تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى اجتماع مجمع بروما بسبب عيد الغطاس والصوم الكبير، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي إن في مثل هذا اليوم اجتمع مجمع مقدس برومية في ايام فكتور بابا رومية وديمتريوس بابا الإسكندرية، وسبب انعقاد هذا المجمع إن المسيحيين كانوا يحتفلون بعيد الغطاس ثم يصومون ابتداء من اليوم الذي يليه، ويفطرون في اليوم الثاني والعشرين من شهر أمشير، وبعد ايام يصومون أسبوع الآلام ثم يعيدون عيد القيامة المجيد.
ولما قدم القديس ديمتريوس بطريركا علي كرسي الإسكندرية، أنار الله عقله بالنعمة الإلهية، فقرا كتب الكنيسة وشرح أكثرها، ووضع قواعد حساب الأصوام والأعياد المتنقلة التي نحتفل بها إلى وقتنا الحاضر، وأرسل نسخا منها إلى الأب فكتور بطريرك رومية والأب مكسيموس بطريرك إنطاكية والأب أغابيوس أسقف أورشليم، ولما وصلت هذه الرسالة إلى الأب فكتور قراها فاستحسنها كثيرا وجمع أربعة عشر عالما من أساقفة كرسيه وجماعة من علماء القسوس، فحصوها فاقروها ونشروها في جميع بلادهم، وبذلك ترتب الصوم المقدس والفصح المجيد كما هو الآن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
استشهاد العذارى الخمسين وأمهن صوفيا
كما تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية بذكرى استشهاد العذارى الخمسين وأمهن صوفيا، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي إن في مثل هذا اليوم استشهدت القديسات الطاهرات، والعذارى الراهبات الخمسون وأمهن صوفية، هؤلاء القديسات كن من بلاد مختلفة، وقد جمعتهن المحبة الإلهية والسيرة النسكية، فاقمن بدير للعذارى بالرها، وكانت القديسة صوفية رئيسة هذا الدير مملوءة من كل حكمة ونعمة، فربتهن تربية روحانية حتى صرن كملائكة الله علي الأرض، مداومات علي الأصوام والصلوات والقراءة في الكتب الإلهية وأخبار الرهبان، وكان منهن من أقامت في الدير سبعين سنة، ومنهن من هي في ريعان الشباب، ولكن ثابتة الإيمان، قوية اليقين.
ولما سمع يوليانوس الملك العاصي إن سابور ملك الفرس عزم علي محاربته، عبا جيشه وسار إليه، وكانت مدينة الرها في طريقه، وإذ عبر علي دير هؤلاء العذارى أمر الجند بقتل من فيه ونهبه، فنفذ الجند الأمر، وقطعوا الراهبات بالسيف أربا أربا، ونهبوا كل ما وجدوه، وقد انتقم الله من هذا الملك الشرير بطعنه سهم في الحرب من يد فارس وقيل انه القديس مرقوريوس فخر صريعا عن ظهر جواده ومات سنة 363 م، أما العذارى فقد نلن إكليل الشهادة.