فى البداية يختلف العلماء فى تحديد الفترة التى سميت فيها المنطقة بأسم بنتابوليس أو إتحاد المدن الخمس فهناك من يرجعه إلى العهد الجمهورى بعد انهيار الاسرة الباطسية ( ٤٥٠-٣٢٢ق.م) والبعض الآخر يرجعه لعهد البطالمة ويرى المؤرخون أن مصطلح بنتابوليس كان رمزاً للتحالف القائم بين المدن الخمس الإغريقية فى ليبيا الشرقية نتيجة للإصلاحات الدستورية التى أقترحها المشرفان اليونانيان ( اكديموس وديموفاتس) ٢٥٠ ق.م على أساس قيام إتحاد فيدرالي بين الخمس مدن .
وعلى حسب الترتيب التاريخى فإن اقدم رواية هى للبطريرك الملكانى افتيخيوس ( ابن بطريق) فالخمس مدن الغربية هى برقة و زولا وزويلة ولوجلة وسنتريه وهى مدن شائعة فى ليبيا وقتها ، أما ساويرس أسقف الأشمونين فى القرن العاشر فوضح أنها برقة وفزان والقيروان وطرابلس الغرب وافريقية وتشابه مع رأيه ابن كير كاهن كنيسة المعلقة بمصر القديمة فى القرن ١٤ م، فقال أنهما برقة وطرابلس الغرب وتونس وافريقية وقيرينى وهذا الخلط يرجع إلى أسباب عديدة أرجحهم خراب الخمس مدن الغربية الأصلية بعد الفتح العربي، ومع هذا كله نلخص أن المؤرخين الأقباط فى العصور الوسطى استعاروا المصطلح بنتابوليس ضمن القاب البابا القبطى فأحيوه من جديد جغرافيا وأطلقوه على خمس مناطق أو مستوطنات عامرة بالأقباط وهم منطقة برقة – طرابلس- تونس -منطقة القيروان عاصمة المغرب العربي وتمتد إلى مراكش ايضا .
_تبعية الكرسي الباباوى:
كانت منطقة بنتابوليس تابعة سياسيا للحكم الرومانى كما تبعت الإسكندرية من الناحية الدينية منذ أن نشر مارمرقس الإيمان فى المنطقتين معا وتأكدت هذه الرئاسة رسميا فى المجمع المسكونى الاول بنيقية عام ٣٢٥ ق. م ( فلتحفظ العادات القديمة التى فى مصر وليبيا والخمس مدن الغربية فى أن أسقف الإسكندرية يكون له السلطان على هذه المناطق كلها ) وظلت الكنائس فى الخمس مدن الغربية على ولائها التام للبابا المرقسي إلى أن منع الأباطرة البيزنطيون الاتصال عن طريق منع رجال الإكليروس المصرىون من الخدمة فى ليبيا ومنع الرسائل البابوية الأرثوذكسية من الوصول للشعب الليبي إلا ان هذه الصلة التى قطعت عنوة عادت من جديد بعد الفتح العربي، حيث إنه بعدما فتح عمروبن العاص مصر آمر بإرجاع انبا بنيامين إلى كرسيه وطلب منه أن يدعو له بالنصر وبالفعل حصل ما أراد فقد تم تهيئة الجو المناسب بين سكان المدن الخمس المسيحيين للفتح العربي وذلك حسب كتابات الأسقف ساويرس ابن المقفع والأسقف يوحنا النقيوسي.
وخلال الاحتلال الإيطالي لليبيا أقيمت عدة كنائس حديثة وكاتدرئيات فخمة خاصة فى مدينتى طرابلس وبنغازي وتركوها ،كما هى وكانت الهجرة العربية بدأت فى الخمسينيات حيث ساهم المصريون فى النهضة الحديثة للبلاد وازدادت أعداد المسيحين الوافدين من العالم العربي خاصة بعد تفجر البترول فى منتصف الستينيات وماترتب عليه من زيادة الدخل القومى.
وجاء عصر البابا شنودة الثالث وقام برسامة انبا باخوميوس أسقفا على البحيرة ومطروح والمدن الخمس الغربية ولما علم المسيحيون بليبيا بالخبر السار امتلأت قلوبهم فرحاً وبدأت الرسائل تنهال على نيافته وبحسب مجلة رسالة الكنيسة التى تصدرها مطرانية البحيرة وبنتابوليس السنة ٩ ( كان يوم ١٧ يناير ١٩٧٢ ) يوماً تاريخياً اذ تطأ قدم أسقف الخمس المدن الغربية ايبارشيته لأول مرة بعد مضى خمس قرون لم تر المنطقة أسقفا قبطيا لهذه الإيبارشية، وفى المطار استقبله اهالى طرابلس وعلى رأسهم مندوب السفارة وأسقف الكنيسة الكاثوليكية وكان يوم ٢٧ -٣ -١٩٧٢ يومًا تاريخيًا مشهوداً فى تاريخ الخمس مدن حينما زارها البابا شنودة الثالث وصلي قداسة البابا فى كنيسة مؤقتة يوم جمعة ختام الصوم ثم سافر إلى بنغازي.
وفى تلك المناسبة تمت الموافقة على تسليم الكنيسة القبطية وهى كنيسة إيطالية فى طرابلس وصلي بها نيافته أسبوع الآلام وعيد القيامة سنة ١٩٧٢ وهى تقع علي طريق البرانى المؤدى إلى المطار وبالكنيسة دار للمطرانية وصالة للاجتماعيات وحديقة واسعة وسميت على اسم كاروز الديار المصرية والليبية مارمرقس. وفى نفس الوقت تم تسليم الأقباط كنيسة كبرى فى منطقة الجزائر العاصمة من الكنيسة الكاثوليكية وخدم بهذه الكنيسة الآباء القمامصة أمونيوس السريانى وابراهيم الانبا بيشوى ومنها هنا بدأ الانتشار والتوسع القبطى والروعى بالمنطقة ليصبح لقب أسقف الخمس مدن الغربية لقب فعلي وترجم ذلك أعداد الكهنة الأرثوذكس المسيحيين الذين هم فى ازدياد أخدمك وإقامة الشعائر الأرثوذكسية بالخمس مدن واصبحت فى ازدياد، وذلك بفضل جهود وصلاة المتنبح انبا باخوميوس .