باحث بالتاريخ الكنسي: بن تريك أول بطريرك سمح بصلاة القداس باللغة العربية
20.04.2022 08:09
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
باحث بالتاريخ الكنسي: بن تريك أول بطريرك سمح بصلاة القداس باللغة العربية
حجم الخط
وطني

قال ماجد كامل عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي في تصريحات له إن البابا غبريال بن تريك أول بطريرك يسمح بصلاة القداس باللغة العربية بعد تلاوتها أولا باللغة القبطية، حيث يذكر التاريخ أنه في عصر البابا غبريال بن تريك البطريرك السبعون (1131- 1146 ) أصدر قرارا بالسماح بقراءة الأناجيل والمواعظ باللغة العربية بعد تلاوتها أصلا باللغة القبطية، وجاء هذا القرار في القانون الثالث من مجموعة القوانين التي سنها وهذا نصه “يجب علي كل أسقف منكم أيها الأساقفة، أن يعلم الشعب الذي يرعاه، وليلزمهم بحفظ الصلوات التي علمها السيد المسيح لتلاميذه باللسان الذي يعرفه ويفهمه ليصلي به في الصلاة؛ فلا يهذي بما لا يعلمه. ومن قدر علي أكثر من ذلك فله أجره”.

 كان الدافع الرئيسي له لاتخاذ هذا القرار هو شعوره بقلة عدد القادرين على متابعة الصلاة باللغة القبطية داخل الكنائس؛ فقد ضعف الاهتمام باللغة القبطية تدريجيا في مصر بعد صدور قرار تعريب الدواوين في عهد الوالي عبدالله بن عبد الملك بن مروان، وكان ذلك عام 706 م، وترتب على هذا القرار مسارعة الأقباط لإتقان اللغة العربية للاحتفاظ بوظائفهم. 

ولم يحدث اضمحلال اللغة القبطية فجأة؛ وأنما تم تدريجيا وعلي مراحل. ففي سيرة البابا خائيل الأول البطريرك ال46 (743- 767م ) يكتب إلي السلطات باللغة القبطية؛ ويرفق بكتابته ترجمة عربية، وعندما وقف أمام الخليفة مروان بن عبد الحكم، كان الحديث بينهما يتم من خلال مترجم.

وفي سيرة البابا يوساب البطريرك الـ 52 (830- 849 ) نقرأ أنه كان يخاطب الأساقفة المشتكين ضده أمام القاضي باللغة القبطية . ويذكر المقريزي في كتابه “المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار” ضمن حديثه عن بعض الأديرة القبطية فيقول “والأغلب علي نصاري هذه الأديرة معرفة القبطي الصعيدي وهو أصل اللغة القبطية ؛ وبعدها اللغة القبطية البحيرية. ونساء نصاري الصعيد وأولادهم لا يكادون يتكلمون إلا بالقبطية الصعيدية”.

وذكر جاك تاجر في كتابه "أقباط ومسلمون منذ الفتح العربي إلي عام 1922 " أنه يوجد قنصل يدعي "دي ماييه " كتب يقول "أن الناس في بعض نواحي الصعيد مازالو يتكلمون اللغة القبطية "كما ذكر رحالة يدعي “فورسكال” أنه تعرف علي قبطي يدعى إبراهيم أناش كان متفقها باللغة القبطية. ومن القصص الطريفة التي يرويها جاك تاجر أن بطرس باشا غالي (1846- 1910) عندما زار روما وتقابل مع البابا لاون الثالث عشر (1878- 1903) بابا روما رقم 255 ؛ أن البابا وجه له بعض الأسئلة باللغة القبطية ؛فاضطر بطرس باشا أن يعترف بجهله بهذه اللغة ؛وعندما عاد إلي مصر طلب أن يتعلمها بإصرار.

كذلك يذكر القس شنودة ماهر أن المرسل الأمريكي دافيد سترانج، ذكر رجلا عجوزا من قوص يدعي جام إستفانوس ذكر أنه كان يسمع والديه، وآخرين قليلين من كبار السن في قوص ونقادة كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض باللغة القبطية . كذلك أيضا ذكر بروفيسر ورل أستاذ اللغة القبطية بجامعة ميتشيجان أنه سمع من قدامي الشيوخ في فرشوط أنهم حتي قرب نهاية القرن التاسع عشر كان التحدث باللغة القبطية كان تقليدا عائليا متوارثا في عائلات القسوس بما في ذلك النساء.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.