من شهر هاتور، وهى المناسبة التى توافق ذكرى تكريس أول كنيسة باسم الشهيد العظيم مارجرجس فى مدينة "اللد" بفلسطين، لكن المئات من الأسر تسافر قبل هذا الموعد للإقامة بالدير على مساحة تزيد على 60 فدانا بداخل خيام أقيمت خصيصا لهذا الغرض بخلاف المنطقة المحيطة التى تكتظ بالآلاف من الزوار مع اقتراب الليلة الختامية.

 

وقد رسمت العديد من الكنائس والأديرة في مصر باسم القديس مار جرجس، منها الكنيسة الشهيرة بمصر القديمة التي بناها أحد أثرياء القبط في القرن السابع الميلادي قبل الفتح العربي وتعد من أروع كنائس مصر.

 

ودير مار جرجس بالرزيقات يرجع تاريخه إلى عام 184. حيث كان كنيسة صغيرة على رأس مقابر الأقباط بالمنطقة أقيمت على بعد 500 متر من دير أثري قديم ما زالت أنقاضه باقية إلى الآن.

 

وفي الفترة الأخيرة أعيد بناء الدير على الطراز الروماني على غرار التجربة التي تبناها الأب متى المسكين بدير أبي مقار غرب الأسكندرية تحويل الدير الى مركز اتصال وإشعاع وتعليم واسع للشئون الكنسية، وضم منشآت إنتاجية وخدمية كبيرة ورش ومزرعة وحظائر لتربية المواشي والأبقار والدواجن.

 

وقد تم نقل المقابر إلى خارج الدير بعد بنائها بطريقة صحية، وتم إخلاء المنطقة المحيطة بالكنيسة القديمة التي تضم إحدى عشر قبة وستة هياكل لتدخل في نطاق منشآت الدير.

 

وبالدير مركز للرهبنة يضم مجمع وقلايات (المكان الذي يستقبل فيه الراهب زواره) ومحابس (المكان الذي ينقطع فيه الراهب للعبادة) وينتظم بالدير عدد من الرهبان والرهبان المرشحين لسلك الرهبنة.

 

لقد تحول الدير إلى مؤسسة كنسية واسعة بعد أن كان مجرد مقبرة لدفن الموتى وكنسية قديمة صغيرة تقام حولها النهضة السنوية.

 

يقول "عبد المنعم عبد العظيم" مدير مركز دراسات تراث الصعيد بالأقصر، إن مولد مارجرجس دير الرزيقات غرب الأقصر يدعونه الناس مصيف الغلابة، وتأتي له جموع الأقباط سنويا من جميع أنحاء مصر ومن خارجها أيضا، وكيف لا يحدث ذلك وهو الشهيد العظيم الذي تألم وتعذب سبع سنوات متواصلة ولكنها أبى أن ينكر مسيحيته، وكيف لا تكتظ الناس وهو القديس سريع الندهة.

 

وهو الذي ظهر كثيرا لابسا بدلة الشرطي وراكبا على الحصان الأبيض ليصنع الكثير والكثير من قصص المعجزات الشعبية. وكيف لا تقبل عليه الناس وهو الذي يظهر أيضا هناك كحمامة بيضاء مضيئة ومن حوله بضعة حمامات هي باقي الشهداء والقديسين فتزغرت الناس وتفرح بيه.

 

وكانت قد استعدت الأجهزة التنفيذية والأمنية بالأقصر، لمولد القديس مارجرجس بجبل الرزيقات بأرمنت جنوب غرب المحافظة، برفع حالة الاستنفار إلى الدرجة القصوى بالتزامن مع أعمال التخييم، ويبدأ المولد في 10 نوفمبر ويستمر حتى 16 نوفمبر الجاري، ويحضره آلاف الأقباط من شتى أنحاء الجمهورية ويعد من أكبر تجمعات الأقباط.

 

وتفقد محمد بدر، محافظ الأقصر، الدير لمتابعة الاستعدادات والترتيبات الأمنية لتأمين الاحتفالات وتابع التجهيزات الخاصة باستقبال الزائرين خلال الاحتفالات .

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.