خمسة وخمسون عاماً قضاها الرجل البسيط الأنبا بيشوي، في خدمة الكنيسة منذ اليوم الأول الذي التحق فيه بخدمة القرى والتربية الكنسية في عزبة دنّة بحي باكوس بالإسكندرية منذ سنة 1963، وبعدها قام بخدمة التربية الكنسية بعد ذلك بكنيسة مارجرجس بباكوس.
بيشوي أو مكرم إسكندر نقولا، المولود في 19 يوليو 1942، في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، تخرج سنة في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، لكن الكنيسة كانت الاختيار الأقرب إلى قلبه، حباً في بساطة الحياة، ورغبة في الخدمة، ليفضلها على الحياة المدنية مقرراً أن تكون هي الطريق القادم والوحيد له بعد تخرجه مباشرة في 1963.
10 سنوات كاملة من الخدمة داخل الكنيسة، لم يتردد فيها الأنبا بيشوي عن تقديم كل جهده، حتى تم تسييمه أسقفًا في 24 سبتمبر من عام 1972، ويصبح بعدها أحد المقربين إلى البابا شنودة الثالث الذي قرر أن يتولى رئاسة لجنة الإيمان والتعليم والتشريع ولجنة شؤون الإيبارشيات ولجنة شؤون الأديرة ولجنه العلاقات الكنسية، ولجنة الرعاية والخدمة.
تولي بيشوي منصب سكرتير المجمع المقدس عام 1985 عقب غضب البابا على الراحل الأنبا يؤانس السكرتير السابق وأسقف الغربية، بسبب قبوله الانضمام إلى اللجنة الخماسية التي شكلها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لإدارة شؤون الكنيسة أواخر حكمه وعقب الخلاف مع البابا شنودة، ثم أصبح مطراناً في 2-9-1990.
منذ ذلك التاريخ، حظي الأنبا بيشوي، بتولي العديد من المناصب، حيث عينه البابا شنودة الثالث أسقفا لدمياط وكفر الشيخ والبراري ودير القديسة دميانة، ثم سكرتيرا للمجمع المقدس، كما عمل كأول أستاذ للمسكونيات في الكلية الإكليريكية ومعهد الرعاية.
ظل الأنبا بيشوي مرافقاً للبابا شنودة حيث انتدبه قداسة البابا ليمثل الكنيسة القبطية في حفل تتويج قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان السابق، وكان أحد المشاركين في حملة تراث كنيستنا.. روح وحياة، والتي أطلقها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
لكن أكثر ما ميز الظهور الدائم للأنبا يشوي هي العلاقة القوية التي ربطته بالبابا شنودة، وربما بسببها كان يطلق عليه الرجل الثاني في الكنيسة، فما من صغيرة أو كبيرة في عهد البابا السابق، إلا وكان بيشوي له يد وعلى علم بها، هو أيضاً لم يكن يخفي محبته لـالبابا شنودة حتى أنه وصفه في حوار سابق له بـ:أعظم شخصية مسيحية ظهرت في القرن العشرين فهو شخصية عالمية مرموقة وأى شىء يخصه يدوى في العالم المسيحى كله.
ربما تلك المحبة أيضاً هي التي دفعت الباب شنودة، حين سئل عن من يمكن أن يخلفه على كرسي الباباوية، كان ترشيحه الأول الأنبا بيشوي، وهو ما رد عليه بيشوي في حوار سابق له مع المصري اليوم بتاريخ 18 يوليو 2009 قائلاً: لا يمكننى أن أجيب عن هذا السؤال ولكن ما دار بينى وبين البابا شنودة وكان في حضور الأنبا أرميا هو أن البابا اعترض على رأيى بأن أسقف الإبراشية لا يجوز له تولى الكرسى البابوى وقد قررت أن أعتذر عن أي حديث خاص بخلافة البابا شنودة.
رحل البابا شنودة، وكان الحديث قد توقف عن ترشيح الأنبا بيشوي، وذلك بسبب الخلافات الكثيرة التي دخلها بسبب أرائه بينما هو فضل البقاء بعيدًا عن في ديره بين حياة البساطة ورعاية شؤون الكنيسة.